زادت التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع الحراك الشعبي من مخاوف الأسواق المالية بشكل عام من تطورات متسارعة قد تنعكس ضرراً على النشاط الاقتصادي والمالي.
وقد أدى الحراك الشعبي كنتائج أولية في الأسواق إلى عودة الطلب على الدولار خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع حيث ارتفعت أسعار التداول من 1506 و1507 إلى 1510.5 ليرة و1511 ليرة للدولار. والطلب مرده إلى التخوف من سرعة التطورات، إضافة إلى عدم وجود أية مؤشرات تحد من التوتر الحاصل.
دعوة الحوار الوطني التي وجهها الرئيس نبيه بري لم يسمع صداها في الأسواق المالية التي باتت تعرف سلفاً سقف النتائج الذي يمكن ان يخرج به الحوار في ظل الفراغ الرئاسي وتغييب المؤسسات.
هذا في الداخل، أما في الخارج فقد انعكس التخوف من خلال عرض الأوراق اللبنانية من مختلف الفئات والتي تراجعت أسعارها بين 2.5 و3 في المئة لا سيما من حاملي الأوراق وفي الخارج مما يعني حذرا وتخوفا من تطورات قد تكون غير محسوبة في ظل تسارع الأحداث من حركة وسط بيروت التي شهدت تطورات أمنية اثارت تدخلات المؤسسات الدولية ضد القمع.
عودة الطلب على الدولار تعكس تخوفاً من المتعاملين، وفي بورصة بيروت حال من الترقب والانتظار، وفي الخارج عرض للأوراق اللبنانية مع انخفاض الأسعار. وتشاء الظروف العامة ان تختلط أسباب التوتر الداخلي مع أزمات الأسواق الخارجية واهتزازها من الصين إلى افريقيا وبعض أسواق المنطقة نتيجة تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية.
فتراكم التطورات من الداخل إلى الخارج وبالعكس ترك آثاره في نشاط السوق المحلية التي رفعت من وتيرة ترقبها.
وهذا الواقع يقود إلى نصيحة الدولة بعد إصدار جديد لسندات الخزينة بالعملات لتمويل الاحتياجات لأن النتائج لن تكون جيدة من حيث الأسعار، إلا إذا كان الإصدار موجها لطلب مساهمة مصرف لبنان بزيادة اكتتاباته.
بالنسبة لمصرف لبنان فإنه يحمل في محفظته ما يبلغ حالياً حوالي 4.7 مليارات بالدولار في حين انه يحمل حوالي 4000 مليار ليرة منذ بداية العام وحتى الآن. ويحمل مصرف لبنان ما مجموعه حوالي 25 ألف مليار ليرة من السندات مقابل حوالي 31.5 ألف مليار ليرة تحملها المصارف اللبنانية بالليرة.
بالنسبة لنتائج اكتتابات سندات الخزينة بالليرة للأسبوع الماضي فقد سجلت حوالي 164.8 مليار ليرة مقابل استحقاقات قدرها حوالي 53.9 مليار ليرة أي بفائض قدره حوالي 110.08 مليارات ليرة.
وقد تركزت الاكتتابات حول سندات الخمس سنوات 60 شهراً بما قيمته حوالي 144.207 مليار ليرة بفائدة قدرها حوالي 6.74 في المئة. وتوزع الباقي على سندات الثلاثة أشهر والسنة وفوائدها بين 4.44 في المئة و5.53 في المئة.
البورصة: ضعف وتراجع
سجلت تداولات البورصة خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 4/9/2015 ما مجموعه حوالي 498 ألفاً و887 سهماً قيمتها حوالي 5 ملايين و661 ألف دولار، مقابل تداولات للأسبوع الماضي بلغت حوالي 664 ألف سهم قيمتها حوالي 7 ملايين و940 ألف دولار.
هذا التأرجح بين الزيادة الجزئية لعدد الأسهم المتداولة والتراجع لقيمة التداولات بين الأسبوع والآخر مرده لبعض العمليات المصرفية التي تحسن التداولات في حال حصول صفقات على بعض الأسهم الرئيسة.
واللافت ان حركة الأسعار بقيت ضعيفة من دون حركة تذكر حيث كانت الأسهم التي تغيرت أسعارها على الشكل الآتي:
1ـ ارتفع سهم سوليدير «ب» بنسبة واحد في المئة واقفل على سعر 10.39 دولارات مقابل 10.29 دولارات للأسبوع الماضي. في المقابل تراجع سهم سوليدير «أ» بنسبة 0.4 في المئة واقفل على سعر 10.20 دولارات مقابل 10.24 دولارات للأسبوع الماضي.
