تمر الصين بأزمة خانقة مع تباطؤ الاقتصاد أسرع مما كان متوقعاً؛ كثر من 100 مواطن صيني، كشف عن فساد كبير. لكن من ناحية ثانية، لم يظهر أي انخفاض على عدد الرحلات الخارجية، فقد أشارت البيانات الرسمية إلى أن عدد الرحلات خلال الأشهر الـ6 الأولى من عام 2015 بلغ نحو 61.9 مليون رحلة سياحية، بزيادة مقدارها 13% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وهناك 5 أسباب لتفسير هذا النمو:
1- بدأت الأسهم الصينية بالارتفاع بعد رأس السنة لهذا العام، من مستوى يقارب 3229 نقطة بالنسبة لمؤشر ( شانغهاي كومبوزيت- Shanghai Composite). فبعد صعود بلغ 5200 نقطة في شهر حزيران/ يونيو، عاد المؤشر حالياً إلى حيث بدأ تقريباً. وهذا التقلب تسبب بأضرار فادحة للعديد من المستثمرين الصغار وقليلي الخبرة، بالإضافة إلى العديد من مديري العلامات التجارية المرموقة– فقد أغلقت شركة (مازيراتي– Maserati) صالة عرض أخرى في بكين مؤخراً، بينما تراجعت صادرات الساعات السويسرية إلى الصين بنسبة 40% في شهر تموز/يوليو الماضي. إلا أن السياحة الخارجية، بما فيها فئة الـ5 نجوم، لا تزال أوفر حظاً بكثير من سيارة فارهة أو ساعة يد فاخرة.
2- لا يزال سكان مدينة تيانجين يكافحون للتعافي من الانفجار الهائل الذي وقع في 13 من آب /أغسطس الحالي. وهناك العديد من الآراء التي تعبر عن مخاوف من تلوث التربة والمياه الجوفية على المدى الطويل. كما أن نقص الشفافية والمعلومات الواضحة أكد مخاوف العديد من المواطنين بأن مخاطر البلاد البيئية ليست محصورة بتلوث الهواء الذي يرونه في المدن الكبيرة. ولأن السفر إلى الخارج لتجربة بيئة آمنة ونظيفة كان دافعاً قوياً في الماضي، فإنه سيكون أكثر قوة في المستقبل.
3- في السابق، لم تكن النقود وحدها كافية ليتمكن معظم المواطنين الصينيين من السفر خارج البلاد، فقد كانوا بحاجة لتأشيرات الدخول إلى تلك البلدان. أما الآن، على أي حال، فقد خففت العديد من وجهات السفر متطلباتها بحيث لا حاجة لتأشيرة دخول أو يمكن إصدارها عند الوصول إلى الجهة المقصودة. كما بات ممكناً للمواطنين الصينيين اليوم، السفر إلى: أميركا وكندا وأستراليا وكوريا الجنوبية، فضلاً عن العديد من دول الاتحاد الأوروبي، بقيود أقل مما كان سابقاً.
4- تراجعت هونغ كونغ وماكاو من ناحية القدرة على جذب السياح الصينيين؛ فخلال النصف الأول من عام 2012، شكلت هاتان المنطقتان التابعتان للصين ما نسبته 62% من 38 مليون رحلة من بر الصين الرئيس، أما في الأشهر الـ6 الأولى من العام الحالي انخفضت هذه النسبة إلى 53%. إن هذا يعد مؤشراً سلبياً للسياحة وقطاع التجارة بالتجزئة في هونغ كونغ وماكاو، لكن بالنسبة لبقية العالم، فهو يعني أن الرحلات الصينية الخارجية سوف تنمو بسرعة أكبر.
5- السياحة العالمية صارت جزءاً من النمط الاستهلاكي للصينيين. وبالرغم من أن (جزيرة جيجو- Jeju Island ) ليست ترفيهية كجزيرة بالي في نظر السائحين الغربيين، إلا أن تقرير (كوتري ماركت ريبورت– COTRI Market Report ) يشير إلى أن الجزيرة سوف تستقبل 4.5 مليون زائر صيني بحلول العام المقبل. وهذا الرقم أكبر من مجموع الوافدين من السياح الدوليين إلى بالي.