رأى رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب عقده ان الحراك المدني المنظم للتحركات الاخيرة في لبنان، اثبت نجاحا باهرا، لأنه استطاع ان يقدم مطالب معيشية تطال جميع الناس بعيدا عن الانزلاق في أي انقسام سياسي او طائفي بين 8 و14، فاستجابت له شريحة كبيرة من اللبنانيين ونزلت الى الساحات متجاوزة الانتماءات الطائفية والسياسية مطالبة بتغيير هذه الطبقة السياسية الفاسدة الممددة لنفسها عنوة عن ارادة اللبنانيين والتي ترفض اخراج الوطن من هذه الدوامة الهدامة برفضها انتخاب رئيس للجمهورية وسن قانون جديد للانتخابات، وما الارباك الذي نراه من قبل الفريقين ومحاربة هذا الحراك المبارك الا نتيجة لإرادة هذا الجيل الواعد وخوفا من نجاحه.
الأحدب، وخلال مؤتمر صحافي، قال: “ان الطبقة السياسية الفاسدة انشأت نظاما امنيا متسلطا لحماية مصالحها ونفوذها، وهذا ما سبق وحذرنا منه مرارا، لافتا الى ان الهروب الى الامام من خلال الدعوات الى حوار عقيم لن يكون الا كباقي الحوارات، مضيعة للوقت، لأن المواضيع الاساسية الخلافية لن يتم طرحها، وكل ما يريدونه هو التسويف والالتفاف على الثورة ومطالبها، فهو حوار يصح فيه القول :” كالأعمى الذي يقول للأطرش خلينا نشوفك”.
واضاف: “ان ما نسمعه من كلام طائفي لتبرير الفساد لن يقنع احد، لان المتظاهرين تجاوزوا الحواجز الطائفية، وتوحدوا حول محاربة الفساد، والكلام عن انه على ابناء الطائفة السنية ان تحمي السلطة وتواجه المتظاهرين لان سرايا المقاومة تحركهم، كلام خفيف ساذج ومرفوض، فكلنا يعلم بان نهاد المشنوق على تنسيق وطيد مع الحاج وفيق صفا، والسنة في لبنان هم اول المتضررين من هذه السلطة واستمرارها باستهدافهم”.
واكد “ان هذه الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة لم تجد طريقة للتعامل مع ثورة شعبها، الا بالقمع والضرب والاضطهاد، وتسعى لإعلان حالة الطوارئ بحجة عدم انزلاق لبنان نحو الفوضى كما جرى في سوريا، في حين انها تتعامل مع الشعب وفق نموذج بشار الاسد لتبقى في الحكم وبذلك هي التي تدفع البلد نحو الفوضى”.
وتابع: ” فليسمع الجميع لبنان ليس سوريا، وهذه الطبقة الفاسدة ليست اقوى من بشار الاسد الذي رغم اجرامه بحق شعبه، ورغم مساعدة “حزب الله” ومقاتلي الحرس الثوري الايراني والعراقيين، والافغان، وحماية المجتمع الدولي له، لم يستطع وبعد مرور 4 سنوات ان يحسم ضد شعبه. فهل انتم قوى منه؟”.
وتابع: “على الحكومة اليوم ان تتعامل بجدية ومسؤولية وان تسمع وتلبي مطالب المتظاهرين، والا فلتنتظر ثورة كبيرة من الشعب، لان التظاهرات ستكبر فالشعب لم يعد يخاف من ظلمكم ولا يمكن لاحد مواجهته”.
ورأى ان الحل يكون بالتجاوب مع مطالب الحراك المدني، الذي اعطى حلولا واقعية، فمن الطبيعي ان يدفع الثمن كل من قصر وسرق واعتدى على المواطنين مهما علت مناصبه وان لا ترمى المسؤولية في كل مرة على ضابط وعسكري ومن يجب ان يؤنب ليس الضباط لتركهم هواتفهم في غرفهم بل وزير الداخلية الذي ترك الوطن على فوهة بركان وذهب ليستجم.