2ـ ارتفع سهم بنك عوده العادي المدرج بنسبة 0.2 في المئة واقفل على سعر 5.99 دولارات مقابل 5.98 دولارات للأسبوع الماضي. كما ارتفعت شهادات إيداع بنك عوده بنسبة نصف في المئة وأقفلت على سعر 6.00 دولارات مقابل 5.97 دولارات للأسبوع الماضي.
3ـ ارتفع سهم بنك بيبلوس المدرج بنسبة 1.9 في المئة واقفل على سعر 1.64 دولار مقابل 1.61 دولار للأسبوع الماضي.
في حين تراجع سهم بيبلوس التفضيلي ـ 2009 بنسبة 0.1 في المئة واقفل على سعر 100.60 دولار مقابل 100.70 دولار للأسبوع الماضي.
4ـ ارتفع سهم هولسيم ليبان بنسبة 3.3 في المئة واقفل على سعر 14.99 دولاراً مقابل 14.51 دولاراً للأسبوع الماضي.
الدولار خارجياً
تراجع الدولار أمس، وارتفع الطلب على الين الذي يعتبر ملاذا آمنا مع انخفاض الأسهم في الوقت الذي تزداد فيه ثقة بعض المتعاملين بأن تقرير الوظائف الأميركية الذي يصدر في وقت لاحق اليوم لن يدفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على الأرجح إلى رفع أسعار الفائدة. وانخفض الدولار 0.7 في المئة إلى 119.25 ينا، متجها لتكبد خسائر نسبتها اثنان في المئة هذا الأسبوع الذي عانى فيه من موجة عزوف عالمية عن المخاطرة عززت الين واليورو. وارتفع الين أيضا أمام اليورو الذي تعرض لضغوط واسعة بعدما كشف البنك المركزي الأوروبي عن تقييم حذر لاقتصاد منطقة اليورو وأشار إلى أنه قد يضطر لتعزيز برنامجه التحفيزي الضخم. ونزل اليورو 0.5 في المئة إلى 132.85 ينا. غير أن العملة الموحدة تماسكت أمام الدولار لترتفع 0.2 في المئة إلى 1.11140 دولار.
النفط
انخفضت أسعار النفط أمس، واتجه خام القياس العالمي مزيج برنت صوب 50 دولارا للبرميل بعد خفض توقعات النمو الأوروبي الذي أجج المخاوف بشأن آفاق الطلب في وقت يشهد وفرة كبيرة في المعروض. وتراجع سعر خام برنت في عقود تشرين الأول 20 سنتا إلى 50.48 دولارا للبرميل بعدما لامس أدنى مستوى له في الجلسة عند 49.68 دولارا للبرميل. ونزل الخام الأميركي 30 سنتا إلى 46.45 دولار للبرميل.
الذهب
استقر الذهب أمس، بعد هبوطه على مدى يومين مع عزوف المتعاملين قبيل صدور تقرير الوظائف الأميركية الذي يترقبه المستثمرون عن كثب بحثا عن دلائل بخصوص توقيت قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) برفع أسعار الفائدة. وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 1124.56 دولارا للأوقية (الأونصة). ونزل سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول 20 سنتا إلى 1124.30 دولارا للأوقية.
الأسهم الأوروبية
تراجعت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس، بعد مكاسب قوية حققتها في الجلسة السابقة مع تركيز المستثمرين على تقرير الوظائف الأميركية المنتظر على نطاق واسع بحثا عن مؤشرات على توقيت رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. ونزل المؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.2 في المئة إلى 1412.41 نقطة، بعد صعوده 2.4 في المئة في الجلسة السابقة بعدما بعث البنك المركزي الأوروبي برسالة تميل إلى التيسير عقب أول اجتماع له بعد أسابيع الاضطرابات في السوق. وفي أنحاء أوروبا، هبط المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.9 في المئة عند الفتح، بينما نزل كاك 40 الفرنسي واحدا في المئة وداكس الألماني 1.1 في المئة.
الأسهم اليابانية
هبطت الأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر بنهاية تعاملات أمس، وسجل المؤشر نيكي أكبر خسائره الأسبوعية في نحو عام ونصف العام مع إقبال المضاربين على بيع العقود الآجلة واستمرار عزوف المستثمرين عن المخاطرة قبيل صدور تقرير مهم عن الوظائف الأميركية في وقت لاحق اليوم. ونزل المؤشر نيكي القياسي 2.2 في المئة ليغلق عند 17792.16 نقطة. وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.1 في المئة لينهي اليوم عند 1444.53 نقطة، بينما وصلت خسائره على مدى الأسبوع إلى 6.8 في المئة.