IMLebanon

شركات وادي السليكون مغرورة ومتعجرفة وعليها أن تتواضع

Google-Antitrust

جوناثان جوثري

الأسبوع الماضي رفضت “جوجل” فحوى اتهامات مكافحة الاحتكار المرفوعة ضدها من قبل المفوضية الأوروبية. كثير من الأوروبيين، بغض النظر عن موضوع الدعوى، سيحثون المفوضية على إعطاء شركة التكنولوجيا المغرورة الضربة التي يعتقدون أنها تستحقها. من وجهة نظر المركز المالي الرئيسي في أوروبا، الحي المالي في لندن، شركات وادي السليكون مثل جوجل وفيسبوك وأبل وأمازون تعد كبيرة فوق الحد، ومغرورة فوق الحد، وتنجو من العقاب فوق الحد.

وادي السليكون، موقع الأعمال الذي لديه بعض خصائص المجموعة العقدية، لا يهتم كثيرا بآراء السكان المبللين بالمطر في مدينة قديمة على حافة المحيط الأطلسي. ونحن نتحدث هنا فقط عن نيويورك، حيث المصرفيين في وول ستريت يمثلون أموالا أمريكية قديمة مقارنة بالعملة الأحدث لرأس المال المغامر على الساحل الغربي.

لندن، التي هي عاصمة بلاد ذات سجل مخيب للآمال في تسويق الابتكار الرقمي، في درجة أبعد بكثير. عندما تكون قد أنشأت شركة بقيمة سوقية تزيد على 400 مليار دولار، كما فعل لاري بيج وسيرجي برين، فلا يهم ما إذا كان البريطانيون الذين يرتدون البدلات لا يوافقون على إعادة الهيكلة الخاصة بعملك.

لكن شركة كبيرة مدرجة في لندن لن يسمح لها على الإطلاق بدمج عمل ناضج مثل البحث على الإنترنت مع استثمار غير ربحي في مجال التكنولوجيا، كما تنوي جوجل أن تفعل في إطار اسمها المبتذل الجديد، “ألفابيت”. يمكن أن ينتج ذلك ثورة بين المساهمين.

ألفابيت لا تمثل أكثر من مجرد “مكان نفعل فيه ما نشاء” بمليارات الدولارات. فهناك جهاز كمبيوتر محمول في الزاوية، حيث يقوم الساكن ببعض الأعمال لدفع الإيجار. لكن بعد ذلك هناك، كما تعرف، كل هذه الأشياء الرائعة المتناثرة في كل مكان من أجل اللعب. ومع أن هناك خطرا في أن تبدو مثل العبقري الذي توقع أن الطلب العالمي على أجهزة الكمبيوتر سيكون فقط خمس وحدات (هو توماس واتسون، رئيس مجلس إدارة شركة آي بي إم، في عام 1943)، عدد قليل من هذه الاستثمارات من المرجح أن تؤتي أكلها.

السبب الأول هو أن كثيرا من الابتكارات من المفترض أن تحقق المال في العالم المادي، حيث الثنائي الرقمي بيج وبرين هما من السياح. السبب الثاني، هو روعة هذه المفاهيم ذاتها. معدل الفشل لهذه كان مرتفعا تاريخيا. لننظر إلى سيجواي، التي أصبحت مجرد وسيلة نقل للمتفرجين والمصورين العرضة للحوادث. كذلك لننظر إلى السيارات البرمائية.

السيارات دون سائق التابعة لشركة ألفابيت من المرجح أن تكون دون مشترين أيضا، بسبب الفكرة السائدة في الأذهان أنها عرضة للتأثر بالقرصنة. السوق من أجل “بيج دوج”، البغل الروبوتي العسكري الصاخب والبطيء، يبدو أنها تقتصر على الجنود الذين لا يمانعون أن يعرف أعداؤهم أنهم قادمون.

سول كلاين، صاحب المشاريع ورأس المال المغامر المتسلسل البريطاني الذي يحظى بالاحترام، يرد على ذلك قائلا: “هذه الأعمال أصبحت قيمة للغاية بسبب دافع ورؤية المؤسسين. كما أن الاحتفاظ بها لإيجاد قيمة هو أمر منطقي من الناحية الاقتصادية”.

السير مارتن سوريل، مؤسس أكبر مجموعة اتصالات في العالم، WPP، يحترم حرية السوق الأمريكية، حيث يتمتع المؤسسون بحقوق تصويت أكبر من حصتهم الاقتصادية. ويقول: “هيكلة التصويت الموجهة مفيدة. إنها تمكن أصحاب المشاريع الناجحين من إدارة الشركات على نحو أكثر فعالية”.

ويضيف أن إحداث الاضطراب “هو عمل جوجل”. الاضطراب يزعج أصحاب المناصب، وهو أمر جيد أيضا. لكن أصحاب المشاريع والمشجعين في مجال التكنولوجيا الذين رشفوا من مشروبهم في كاليفورنيا بسهولة كبيرة، يطالبون بحقوق خاصة بموجب ذلك الشعار. بروس كوجوت، الأستاذ في كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك، يرى هذا على أنه عودة إلى نظرية “الرجل العظيم” التي عبر عنها مفكر القرن التاسع عشر، توماس كارلايل. وهذه النظرية تشير إلى أن التقدم البشري يعتمد على جهود عدد قليل من الأفراد الأذكياء.

مجموعة سيارات الأجرة عبر الإنترنت، أوبر، ترفع راية الاضطراب بشكل قوي من خلال معاركها مع هيئات التنظيم المحلية. في الواقع، هي جمعت بين التحرير الحقيقي للزبائن مع تجنب عقبات قواعد النقل المحلية، وبعضها موجود لحماية العامة. أمازون متجر تجزئة رائع على الإنترنت. لكن استراتيجيات الضرائب المعقدة وسياسات التوظيف الصارمة تشكل على الأقل جزءا من نجاحها.

مجموعات التكنولوجيا الكبيرة عرضة للخلاف مع السلطات الرسمية لأن ثقافتها مصبوغة بسمة مؤسسيها الذين لا يهدأون، والأقوياء في بعض الأحيان. يقول كلاين: “المحادثات بين المؤسسات الناضجة وهذه الشركات يمكن أن تكون مثل محادثة بين طفل في الخامسة من العمر ورجل بالغ في الـ 50 من العمر”. عدم الفهم قد يكون متبادلا. وجادل بعضهم، بعد كشف صحيفة “نيويورك تايمز” لممارسات مكان العمل في أمازون، أنه لا يهم إذا كانت إحدى الشركات تعتبر سيئة أو متعجرفة، أو يبدو أنها كذلك. إنهم مخطئون. إذا كانت الناس تراك ضمن ذلك الإطار، فإن الأشخاص الأقوياء، خاصة السياسيين، سيكون لديهم حافز لإيذائك. إنها أعمال سيئة.

وفي الوقت الذي تنمو فيه أحدث موجة من مجموعات التكنولوجيا الأمريكية لتصبح أكبر باستمرار، فهي تحتاج إلى أن تتعلم نشر الثقافة التكتيكية اللينة التي تتقنها الشركات متعددة الجنسيات، المليئة بالموظفين، التي مقرها الرئيسي في مدن قديمة مثل نيويورك ولندن. فهناك سبب لذلك.