مع تطور الأحداث على الساحة اللبنانية والدولية، بظهور تجمع الحركات الاحتجاجية في الشارع التي بدأت بحجز مكانها مركز استقطاب ثالثاً إلى جانب تجمعي قوى “8 و14 آذار”، والنشاط الدولي اللافت للمطالبة بانتخاب رئيس، بدأ بعض الشعارات القديمة بالغياب لتحل محلها أخرى تتماشى والواقع الجديد.
وقالت مصادر لصحيفة “السياسة” الكويتية إن شعار “انتخاب المرشح القوي والممثل الحقيقي للمسيحيين من الشعب” الذي حمله “التيار الوطني الحر” طوال سنة ونصف السنة حتى بات ممجوجاً، وأيده فيه “حزب الله”، كلامياً على الأقل، خَفَتَ لمصلحة شعارٍ جديد هو “إجراء انتخابات نيابية أولاً تُنتج سلطة جديدة يولد من كنفها رئيس الجمهورية”.
واعتبرت أن الإعلان عن الشعار “كان بكثير من الثقة الخداعة بالنفس، وسط حشد نجح التيار البرتقالي بتأمينه في الجمعة ما ذكر اللبنانيين بالانتخابات المعلبة المهزلة في بيته الداخلي”، وهي ثقة وصلت إلى حد توعد رئيس التيار جبران باسيل بالتظاهر في باحات قصر بعبدا، وبانضمام “الحلفاء” إلى تحركاته.
ورأت أنه مع زيارة السفير الأميركي دايفيد هيل وسفراء الاتحاد الأوروبي رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وتأكيدهم إجماع دولهم على دعم الحكومة واستقرار لبنان في هذه المرحلة، تبقى الحكومة في وضع لا تحسد عليه. وأضافت أنه من أزمة الأزمات النفايات، التي أكد وزير الإعلام رمزي جريج أن سلام سيدعو إلى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء بعد استلامه التقرير بشأنها من وزير الزراعة أكرم شهيب، إلى “المشاغبة” العونية، “ثم الحركات الشارعية المنتظرة في 9 ايلول الجاري، تزامناً مع جلسة الحوار الأولى، التي شتتت تركيز القوى الأمنية، خصوصاً مع المبالغة الإعلامية في التغطية لنشاطاتها التي أوقعت هذه القوى والحكومة والأحزاب في حرج اتهامها جميعاً بالفساد من دون استثناء.
وأوضحت أن ذلك دفع نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم إلى القول “إننا خارج منظومة الفساد بكل أشكالها وأصنافها”، مشددة على “أن هناك من يريد زج اسم “حزب الله”، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، الذي قال خلال رعايته معرض صنع في البقاع “إننا منخرطون في مواجهة الفساد، واللبنانيون يعرفون من المسؤول عن أزمة النفايات والكهرباء والمياه والزراعة والصناعة والاقتصاد والدين العام، معتبراً أن عدم محاسبة المسؤولين عن الفساد هو تعميم للمسؤولية”.
وأعلنت مصادر سلام لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن زيارة سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى السراي أثبتت ان هناك إجماعا على دعمه الحكومة السلامية دون تردد، تأكيدا على التمسك باستقرار لبنان بمعزل عن الحراك الشعبي القائم.
وأوضحت مصادر حكومية لصحيفة ”المستقبل” أنّ “سلام ينتظر اكتمال عقد المشاورات الجارية حول تقرير أزمة النفايات الذي أعدته اللجنة المختصة برئاسة الوزير أكرم شهيب تمهيداً لدعوة الحكومة إلى الانعقاد لدرس وإقرار مقترحات التقرير لحل الأزمة”، مشيرةً إلى أنه فور تسلّم سلام التقرير من شهيب انطلقت مشاورات سياسية مكثفة خلال اليومين الماضيين حول سبل إنهاء أزمة النفايات على أن تُستكمل هذه المشاورات اليوم مع القوى السياسية المعنية بالموضوع.