IMLebanon

والد الطفل الذي أبكى العالم: سأعود إلى كوباني لأدفن ولدَيَّ وزوجتي

ilan

 

الصورة التي أوجعت كل من شاهدها، وجعلت العالم بأجمع بكل أطيافه، مسلم ومسيحي، بوذي وهندوسي، سني وشيعي، يذرف الدموع على ما يحدث للسوريين من فظائع. صورة ذلك الجسد البريء الذي تجمد بعد أن لفظته مياه البحر.. البحر الذي لم يحتمل براءة الجثة، وأبى أن يحتضنها ليقذفها إلى الشاطئ، علها تحرك ما بقي من ضمائر البشر.

العائلة فرّت من مدينة كوباني السورية لتستقرّ في تركياً بعض عن الأمن والأمان، لكن الوضع المأساوي للاجئين في تركيا دفعهم إلى التفكير في اللجوء لإحدى الدول الأوربية التي تعتني بكل ما تلاحقه بنادق الحرب في بلده.

الأسرة قرّرت خوض مغامرة بركوب البحر والتوجه من تركيا إلى جزيرة كوس اليونانية، لكن شاءت الأقدار أن يموت الطفل وأخوه، وتلحق بهم والدتهم، لكن الأب نجا وبقي على قيد الحياة.. وأي حياة.

أقارب الطفل الذي هزّ العالم تحدثوا للمرة الأولى لوسائل الإعلام الغربية عن الفاجعة وقالوا أن “القارب الذي كان يحمل العائلة (الأب عبدالله والأم ريحان والفتى غالب 5 سنوات وأخوه الذي طفت جثته على البحر إيلان 3 سنوات) انقلب بهم وهم في طريقهم إلى جزيرة كوس اليونانية، بسبب اكتظاظ القارب عن آخره”.

الطفل إيلان وأخوه غالب لم تكن لهما أي فرصة للنجاة، بعد أن انقلب القارب بهما عقب مرور نصف ساعة من انطلاقه من شاطىء منتجع بودروم في تركيا، فلم يكن الطفلان يرتديان سترة نجاة، والأكيد أنّهما صغيران جدًا على السباحة نحو الشاطىء.

ونشرت صور عبر وسائل إعلام أجنبية تظهر الفتيان في صورة قديمة لهما وهما يحتضنان دباً محشوان ويبتسمان للكاميرا.

 

ae48d4ab-fd41-40fb-934c-c066c96d776e

 

عمّة الطفلان الضحيتان قالت بدورها “أنها سمعت بالخبر من زوجة أخ الأب عبد الله التي اتصلت بها في وقت مبكر قرابة الساعة الخامسة صباحاً لتعلمها بالواقعة”، وقد كان الأب من ضمن 17 شخصاً في القارب، غرق منهم 13 شخصاً، ونجا أربعة أشخاص.

وقالت العمة في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل” إنّ الأب يفكر في العودة الآن إلى كوباني بعد أن فقد عائلته، وهو عازم على دفن ابنيه ووالدتهما في المدينة السورية”، التي تقع الآن تحت سيطرة الأكراد.

السلطات التركية أكّدت أنّها تأكدت من غرق 8 أشخاص في ذلك المركب، منهم الأم ريحان 28 سنة، الوالدان غالب وإيلان، وطفل آخر، فيما بقي 4 أشخاص في عداد المفقودين، و4 آخرون نجوا من الكارثة منهم الأب عبدالله.

يذكر أنّ إحصائيات رسمية أكّدت أنّ أكثر من 2500 شخص لقوا حتفهم وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر هذا العام، في محاولة للهروب من نيران الحرب في سوريا، كما أنّ هناك لاجئين من مناطق أخرى.