يتردد ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع الذي فوجئ بموافقة الرئيس سعد الحريري بسرعة مذهلة “على مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار يتوجس من “طبخة” ما قد تكون اعدت تحت الطاولة، وعلى اساس المعادلة نفسها.
وكان لافتا ما نقله نائب عن احد المراجع من انه اذا تمنع رئيس تيار المستقبل عن المجيء الى لبنان وحضور الحوار لدواع امنية، فعلى السلطة اللبنانية ان تصر على مجيئه.
“حزب الله” قال لا رئيس للجمهورية غير ميشال عون، ولا عودة عن هذا القرار. فهل تقول “القوات اللبنانية” “لا رئيس للحكومة سوى الحريري”؟
المسألة معقدة بالنسبة الى “القوات” التي ترفض انتخاب الجنرال، لا بل ان جعجع تحدث عن رفض اي رئيس يكون “صنيعة ايرانية”.
أوساط سياسية رأت ان مسائل كثيرة ترتبط بقدرة عون على استقطاب الشارع، من خلال تظاهرة أمس التي تم الإعداد لها ميدانياً وإعلامياً على نحو منقطع النظير، حتى اذا ما اثبت انه الرقم واحد لدى المسيحيين، والرقم الصعب لدى اللبنانيين، قد يحدث تعديلا في المشهد، خصوصا وان الاوساط اياها تراهن على “ايلول الدبلوماسي”، بدءاً من لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس اوباما، ولقاءات في نيويورك في النصف الثاني من الشهر.
وكشفت صحيفة “القبس” ان اتصالات “حساسة” جرت مع جعجع لحثه على المشاركة في الحوار، وافيد انه في حال قبوله سيكون القبول مشروطاً، خصوصا انه يتخوف من ان تكون جلسات الحوار بديلاً عن انتخاب رئيس. وصرح نائب “القوات” انطوان زهرا بــ “ان ما قيل عن رفض “القوات” المشاركة غير صحيح، والموقف سيعلن السبت”.
في ما لم تحسم مصادر نيابية بارزة في “القوات اللبنانية” أمر المشاركة في طاولة الحوار، بانتظار ما سيقوله رئيسها الدكتور سمير جعجع بذكرى شهداء “المقاومة اللبنانية”، في قداس يقام في مقرها العام بمعراب، ذكرت صحيفة “السياسة” الكويتية أن أوساطاً قريبة من معراب سألت “بماذا يختلف الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري عن الحوارات السابقة؟ وما هو الضامن لوصول هذا الحوار إلى خواتيمه السعيدة؟”، في وقت يستمر المعطلون في عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية والتغيب عن جلسات الانتخاب، الأمر الذي من شأنه ألا يدفع “القوات” إلى المشاركة في هذا الحوار، لأن تجاربها مع الحوارات السابقة غير مشجعة ولا تدعو للتفاؤل بالحوار الجديد.