اعلن المكتب الاعلامي في وزارة الاقتصاد والتجارة، في بيان، ان الجناح اللبناني في معرض اكسبو ميلانو 2015، دعا كلا من استاذ علم التربة وتغذية النبات في كلية العلوم الزراعية والغذائية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عصام بشور ورامي الحسيني الى ميلانو، لحضور حفلة توزيع الشهادات في مسابقة اقامها برنامج التغذية العلمية (Feeding Knowledge Program). وتسلما جائزة لبنان من قبل وكيل أمير موناكو ومدير معرض ميلانو 2015 في حضور القيمين على الجناح اللبناني.
ويأتي ذلك في اطار الأنشطة النوعية التي يقيمها في اكسبو ميلانو، والتي تبرز وجه لبنان، ضمن التوجه الاستراتيجي للدولة اللبنانيية في دعم المشاريع الريادية في قطاع الزارعة، وتشجيع العمل على الحلول المبتكرة لأكثر التحديات إلحاحا التي تواجه الأمن الغذائي العالمي.
وتم تقديم نتائج المشروع اللبناني ضمن المسابقة التي أسسها منظمو المعرض العالمي في ميلانو 2015، بالتعاون مع معهد الدراسات الزراعية العالية في الاراضي حول البحر المتوسط في باري (CIHEAM) والمعهد التقني بميلانو، في اطار عمل المعرض على تظهير الانجازات والمشاريع العلمية من كل أنحاء العالم. واختير مشروع الزراعة الحافظة مع 17 مشروع و دراسة من بين 749 مشاريع منافسة من 140 دولة مختلفة.
وفي هذا السياق، قام بشور بإدخال اسلوب الزراعة الحافظة بدون حراثة الى لبنان، للتقليل من جرف التربة الناتج عن الحراثة المتكررة و بالتركيز على تطبيق الأسلوب البديل في زراعة الأشجار المثمرة و اشجار الزيتون. ومن المثبت انه يلزم حوالي الألف سنة لتشكيل ثلاث سنتيمترات من التربة الزراعية في هذه المنطقة من العالم، في حين تشير الدراسات الى ان معدل جرف التربة الزراعية بمنطقة الشرق الأوسط يزيد كثيرا عن معدل تشكيلها، اذ يبلغ حوالي 10 الى 20 طن /هكتار/السنة بينما لا يتجاوز معدل تشكيلها الطن الواحد/هكتار/السنة.
ويعتقد معظم المزارعين في لبنان بصحة الاسلوب التقليدي، الذي يعتمد الحراثة وهي معتمدة في لبنان والمنطقة منذ اجيال عديدة، لكن استخدام المحاريث الآلية والعميقة أدى الى زيادة نسبة انجراف التربة الزراعية عما كان في السابق، حيث كان المزارعون يستخدمون الحيوانات للحراثة السطحية التي لا تسبب الضرر للتربة و البيئة”.
ولقد تم تمويل مشروع ادخال الزراعة الحافظة للدول العربية من قبل اللجنة الفنية الألمانية (GIZ) بين 2007 و 2013، وكانت الجامعة الأمريكية في بيروت هي الشريك الفني في لبنان، بالتعاون مع مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة وقسم الارشاد بوزارة الزراعة اللبنانية، بالاضافة الى العديد من المزارعين اللبنانيين.
واشارت نتائج هذا البحث التطبيقي الى ما يلي:
– التوفير في استعمال الوقود و اليد العاملة
– خفض كلفة الانتاج بحوالي 250 دولار/الهكتار/السنة
– رفع صافي الأرباح في غالبية الأراضي
-رفع نسبة الرطوبة في التربة مما يقلل من كلفة الري، وخفض معدل جرف التربة وخسارتها.
وقامت وزارة الزراعة بتشكيل لجنة فنية يشارك فيها كل الكادر الفني بالوزارة، بالاضافة الى اساتذة من الجامعات المتعددة في لبنان، وذلك رغبة منها في نشر هذا الاسلوب (زراعة بدون حراثة).
وبعد الحفل قاموا بزيارة الجناح اللبناني والذي تقوم وزارة الاقتصاد بتجهيزه والاشراف على ادارته، إذ ترسل الوزارة طاقما من موظفيها الى ميلانو لرعاية المعرض من ناحية العلاقات العامة، وتمثيل لبنان في معرض ميلانو 2015.
وكان اللقاء مفاجأة للطرفين إذ أن جائزة لبنان في المجال العلمي اثلجت قلب فريق المعرض اللبناني، كما أن فرحة الفوز ما كانت لتكمل حينها دون مشاركتها مع البيت اللبناني.
ويتم تنظيم هذا المعرض العالمي مرة كل خمس سنوات وسيقام المعرض القادم في دبي 2020 في الإمارات العربية. ونأمل أن يكون لبنان من الرابحين حينها.