كنوز منجمية متنوّعة تزخر بها الأراضي الملغاشية تجمع الحديد والبوكسيت والذهب وإلمينيت والنحاس والفحم والنيكل أو الكوبالت، من شأنها أن تغيّر مجرى حياة سكان الجزيرة الكبيرة في حال تم استغلالها على النحو الأمثل، حسبما صرح للأناضول وزير المناجم والنفط في مدغشقر، جويلي فاليريان لالاهاريسانا.
وقال لالاهاريسانا إنّ “جميع المعادن متوفّرة في مدغشقر، والاستغلال الأمثل والذكيّ لهذه الموارد، سيمكّن، بالتأكيد، من تعزيز البنى الاقتصادية للبلاد”، مضيفا، قبل أقل من شهر على افتتاح أول صالون دولي للمناجم والنفط، والذي من المنتظر أن ينتظم من الـ 23 إلى الـ 25 من أيلول/ سبتمبر المقبل، بالعاصمة الملغاشية أنتاناناريفو، إنّ هذا اللقاء يهدف بالأساس إلى “التعريف بالموارد المنجمية والنفطية لمدغشقر لدى المستثمرين الأجانب، من أجل اقناعهم بالاستقرار في الجزيزرة الكبيرة”.
الوزير أوضح أيضا أن حكومة بلاده ستقدّم للمشاركين مجمل المشاريع الإصلاحية المرتقبة فيما يتعلّق بالإطار التشريعي لقطاع المناجم والنفط، وذلك لتأمين استغلال أمثل لموارد البلاد، وتحسين ظروف عيش أمّة مصنّفة ضمن الدول الـ 25 الأكثر فقرا في العالم، بحسب صندوق النقد الدولي، حيث لم يتجاوز ناتجها الإجمالي المحلي الـ 11.2 مليار دولار في 2014.
فسيفساء متنوّعة تكتنزها باطن الأرض في مدغشقر، أبرزها النيكل، والمتواجد بشكل أساسي بمنطقة تامتافي شرقي البلاد، حيث يبلغ الانتاج السنوي للبلاد من هذا المعدن 60 ألف طن. وخلال الفترة الفاصلة بين عامي 2012 و2013، صدّرت 31 ألف طن بقيمة ناهزت الـ 997 مليار أرياري ملغاشي (عملة البلاد)، أي ما يعادل حوالي 346.18 مليون دولار، بحسب أرقام رسمية لغرفة المناجم الملغاشية.
وإضافة إلى ذلك، تنتج مدغشقر الكوبالت (يستخدم في الصناعات المعدنية وفي السبائك الصلبة)، بكميات تصل إلى 5 آلاف و600 طن في العام، في حين بلغت نسبة الصادرات من هذا المعدن، بين عامي 2012 و2013، ألفين و445 طن، أي ما قيمته 143 مليار أرياري ملغاشي (49.65 مليون دولار).
كما تنتج الجزيرة الكبيرة الإلمينيت، وهو عبارة عن نوع من المعادن المكوّن من أكسيد الحديد والتيتانيوم. واليوم، يستخدم 90 % من إنتاج هذا المعدن في صناعة الدهانات والبلاستيك والورق، وذلك في شكل صبغة بيضاء. أما الـ 10 % المتبقّية، فتستعمل في صناعة الطيران والسيارات في شكل معدن التيتانيوم.
وفي عام 2000، وقع اكتشاف ودائع إلمينيت في شمال تيليار (جنوب غرب)، ومن المنتظر أن يبلغ الانتاج المتوقّع 560 ألف طن. ووفقا لغرفة المناجم الملغاشية، فإنّ الاستغلال الجيّد للودائع المتاحة من شأنه أن يضمّ مدغشقر، مستقبلا، إلى مصاف الدول المنتجة للإلمينيت والتيتانيوم، إلى جانب كلّ من استراليا وكندا وجنوب افريقيا.
باطن الأرض الملغاشي يزخر أيضا بكميات هامة من اليورانيوم المستخدم في تشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء، وفي هذا الإطار، شرعت “شركة بام أتوميك لمدغشقر” في التنقيب بـ 4 مواقع بالجنوب (فولاكاري وماكاي وفاراتسيهو إضافة إلى ترانومورا). نشاط انطلق في الواقع، منذ 2005، إلى جانب العديد من شركات التنقيب عن اليورانيوم الأخرى. “شركة بام أتوميك لمدغشقر” كشفت، خلال أشغالها، عن وجود هذا العنصر الكميائي بجودة عالية في ودائع ترانومورا شمال غربي البلاد، ووبمتوسّط تركيز يناهز الـ 4.329 غراما في الطنّ الواحد.
وعلاوة على ذلك، تضمّ الجزيرة الكبيرة أيضا اثنين من أكبر الودائع من الكروم (يستخدم في إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ، وفي التلوين والرسم، وتحسين مقاومة التآكل). الإحتياطي الأول من هذا العنصر الكميائي، يقع في أنكازوتاولانا (وسط شرق) وقد نفذ نتيجة الاستغلال، حيث كان مقدّرا بـ 2.3 مليوم طن. أما الاحتياطي الثاني، فيوجد ببيمانيفيكا بالمنطقة نفسها. وتصدّر مدغشقر الكروم الذي يبلغ انتاجه سنويا حوالي 150 ألف طن، بشكل أساسي إلى الصين.
أما ودائع الحديد، فتوجد بسوالالا بالشمال الغربي، وتقدّر بـ 360 مليون طن، 35 % منها حديد، في حين يقدّر احتياطي موقع بيكيسوبا غرب فيانارانتسوا (وسط شرق) بـ 10 مليون طن، بنسبة تواجد للحديد في حدود الـ 60 %. وإضافة إلى ما تقدّم، توجد أيضا احتياطات من الحديد بفاسينتارا غرب مانانجاري، تقدّر بحوالي 100 مليون طن، وآخر ببتيوكي تصل إلى 30 مليون طن، وفقا لأرقام غرفة المناجم الملغاشية.
وفي الجنوب الشرقي للجزيرة الكبيرة، إضافة إلى المناطق الواقعة شمال فور دوفين وصولا إلى فارافانغانا، تم اكتشاف وجود البوكسيت (الخام الطبيعي الذي يصنع منه معظم معدن الألومنيوم)، لكن تظلّ ودائع مانانتينينا الواقعة على بعد 110 كم من فور دوفين، والمقدّرة بـ 165 مليون طن، أكبر احتياطي لهذا الخام في البلاد، علما وأنّ 2 طن من البوكسيت تمكّن من انتاج طن واحد من الألمنيوم. أما ودائع كلّ من فانغيندرانو وفارانغانا، فيقدّر احتياطيها من هذا الخام 100 مليون طن.
معدن آخر يستخدم في صناعة المفاعلات النووية والمسابك والصناعات الحرارية في قطاع البناء (الأشغال العامة وبناء السفن وغيره)، هو الزركون، والذي يتوفر بمناطق تاماتافي (شرق)، حيث يتم، سنويا، انتاج 1.6 مليون طن، فيما ينتشر الفحم والوقود المستخدم في توليد الكهرباء بكثافة في مواقع ساكوا جنوب غربي البلاد (باحتياطي قدره 65 مليون طن)، بحسب “شركة مدغشقر للتعدين الموحّد” الناشطة في هذا الموقع.