اعتبر رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس أنه «فيما يركّز الحراك الأهلي، على حماية المجتمع، ندعوه أيضاً إلى استكمال هذا البرنامج الطموح بإدراج الإقتصاد إلى جانب المجتمع، بحيث يصبح التركيز على حماية المجتمع بالمحافظة على المقوّمات الإقتصادية والمسلّمات الوطنية»، مشددا على أن «الإقتصاد الوطني هو بمثابة الخير العام لجميع اللبنانيين«.
كلام شماس جاء بعد اجتماع استثنائي للجمعيات واللجان والأسواق والنقابات التجارية اجتماعاً في مقرّ جمعية تجار بيروت، تم خلاله بحث الوضع السائد واتخاذ الموقف الملائم إزاء التطورات المتسارعة الراهنة.
وأعلن شماس باسم المجتمعين، ان «الأسرة التجارية، كونها جزءاً لا يتجزأ من النسيج الإجتماعي اللبناني، تتفاعل بإيجابية مع الحراك المطلبي للمجتمع المدني، لا بل أن القطاع التجاري رفع هو بالذات لواء الإصلاح، والتجدّد، وتلبية المطالب الإجتماعية المحقّة، وتفعيل الدورة الإقتصادية، ومكافحة الفساد وسواها من العناوين الجوهرية منذ زمن«، مشيرا الى ان المجتمع التجاري ينظر بعين الرضا إلى الحراك ذات الطابع السلمي والحضاري، وهذا ما اتّسمت به تظاهرة 29 آب الماضي، داعيا القيّمين على هذا الحراك إلى الإستمرار في التحلي بالروح الوطنية والحسّ بالمسؤولية.
وإذ شدد على ضرورة التمييز بين الدولة والسلطة وبالتالي الإمتناع كلياً عن إقتحام الوزارات أو التعدّي على القوى النظامية، لفت الى إن التغيير السياسي المنشود لا ينشأ من العدم ولا يحصل على طريقة «عنزة ولو طارت» إنما إعادة تكوين السلطة لها أصولها ومحطاتها، وهي على التوالي: إنتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة على مستوى التحديات، وإقرار قانون عصري للإنتخابات النيابية يكفل صحة التمثيل ويُحقق الإنصهار الوطني، وأخيراً إجراء إنتخابات نيابية نظيفة تفرز الطبقة السياسية التي يختارها ويتمناها اللبنانيون«.
وأكد شماس إن «الممتلكات العامة والخاصة هي قدس الأقداس، فإن الأولى تعود الى جميع اللبنانيين وتأتي على الكل بالخير والمنفعة، أما الثانية فهي حلال أصحابها الذين بذلوا الغالي والنفيس لإنشائها والمحافظة عليها، في وجه كل الصعوبات المتراكمة منذ عقود«.
وقال: «في حين يركّز الحراك الأهلي، وعن صواب على حماية المجتمع، قولاً وفعلاً، ندعوه أيضاً إلى استكمال هذا البرنامج الطموح بإدراج الإقتصاد إلى جانب المجتمع، بحيث يصبح التركيز على «حماية المجتمع بالمحافظة على المقوّمات الإقتصادية والمسلّمات الوطنية. فإنهما وجهان لعملة واحدة، ولن ينجو أي منهم دون أن يسلم الآخر. فإن الإقتصاد الوطني هو بمثابة الخير العام لجميع اللبنانيين«.