اعتبر العلامة السيد علي فضل الله ان الحراك الشعبي استطاع رغم الملاحظات التي قد تطرح بشأنه، أن يحقق إيجابيات لا يمكن التنكر لها، عندما أخرج الصراع في لبنان من بعده الطائفي والمذهبي إلى بعده المطلبي والمعيشي، وأعاد القضايا المعيشية والحياتية إلى الواجهة، وجعلها من الأولويات، بعدما كانت تعتبر من الهوامش، ولم تكن سوى أداة في الصراعات السياسية والاحتقانات الطائفية. وقد بات يشكل قوة ضاغطة على الطبقة السياسية، التي صارت تحسب له كل حساب في قراراتها ومواقفها.
فضل الله، وفي خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال: ” نخشى انطلاقا من تجارب التاريخ القريب أو البعيد في كل حراك شعبي غير واضح في قيادته أو مشروعه، من اختطافه أو استغلاله لحساب أجندات إقليمية أو دولية، كما نخشى أن يكون سببا للدخول في الفوضى التي يعانيها أكثر من بلد عربي، أو أن يكون أداة أو وسيلة لتصفية حساب مع هذا الفريق أو ذاك، أو هذا المحور أو ذاك”.
ورأى انه مع هذه الخشية التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار لواقعيتها، لا ينبغي أن تؤخذ ذريعة تبرر للبعض إجهاض هذا الحراك، والتنكر لكل هذه الصرخات العالية التي خرجت من أعماق الناس، والعمل على كم أفواههم، حتى لا يشيروا إلى نقاط الضعف التي يعانيها الواقع السياسي المترهل الذي لم يجد حلولا حتى لأبسط القضايا، ولا سيما في ملف النفايات، فضلا عن القضايا الكبيرة.
ودعا إلى الإصغاء إلى أصوات الناس، والتعامل معهم بكل جدية ومسؤولية، وإشعارهم بأن أصواتهم مسموعة، والإسراع في إيجاد حلول عملية يشعرون معها بروح جديدة عنوانها المحاسبة وإزالة الفساد.
كما لفت الى أهمية الحوار الذي دعا إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.