أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن العلاقات السودانية ـ الصينية في تطور مستمر منذ تأسيسها قبل 56 عاما، وحققت ازدهارا ملحوظا في شتى المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والعسكرية وغيرها، وأن قرار الحكومة السودانية ببناء وإقامة علاقات إستراتيجية مع الصين قرار صائب،وتعتبر نقلة كبيرة في العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس السوداني خلال اللقاء الذي جمعه مع رجال الأعمال والمستثمرين الصينيين والسودانيين عقد بمقر إقامته بفندق ميلنيم ببكين صباح يوم 2 سبتمبر الجاري على هامش زيارته الحالية بهدف مشاركة الصين احتفالاتها في ذكرى انتصارها على اليابان في الحرب العالمية الثانية، أن الحكومة تعمل الآن على جذب استثمارات صينية جديدة وخلق فرص تنمية من خلال تشكيل لجنة عليا لمتابعة العلاقات والمصالح بين البلدين برعاية رئيس الجمهورية وعدد كبير من الوزراء.
كما تعهد الرئيس السوداني على دعم وتشجيع الشركات والاستثمارات الصينية في السودان وتوفير الاحتياجات اللازمة لإتمام المشاريع التي تماشي مع مصلحة البلدين والشعبين. مضيفا، إن نجاح الشركات الصينية هو نجاح للسودان وتحقيق مصالح مشتركة ، لافتا إلى أن هذه العلاقات قدمت نماذج ناجحة وممتازة في مجال التعاون بين دول الجنوب.
وقال الرئيس السوداني، إن الصين هي الشريك الأول للسودان في الاستثمار، واصفاً إياها بأنها صديق وشريك حقيقي، يعمل على تأمين المنفعة المتبادلة دون شروط قد تؤثر على المصالح الأفريقية. كما اشار إلي ان شركاء إفريقيا في الماضي كانوا من الدول الاستعمارية التي نهبت ثرواتها ومقدراتها، والتي ظلت تضع الشروط والعراقيل التي تخدم مصالح المستعمر علي حساب الشعوب الإفريقية.
وأشار الرئيس السوداني الى اللجنة العليا التي انشأتها السودان لتعمل على توفير التسهيلات للاستثمارات الصينية في السودان ومتابعتها وذلك برئاسة رئيس الجمهورية وعضوية عدد كبير من الوزراء والمسؤولين.
وتقدم الرئيس السوداني بالتهنئة لحكومة وشعب الصين، بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ70 للانتصار في حرب الشعب الصيني لمقاومة العدوان الياباني وانتهاء الحرب العالمية ضد الفاشية، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد قدرة الشعب الصيني على حماية أراضيه ووطنه والدفاع عنها.
كما شهد الرئيس السوداني عمر البشير التوقيع على اتفاقية إطارية بين الخطوط البحرية وشركة صينية، واتفاقية أخرى لإقامة مشروع المنطقة الحرة في مدينة بورتسودانعلى ساحل البحر الأحمر، واتفاقية ثالثة لصالح شركة جياد تقوم على تجميع السيارات والشاحنان.
ومن جانبه ، قال اسامة فيصل وزير الدولة بوزارة الاستثمار الى أن حكومة السودان تراجع سياسات الاستثمار لتتوافق مع المرحلة المقبلة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين وارتقائها من الصداقة إلى الاستراتيجية. وأشار الى إن اجمالي حجم الاستثمارات الصينية في السودان سجل 14 مليار دولار، من خلال مشاريع تنفذها شركات بتروتشاينا وسينوبك وهواوي و”زد تي إي” و”بي واي دي” وغيرها من الشركات الصينية العملاقة.
وأكد وزير المالية السوداني بدر الدين محمود على أن مقومات الاستثمار في السودان متوفرة، وستفتح السياسات حرية الانشطة الاقتصادية التي تصب في مصلحة الشعب . مضيفا إن قطاع الطاقة يأتي في مقدمة مشاريع التنمية الاقتصادية للمرحلة القادمة التي تضم الصناعات التحويلية والاستخراجية. كما بدر الدين محمود بالاستثمارات الصينية في السودان ، وقال إنها أسهمت في تعزيز العلاقات والتكامل الاقتصادي ، لافتا إلى الفوائد التي حققتها الشركات الصينية في السودان.وجدد التزام الحكومة بتوفير المناخ المناسب للاستثمارات عبر السياسات الاقتصادية المحكمة مبيناً أولويات السودان للاستثمار في عدد من المجالات .
قال سفير السودان لدى الصين عمر عيسى ان العلاقات السودانية الصينية لم تشهد أي تراجعا او توترا او انقطاعا منذ تأسيسها عام 1959. وأشار الى اهمية ما يمثله رجال الاعمال السودانيين والصينيين من دور بارز في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية.