IMLebanon

آمال مزارعي التبغ والتنباك معقودة على الأسعار الجيدة

Tobacco1

 

رسلان منصور

بدأت ورش جمع التنباك وتوضيبه وتسطيره في عكار تنتشر هذه الأيام في مناطق السهل، كما البعل من تلمعيان الى القليعات ومن تلعباس الى منيارة، إذ ان عشرات الورش التي لا يكاد بيت يخلو منها متواصلة ساعة بعد ساعة استعداداً لبدء موسم التسليم الذي يحل بعد شهر تقريباً من الآن..وإن كانت الصورة تبدو ظاهرياً جيدة الا أن هناك مشاكل واشكالات تواجه المزارعين الذين يعتمدون في الدرجة الأولى على الورش المنزلية أي على أفراد الأسرة والبيت وعلى اليد العاملة السورية التي باتت مرتفعة كما يؤكد أصحاب «الأراضي المضمونة» وأصحاب الرخص والحيازات.

 

رغم كل ذلك فإن الأمل يحدو المزارع العكاري هذا العام، بأن يكون سعر هذا الموسم بالتحديد يوازي حجم الأتعاب التي أهدرت للعناية به، وتكاليف الانتاج، ويضاهي سعر الموسم الفائت أي بما معدله عشرة آلاف ليرة لبنانية للصنف «باب أول» وثمانية آلاف للباب الثاني، خصوصاً وأن التكلفة ارتفعت، والموسم الذي راهن عليه المزارعون كثيراً ضرب بفعل العوامل المناخية والأمطار المتأخرة والبرد الذي هطل مرات في سهل عكار، أضف الى أسعار المبيدات وغيرها التي تتأرجح صعوداً وهبوطاً.

 

ولا يخفي المزارعون مطالبتهم التي يكررونها سنوياً بأن يكون سعر التسليم واحداً موحداً لدى مؤسسة حصر التبغ والتنباك في كل المناطق، إذ يرى المزارع العكاري أن الانتاج هو هو والنوعية هي هي في كل لبنان جنوباً وشمالاً وبقاعاً، وهذه الزراعة بالفعل من الزراعات المهمة التي يستفيد منها أكثر من خمسة آلاف عائلة وحدها في منطقة عكار، ويقدر تقريباً حجم الانتاج الفعلي بما يزيد على المليونين ونصف المليون كيلو في العام الواحد.

 

شوقي المصري منسق قطاع النقابات في تيار المستقبل في عكار يقول «كل مراهناتنا الدائمة على سعر التسليم وتخمين الخبراء، ولا ضير من ترداد أن موسم عكار يبقى جيداً ونوعية التبغ والتنباك فيه ذات جودة عالية ومواصفات معروفة، ونحن دائماً نردد أن سياسة ادارة حصر التبغ والتنباك سياسة موضوعية وتغيرت كثيراً وايجاباً ، لكن دوماً نسمع من المزارعين بأن المطلوب معاملة كافة المناطق على حد سواء، وزيادة أعداد الرخص وشراء كل الكمية المنتجة ليستعيد المزارع بعضاً من خسارته، وإدخال المزارع في الضمان الاجتماعي والاستمرار في حماية هذه الزراعة ودعمها، ومنح أسعار لائقة توازي حجم الجهد والعرق الذي يبذل من أجل انتاجها، وتأخذ في الاعتبار أسعار المواد الأولية والسماد، والرش وارتفاع سعر المازوت وأجور اليد العاملة..

 

بدوره، سمير خشفي رئيس نقابة عمال ومزارعي التبغ والتنباك في سهل عكار يقول: الموسم الحالي ليس أفضل من الموسم الفائت ،هذا مبالغ فيه لجهة الكميات، ذلك بفعل ما تعرضنا اليه من انتكاسات جراء التقلبات المناخية ، ولكن يبقى الأمل بالسياسة المنصفة والعادلة لادارة الحصر أي الريجي التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ما يتكبده المزارع من عناء وصعوبات ومصاعب وأكلاف وعناء وقلق وخوف على موسمه ونوعيته وجودته ومطابقته لمواصفات عالمية ومواصفات ادارة الريجي.

 

ويضيف « الأمل والترقب هو سيد الموقف لدى المزارعين، وهم ينتظرون بفارغ الصبر عملية تسليم الموسم، هنا نتمنى أن لا يتم خفض الأسعار عن العام الماضي أي أن يحافظ السعر على العشرة آلاف وأن تتطابق وما أنفقه المزارع من جهد وتعب وعرق، متوقعاً أن يكون سعر الكيلو حوالى العشرة آلاف ليرة لبنانية، مع العلم أن التكلفة المادية لـ«البالة الواحدة«، (بين الثلاثين إلى أربعين كيلوغراماً)، تزيد على الأربعين ألف ليرة بدءاً من الزراعة والتفريغ والسموم والقص الى تكلفة اليد العاملة التي يتم الدفع لها بالساعة الواحدة والتي زادت ضعفا ونصف، إذ اننا كنا ندفع الألفين وخمسمائة على الساعة اليوم ارتفعت الى خمسة آلاف وهذا سعر مرتفع ولكن ليس باليد حيلة«…

 

وأشار «المواسم الزراعية كمواسم البطاطا وغيرها كانت رديئة هذا العام، ولم يعوض على المزارع وكلنا شاهدنا المعاناة بسبب اقفال الحدود والأزمة السورية، وبقيت الأمور على حالها بفعل الوضع الحالي والأزمة الحكومية فرغم الوعود التي أطلقت الا أن شيئاً لم يتغير، من هنا أملنا بأن يكون موسم التنباك موسماً يعوض المزارع عن بعض خسائره، وبالتالي فإن اعطاءنا أسعاراً مقبولة يسهم بذلك إلى حد بعيد«.

 

وطالب بزيادة عدد الرخص المعمول بها منذ خمسة عشر عاماً، وزيادة كميات الاستلام، وقال إن أعداد الرخص أقل بكثير من عدد المزارعين في سهل عكار، من هنا أهمية مساعدتنا ودعمنا، ومساندتنا، والسعر يجب أن يكون حوالى الخمسة عشر ألف ليرة أسوة بمزارعي الجنوب لأن التكلفة هي هي.

 

وختم، مطلبنا هو رفع الأسعار نتيجة غلاء المعيشة والمواد الزراعية والأسمدة واليد العاملة، فكل الأسعار ارتفعت إلا موسم التبغ والتنباك، حيث انه منذ سنة 1994 وحتى الآن ما زال السعر هو هو. وأكد أن رفع السعر ضروري خصوصاً وأن الخسائر كبيرة وبالتالي نأمل بالتجاوب من قبل الإدارة بهذا الصدد.