رولان خاطر
لم يخطئ من اعتبر أن “لبنان أرض القداسة والقديسين”.. وبعد زيارة العذراء فاطيما، بات وطن الأرز موطن السيدة العذراء، التي تتخذ في المناطق اللبنانية أسماء عدة، كناية عن اسم البلدة التي تتواجد فيها. وها هي اليوم، تدخل كالملكة أرض “المطلّة” في الشوف، بنورها، وقدسيتها، وقلبها الطاهر، فتتربع على مدخل البلدة، ولكنّ عينيها ستحضن مناطق الإقليم كلّها وجزين والشوف من كل الجهات.
معالم عدة تميز “المطلّة”، عين بزينا، كنيسة البلدة، دير المطلة والغابات، والسبت 5 أيلول يضاف معلم آخر على روزنامة معالم “المطلّة” والشوف، وكل لبنان. السبت موعد تبريك وإزاحة الستار عن تمثال السيدة العذراء، والسبت ستبدأ “المطلّة” برسم تاريخ جديد، لا يتنكر لأمجاد الماضي، ولأبطال رسموا بأجسادهم وبحياتهم خطوط الدفاع عنها وعن كل لبنان، إنما تاريخ يكمل المسيرة، بسلام، بعيداً عن العنف، وبمشاركة كل المكونات السياسية، حفاظاً على أسس ومبادئ العيش المشترك، مع حفظ واحترام خصوصية كل مكوّن وطائفة.
المكان الذي أقيم عليه نصب السيدة العذراء على مدخل “المطلّة” كان متراساً لردّ المواجهات والمعارك، ومع تربع السيدة العذراء عليه، ستُتلى قصص مغايرة عن تلك التي عرفها اهل المطلّة وأهل القرى المحيطين بها من المسلمين والدروز، ستبدأ قصص عنوانها السلام والمحبة والانفتاح والحوار والشراكة. وفي 5 أيلول، سيتبادل الأهالي من كافة القرى والبلدات أغصان الزيتون وكتب الاستقلال الثاني، بدل البندقية وكتب القهر والاضطهاد التي رافقتهم سنين طويلة.
ويقول رئيس بلدية المطلة آرنست عيد لـIMLebanon: “النصب بني على “متراس” كبير من الباطون المسلّح كان خلال الحرب اللبنانية، والقصد من الفكرة، التسلّح بالسلام، وبمسيرة السيدة العذراء، والتأكيد أننا انتقلنا معها من حالة الحرب إلى حالة الرجاء الواعدة، ومن العنف والدم إلى حالة السلم تحت عيون سيدة “المطلّة”.
ويضيف عيد: “نحن نمد يدنا إلى كل جيراننا، ونحن على علاقة جيدة مع كل الاقليم والشوف، ومع جميع الطوائف.
ويشير إلى ان البلدية تعمل بجهد طويل لتحويل مقام “سيدة المطلّة” إلى مزار على غرار المزارات الأخرى، مثل سيدة زحلة، سيدة مغدوشة وغيرهم، خصوصاً أن المقام كبير جدا وضخم جدا. كما سيكون هناك “كابيلا” في قلب “المتراس” يسمح للمواطنين بأداء صلاتهم والسكون مع الله.
إذا، تسمية العذراء ستكون “سيدة المطلّة”، وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. والمشاركة ستكون من كل الأطياف، مسيحيين ومسلمين، ومن كل الفرقاء السياسيين من دون استثناء، وستكون هناك كلمات لشيخ سنّي وشيعي ودرزي تتناول السيدة العذراء.
إشارة إلى أن التمثال وإقامة النصب تبرّع بهما أمين عام الجامعة الثقافية في العالم السيد عاطف عيد، وهو من بلدة المطلّة. ويبلغ طول التمثال 7.20 مترا بعرض 4 أمتار. ويبلغ طول النصب 22.5 مترا. وهو التمثال الأكبر في منطقة الشوف.