ميليسا لوكية
تبيَّن أنَّ المياه المصرية حاضنة الثروات، شحنت مصر والمصريين أملاً بغد أفضل، إذ أعلنت شركة “إيني” الإيطالية أنَّها حققت ما يمكن أن يكون أحد أكبر اكتشافات الغاز في العالم، خصوصاً أنَّه يحوي احتياطات أصلية تُقدَّر بنحو 30 تريليون قدم مكعّبة من الغاز الطبيعي. وفي حين صُعقت اسرائيل بهذا النبأ، يسأل لبنان عن جدوى استخراج ثروته في الوقت الراهن، هذا إذا تحرّك الملف أصلاً.
تظهر الأرقام أنَّ الحوض الشرقي للبحر المتوسط يضمُّ زهاء 120 تريليون قدم من النفط والغاز، فيما تبلغ حصة لبنان منها نحو 30 تريليون، تمتدُّ على حوالى 15 الف كيلومتر مربع، أي ما قيمته أكثر من 100 مليار دولار. ويمكن أن يلبّي لبنان حاجته النفطية نتيجة هذه الكميات، علماً أنَّ التوقعات تشير إلى أنَّ حاجته ستصل في سنة 2020 إلى 0,2 تريليون قدم.
ويبدو أنَّ هذا الاكتشاف لن يُضرّ بلبنان، إذ يؤكّد مستشار مجلس النواب للشؤون النفطية ربيع ياغي لـ”النهار” أنَّ لبنان لا يسعى أصلاً إلى أنَّ يكون منافساً، لأنَّ الغاز أو النفط حاجتان محليتان يُبتغى من خلالهما الوصول إلى الاكتفاء الذاتي قبل التفكير في التصدير. وفي حال بدأ لبنان اليوم التنقيب عن النفط والغاز في البحر أو البر، فإنَّ الفترة التي يتطلّبها الحصول على كميات تجارية للتصدير قد تستغرق نحو 10 سنوات تقريباً، وفق ياغي.
ويشير إلى أنَّ المتضرّر من هذا الموضوع هو قبرص واسرائيل، لأنَّ مصر كانت تتفاوض والأخيرة على اتفاق تستورد بموجبه مصر الغاز الاسرائيلي، إذ لدى اسرائيل انتاج تجاري من حقل تامار يُمكن أن يبدأ تصديره في 2016. وبدل أن تستورد مصر على مدار 10 سنوات، فقد تكتفي بالاستيراد لـ3 أو 4 سنوات.
ويختم بأن مصر تخطت لبنان بأشواط في موضوع الانتاج، لأن الاكتشافات فيها تعود إلى التسعينات، وهكذا، تبقى المسافة بين لبنان ومصر كبيرة في مجال النفط والغاز.
تهليل مصري وامتعاض إسرائيلي
استقبلت مصر الخبر “الإيطالي” برحابة صدر، لما يمثله من فرصة لها لتوفير حاجاتها المحلية من الطاقة لعقود طويلة، ووقف نزف احتياطاتها النقدية من العملة الأجنبية بعدما تحولت من دولة مصدرة إلى مستوردة. وكان وزير البترول شريف إسماعيل قد اشار في وقت سابق إلى انَّ بلاده تتوقع بدء استيراد الغاز من قبرص خلال سنة 2018، بعدما وقعت معها مذكرة تبادل معلومات لدرس مد خط أنابيب من حقل أفروديت للغاز إليها. لكن حالياً، قد تسلك الأمور طريقاً معاكساً يصبّ في مصلحة مصر التي سيضعها اكتشاف “شروق” على لائحة أهم الدول المصدرة للغاز.
وفي ما يأتي جدولان يضمان أكبر ثلاثة حقول للغاز في العالم، وأكبر حقول في البحر المتوسط:
جدول رقم 1
اسم الحقل الحجم الموقع عام الاكتشاف الحالة
بارس الجنوبي/ حقل الشمال 1800 إيران – قطر 1971 ينتج منذ 1989
أورينغوي 275 روسيا 1966 ينتج منذ 1978
يامبورغ 200 روسيا 1969 ينتج منذ 1986
جدول رقم 2
اسم الحقل الحجم الموقع عام الاكتشاف الحالة
شروق 30 قبالة مصر 2015 لم يتم تطويره
لوثيان 17 قبالة إسرائيل 2010 لم يتم تطويره
التحدي 9-10 قبالة ليبيا 1999 ينتج منذ 2006
تمار 7,9 قبالة إسرائيل 2009 ينتج منذ 2013
سلامات 5 قبالة مصر 2013 لم يتم تطويره
آتول – 1 5 قبالة مصر 2015 لم يتم تطويره
أفروديت 4,5 قبالة قبرص 2011 لم يتم تطويره