انور عقل ضو
لم يسبق أن تأخر موسم التين شهرا عن موسمه، فالثمار لما تنضج بعد، في ظاهرة ليس ثمة من يجد تفسيرا علميا لها، حتى أن مهندسين زراعيين أكدوا لـ «السفير» أنهم لا يملكون تفسيرا علميا لمثل هذه الظاهرة، فيما كان يتوقع المزارعون أن تساهم موجات الحر المتتابعة الشهر الماضي في إنضاج الثمار، خصوصا أن ثمة قولا شائعا في قرى وبلدات جبل لبنان بأن الحر في آب هو «طباخ العنب والتين».
ويواجه المزارعون تبعات تراجع وتأخر الموسم، لا سيما في قرى وبلدات جرد عاليه، علما أن موسم التين يمثل مورد رزق أساسيا إلى جانب الكرمة والزيتون، خصوصا في بلدة المشرفة التي تعتبر بمناخها الجاف «أرض التين» في هذه المنطقة.
وثمة مصطلح غريب يستخدمه المزارعون في المتن الأعلى وعاليه، وهو أن التين هذا العام «محصرم»، أي أنه كالحصرم لم ينضج، بحسب المزارع نعيم عجيب، الذي يقول لـ «السفير»: «صحيح أن الحر في آب هو طباخ العنب والتين، لكنه جاء في فترة كانت فيها ثمار التين بعيدة عن طور النضوج، وصغيرة اثر الحر عليها سلبا». ويشير إلى أن «موجات الحر المبكرة هي السبب في هذه المشكلة»، لافتا الانتباه إلى أن «التين الذي تشتهر به المشرفة هو التين الأبيض المعروف بالـ (السكري)».
ويشير المزارع عماد الأحمدية إلى أن «الموسم دون المتوقع والثمار صغيرة لا يمكن تسويقها»، موضحاً أن «الثمار جافة بسبب الحر»، ويطالب «وزارة الزراعة والهيئة العليا للاغاثة بمعاينة كروم التين وإقرار تعويضات للمزارعين». وفي المتن الأعلى يفيد ساري هلال بأن «أنواع التين كافة تضررت ومنها: السكري، الخضيري، الأسود، العسلي والرمادي»، ويقول: «إن التين العسلي يشتهر بنقطة العسل التي تزين الثمرة، ولكن هذا العام وجدنا أن الثمار تأخرت بالنضوج وما نضج منها حتى الآن قليل جدا، وهي صغيرة ولا أثر لعسل عليها، فضلا عن أن موجات الحر تسببت بسقوط كميات كبيرة من الثمار الصغيرة وهذا سبب أن بواكير التين تبدو قليلة جدا خلافا للمواسم المعهودة».