أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، “وقوف “حزب الله” مع المطالب المحقة للمواطنين، الذين نحن جزء منها”، مشددا على “ضرورة معالجة القضايا الملحة سواء الكهرباء أم المياه أو أزمة النفايات، وعدم رمي المسؤولية على البلديات”، وأضاف: “هناك حكومة وقوى سياسية مسؤولة، وعليها تحمل التبعات والإسراع نحو المعالجة، لأن غضب الناس سيزداد، وكلما تأخرت المعالجات سيكون هناك مطالب أكثر للناس”، لافتا إلى ان “مستوى الاهتراء في الدولة بلغ إلى حد يمكن أن يؤدي إلى سقوط الهيكل على الجميع”.
فضل الله، وخلال احتفال تأبيني أقامه “حزب الله” لمناسبة مرور أسبوع على “استشهاد” أحمد علي الدر في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، قال: “كنا نبهنا وحاولنا وسعينا من موقعنا في الحزب لتدارك المخاطر التي تتهدد البلاد على المستوى الاجتماعي والإقتصادي، وقلنا للجميع إن المواطن لم يعد قادرا على التحمل، فإذا كنتم لا تستطيعون إيجاد معالجة جذرية، فلتعملوا معنا لنخفف الأزمات والمشكلات بالكهرباء والمياه، وفرص العمل ورواتب الموظفين وعمل المؤسسات وفتح المجلس النيابي وبتفعيل دور الحكومة، ولكننا كنا نواجه ولا نزال إلى اليوم بعقلية المكابرة والاستئثار والتفرد”.
وشدد على أن “المدخل الطبيعي لمعالجة الأزمات التي يمر بها لبنان، هو معالجة الأزمة السياسية المتمثلة بمحاولة إقصاء فريق أساسي يمثله التيار الوطني الحر، الذي له مطالب محقة، ونحن دعونا الفريق الآخر إلى محاورته والنقاش معه من أجل القيام بالمعالجات المطلوبة، لكن حتى الآن هذا الحوار لم يتم، لأن هناك من يصر على إقصاء العماد ميشال عون ومنعه من أن يكون المعبر عن الشريحة الشعبية التي يمثلها، لذلك فإن الاستمرار بسياسة المكابرة سيزيد هذه الأزمة تعقيدا، لأن فريقا لا يزال يعتقد أن المتغيرات الخارجية يمكن لها أن تجعله الحاكم الدكتاتوري، وقد قلنا له إنه واهم”.
ودعا فضل الله الجميع إلى “ملاقاة المبادرة الحوارية المطروحة من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأن الحوار بين القوى على مختلف انتماءاتها هو المدخل الطبيعي من أجل التفاهم والتوافق على القضايا المختلف عليها، سواء كانت هذه القضايا تتعلق بإدارة الحكومة التي نحن من دعاة المحافظة على آلية التفاهم والتوافق فيها، أو بالقضايا الأساسية مثل قانون الانتخاب وانتخاب رئيس للجمهورية، ومعالجة القضايا الملحة في الموضوع الاجتماعي والإقتصادي”، مطالبا الجميع بـ”عدم تفويت هذه الفرصة وإدارة الظهر لمطالب المواطنين، في وقت لا يزال لدى البعض عقلية كان قد جربها عام 2006 عندما نزل مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الشارع، وهو اليوم يريد أن يصم آذانه ويقول إن التظاهرات لا يمكن أن تصرف بالسياسة، وهذا جزء من تهميش الناس وإدارة الظهر لهم ممن يعتبرون أنفسهم يتحصنون بالطائفية والمذهبية. في حين أن واحدة من إيجابيات الحراك الشعبي أنه خرج من الاصطفاف المذهبي، الذي يتمسك به بعض السياسيين ويتمترس بالمذهبية ليتمسك ويستأثر بالسلطة”.
وقال: “إننا في حزب الله كنا من طليعة القوى التي لم تتورط في كل هذه الملفات، لأنها لم تكن جزء من التركيبة السياسية التي نشأت منذ التسعينيات ولا تزال هي نفسها إلى اليوم، وكنا دائما في موقع المعارضة لهذا النهج السياسي سواء كان نهجا يمارس سلطاته على المستوى المالي أو الإقتصادي أو الاجتماعي، ولا نزال حتى ونحن في داخل الحكومة من موقع المعترض على التفرد والإستئثار ورفض المشاركة، وأيضا من موقع المعترض على النهج الإقتصادي والمالي والاجتماعي، لأننا نرى أن الدولة مسؤولة ولا يمكن أن تتنصل من مسؤولياتها”.
ورأى فضل الله أنّ “طبيعة التركيبة في لبنان تمنع التغيير الحقيقي، فعندما كان هناك محاولات للتغيير كانت دائما تصطدم بجدار الطائفية والمذهبية والمحسوبيات، فإن هناك الكثير ممن تورطوا وأشاعوا ثقافة الفساد، وعمموا الرشوة بحيث أصبح كل مواطن يريد أن ينجز معاملة ما، يعتبر سلفا بأنه يريد أن يدفع رشوة، أو إذا أراد أن يقدم على وظيفة، فيعتبر سلفا أنه بحاجة إلى المساندة والمساعدة والدعم، وهذا يعود سببه لنشوء الدولة على هذه الثقافة”، متسائلا: “من المسؤول عن الفساد اليوم، ومن الذي استلم السلطة من العام 2005 إلى اليوم، أي منذ خروج النظام السوري من لبنان، أليس هو الفريق ذاته؟، وهل الوجود السوري لا يزال مسؤولا أم هناك عقلية لا تزال تتحكم بإدارات الدولة، وبكل القضايا الاجتماعية والإقتصادية والمالية”؟
واعتبر أن “وجود الحماية التي ينعم بها بلدنا من الخطر الإسرائيلي والتكفيري هي بفضل تضحيات المقاومة ومجاهديها، لكن هناك أزمات أخرى تهدد الوضع الداخلي، وإذا كان الخطر التكفيري الذي استهدف تمزيق لبنان وتحويله إلى إمارات وتشريد شعبه وقتل الناس، قد سقط بفضل تضحيات المقاومة، فهناك تهديد داخلي متمثل بتفاقم الأزمات الإقتصادية والاجتماعية، التي تحتاج إلى مساع وجهود من نوع آخر”، مشيرا إلى أن “الطرق والوسائل والآليات التي نستخدمها في مواجهة العدو الخارجي تختلف عن المواجهة في الداخل، حيث أنه لا يمكننا أن نستخدم في الداخل مقاومة لمواجهة الأزمات بالطريقة نفسها التي نواجه فيها العدو الخارجي، وصحيح أنه من الممكن أن ننتصر على العدوين الإسرائيلي والتكفيري وقد انتصرنا، لكن عندما نأتي إلى الداخل وإلى الأزمات الداخلية لا يمكن لنا من خلال جهدنا فقط أن نهزم الفساد، وهذا ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم من الأيام: ان هزيمة إسرائيل أهون بمئة مرة من هزيمة الفساد في لبنان”، لأن هناك تركيبة طائفية مذهبية، وهناك سلطة تركبت منذ أن نشأ لبنان، وما زالت مستمرة على الطريق الأعوج نفسه”.
وأردف فضل الله: “ان دماء شهدائنا وتضحيات المقاومة استطاعت أن توفر مظلة الحماية لبلدنا، ونحن نعيش اليوم في ظل استقرار أمني عام بفعل هذه التضحيات، ولو نظرنا من حولنا وفي محيطنا الإقليمي لرأينا الفوضى والاضطراب والتخبط والإرتباك والقتل والدماء في كل مكان، فلبنان اليوم البلد الوحيد الذي يشعر بأنه محمي بفضل موقف المقاومة التاريخي، بأنها ذهبت إلى معاقل التكفيريين قبل أن يسيطروا على سوريا وعلى مناطق الحدود، وتستكمل هذه المهمة اليوم لحماية لبنان”، مشيرا إلى أن “معركة القصير كانت من أجل حماية لبنان، ومعركة الزبداني هي من أجل حماية لبنان أيضا، ولو كان هؤلاء التكفيريون سيطروا على تلك المناطق لتمددوا إلى بلدنا، وإن المشروع الذي كشفته التحقيقات الرسمية كان هدفه إقامة إمارة في منطقة الشمال، والتمدد إلى البقاع ومن ثم السيطرة على بقية المناطق، لكن هذا المشروع سقط وهزم بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة”.