IMLebanon

الصايغ: التوازنات تمنع المغامرات وما من انقلاب ينجح

dawoud-sayegh

شدد مستشار الرئيس سعد الحريري، داود الصايغ على أن “ما من انقلاب ينجح في لبنان، والتوازنات اللبنانية تمنع المغامرات من أي نوع كانت”، موضحاً “أننا لا نعاني أزمة نظام، بل أزمة ممارسة، فالديموقراطية هي تداول السلطة وفصل السلطات والمحاسبة، ولكن في لبنان لا أحد يحاسب أحداً، وبما أننا نعيش في عصر التلفزيون، فالتظاهرات التي نتحدث عنها عززتها بعض التلفزيونات”.

وقال في حديث الى “المستقبل”: “منذ أيام عدة نعيش على وقع الشارع والتجمعات، وبالأمس رأينا الحشد العوني بعد محاولتين سابقتين لم تفيا بالمطلوب من حيث العدد، وبعد أن التزم العماد ميشال عون شخصياً بالدعوة اليه، وكأن الغاية منه بالدرجة الأولى هي إظهار أنهم ما زالوا قادرين على جمع عدد”. وأشار الى “رفع شعارات عبّر عنها جبران باسيل في خطابه، الذي كان عبارة عن مجموعة مواضيع وشعارات اختلط بعضها بالبعض الآخر، من قضية الغاز والنفط، إلى قضية الانتخابات النيابية، إلى قضية رئاسة الجمهورية، إلى قضية الفساد، وقضية الكهرباء، وقضية الحقوق وإصلاح الجمهورية”، متسائلاً “ما هي القضية؟ لأن باسيل دعا الى التجمع في ساحة قصر الشعب، ونحن ليس لدينا قصر شعب بل لدينا رئاسة الجمهورية وقصر جمهورية، ولكن يبدو أنه يريد استرجاع تظاهرات العام 1989”. واعتبر أن “يوم أمس (الأول) كان للبرهان على أن التيار الوطني الحر ما زال قادراً على حشد الناس”.

وتوقف عند كلام باسيل أمس ومفاده “نريد دولة نصف بنصف مش 70 بـ 30”، فقال: “تم الحديث عن 70% وقيل “نحن مش مناصفة بل نحن 70 مقابل 30”، ولست أعرف من أين أحضر هذا الرقم، نحن نعيش في مناصفة، وحقوق المسيحيين تقتضي المناصفة وهي موجودة ومحترمة”، واصفاً المواضيع التي تحدث عنها باسيل بأنها “مشتتة”. وذكر بأن “شعار انتخاب الرئيس من الشعب طرحه العماد ميشال عون منذ مدة، وهذا تغيير للنظام”، موضحاً أن “نظامنا برلماني ومجلس النواب ينتخب رئيس جمهورية، فهل المطلوب تغيير النصوص لانتخاب رئيس من الشعب؟ هذا شعار أكثر مما هو طرح عملي وواقعي للدلالة على أن عون الأقوى مسيحياً”.

وأكد أن “لبنان هو بلد الجميع، وليس باستطاعة أحد لأي اعتبار أن يفرض رأيه على الآخرين. ولا يقول أحد أنا قوي وأعطوني حقوقي، فحقوقك مع الآخر، لا أحد يتفرّد لا بالرأي ولا بالمركز ولا بالقوة، مقابلك قوة أخرى، ومقابل عددك عدد آخر”، لافتاً الى “أننا رأينا قوة حزب الله التي أنشأ بها دولة ضمن الدولة، ولديه جيش يحارب في سوريا وعرّض لبنان لمختلف أنواع الأخطار، وفي الوقت نفسه هو موجود في السلطة وفي مجلس النواب والحكومة، وكذلك هو حال العماد ميشال عون، هو في الحكم والمعارضة، وهذا وضع شديد الغرابة”. وسأل “أين الديموقراطية في ذلك؟ أين هو الجمع بين هذه التناقضات؟ يعارضون ويجمعون الناس في الشارع، في حين لديهم وزير تربية ووزير خارجية، وعطّلوا عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب”.

وأعلن أنه “لو أراد الرئيس سعد الحريري لنظّم تجمعاً شعبياً يفوق التجمع الذي شكّله عون بكثير، وكذلك النائب وليد جنبلاط يمكنه أن يجمع حشداً كبيراً، وأمين الجميل وسمير جعجع، ولكن إذا أحضر كل زعيم شعبيته وجلس الى طاولة الحوار، فيصبح حوار طرشان”.

وعن قوانين الانتخابات، أشار الى أن “هناك طروحاً نسبية وطروح دوائر نسبية ودوائر أكثرية، هذا الأمر يُترك الى بداية ظهور ملامح القانون الانتخابي الجديد”، مؤكداً أن “الرئيس سعد الحريري، ومنذ أن شغر منصب الرئاسة، لا هم لديه ولا هاجس إلا انتخاب رئيس جمهورية جديد، فهو يعرف أن الفراغ الرئاسي يعطل عمل المؤسسات ويشل انتظام العمل بين الحكومة والمجلس ويعطي صورة عن البلد أنه مشلول وفاشل”. أضاف: “في السابق كان هناك انتخاب لمركز رئاسة الجمهورية الى درجة أنه انتُخب رؤساء أثناء الحروب تحت الرصاص، الرئيس الياس سركيس وبشير الجميل وأمين الجميل ورينيه معوض انتُخبوا في غير أماكنهم، ولكن في الوقت المحدد. اليوم هناك استهتار بهذا الموضوع وباتوا يستسهلون التعطيل والمس بالدستور، ومن هنا بدأ الكلام عن مؤتمر تأسيسي، هذا كلام يُرمى من دون أن يكون هناك سند أو مصدر يتبناه”. ورأى أن “الكيل طفح في موضوع النفايات، ووزير البيئة محمد المشنوق ليس وحده المسؤول، فهذه أزمة 30 عاماً من التراكم، ومنذ عام يعلم الجميع أن مطمر الناعمة سيُقفل”، معتبراً أن “النفايات السياسية ليست فساداً فحسب، بل الذين غلّبوا مصالحهم الخاصة على مصلحة الدولة واستهانوا بالدستور”.

وعن الحراك المدني، أوضح أن “نظام الحكم في لبنان منبثق من هذا التكوين المجتمعي، وليس لدينا نظام قمعي لإسقاطه، والقوى السياسية في حالة تفهّم لمطالب التحرك المدني”.

وعن اغتيال المعارض الأقوى في الطائفة الدرزية في السويداء وحيد البلعوس، قال: “ما يحصل من ردود فعل النظام تجاه المعارضين ليست جديدة في سوريا، ولكن في ما يتعلق في السويداء، التحركات منذ البدء أزعجت النظام السوري ومن المؤسف أن يسقط هذا الشيخ الذي هو رمز للوقوف ضد ممارسات النظام”.