حضت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الصين على أن تشرح بوضوح للأسواق المالية التغيرات في سياساتها وأن تحول تركيزها الاقتصادي صوب الإنفاق الاستهلاكي كي يستطيع اقتصادها مواصلة النمو. وقال مسؤول بارز في وزارة الخزانة الأمــيركية في مؤتمر صحافي قبيل اجتماع مجموعة العشرين: «ضروري لنجاح الصين أن تمضي قدماً في إصلاحات اقتصاد السوق وأن تشرح بعناية اتجاه سياساتها وإجراءاتها للأسواق المالية. فالتحول إلى الطلب المحلي ليس ضرورياً كي تفي الصين بالتزاماتها أمام مجموعة العشرين فحسب بل كي تستطيع مواصلة النمو في المستقبل».
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن التقلبات الأخيرة في الأسواق المالية العالمية تظهر كيف أن الأخطار يمكن أن تنتشر بسرعة من اقتصاد إلى آخر. وأضافت أمام مؤتمر في العاصمة الاندونيسية: «اتضح في الأسابيع القليلة الماضية ان آسيا في قلب الاقتصاد العالمي وأن الاختلالات في سوق آسيوية يمكن أن تنتشر إلى باقي العالم».
وقالت ان الاقتصاد العالمي يواجه تأثيرات سلبية ناتجة عن إعادة التوازن في الصين ونمو بطيء في اليابان وهبوط أسعار السلع الأولية والشكوك التي تحيط برفع أسعار الفائدة الأميركية. وحضت على اتباع سياسات تكون ملائمة لحاجات كل دولة على حدة لكنها ستتضمن في الغالب تعزيز الدفاعات بسياسات مالية حصيفة وكبح النمو المفرط للائتمان وتوحيد أسعار الصرف لتعمل كأدوات امتصاص للصدمات والحفاظ على احتياطات مناسبة من النقد الأجنبي.
والتقطت الأسهم الأوروبية أنفاسها بعد صعوبات واجهتها في بداية الأسبوع لترتفع 0.6 في المئة فيما أشار بعض المتعاملين إلى مزيد من التدخل في الصين لتهدئة الأسواق القلقة. وصعد مؤشر «يوروفرست 300» لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.6 في المئة واقتفت أثره المؤشرات الرئيسة في لندن وباريس وفرانكفورت إلى حد كبير. وعلى رغم تعهدات من جانب عدد من شركات الوساطة بزيادة استثماراتها في الأسهم لتعزيز السوق الصينية واصلت مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسة خسائرها.
غير أن المتعاملين قالوا إن الأسواق تلقت دعماً من عطلة عامة في الصين وآمال بأن يخرج اجتماع لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع بتصريحات تميل إلى التيسير. وفي أنحاء أوروبا، زاد مؤشر «فايننشال تايمز 100» البريطاني بنسبة 0.5 في المئة فيما صعد مؤشر «كاك 40» الفرنسي و «داكس» الألماني 0.4 في المئة لكل منهما.
وارتفعت الأسهم اليابانية في تعاملات متقلبة بفعل مشتريات من صائدي الصفقات على رغم ان المعنويات ما زالت هشة مع تضرر أسواق الأسهم العالمية من استمرار القلق في شأن اقتصاد الصين.
وقال متعاملون ان السوق لقيت دعماً أيضاً من مقابلة مع بيتر اوبنهايمر، أبرز خبراء الاسهم العالمية في «بنك غولدمان ساكس» والذي أبلغ محطة تلفزيون «سي ان بي سي» أنه ينبغي للمستثمرين ان يستغلوا أحدث موجة من الاضطرابات في الاسواق لشراء الأسهم اليابانية.
وأنهى مؤشر «نيكاي» جلسة التداول مرتفعاً 0.79 في المئة عند 18309.43 نقطة بعدما انخفض إلى 17857.30 نقطة بعد دقائق من بدء الجلسة. وهبط المؤشر القياسي 3.8 في المئة أول من أمس متأثراً ببيانات أظهرت انكماش نشاط المصانع في الصين للشهر السادس على التوالي في آب (اغسطس). وارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.21 في المئة إلى 1481.24 نقطة.
وأغلقت بورصة نيويورك أول من أمس على انخفاض كبير إذ خسر مؤشر «داو جونز» 2.84 في المئة و «ناسداك» 2.94 في المئة، لتحذو بذلك حذو معظم الأسواق العالمية التي سجلت هبوطاً حاداً أول من أمس إثر ظهور أدلة جديدة على تباطؤ الاقتصاد الصيني.