IMLebanon

لا صفقة على هامش الاتفاق الغربي مع إيران

iran-nuclear

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

رأى مصدر ديبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية أنّه بعد سنتين ونصف السنة على التفاوض مع إيران، حصل الاتفاق النووي الذي يمتد تنفيذه لخمس سنوات و10 سنوات و15 سنة و20 سنة وبعض من نقاطه إلى الأبد.

وأوضح أنّ الولايات المتحدة عملت مع كل العالم لإنجاز ذلك، وانّ إيران تقوم حالياً بالخطوات اللازمة من أجل البدء بتطبيق الاتفاق الذي يمنعها من إنجاز القنبلة النووية.

لا أوهام أميركية بالنسبة إلى إيران نسبة إلى ما يقوله الرئيس باراك أوباما، بحسب المصدر. وهو يعتبر انّ ما ستحاول إيران فعله في موضوع نفوذها في المنطقة، ستقوم به بسلاح نووي أو من دون سلاح نووي. وبالتالي، الولايات المتحدة تقوم بديبلوماسية نشيطة كان في مقدّمها اللقاء الذي عقد أخيراً بين وزير الخارجية جون كيري ونظيريه السعودي عادل الجبير والروسي سيرغي لافروف في الدوحة، للدفع في اتجاه أي محاولة لعدم الاستقرار في المنطقة، بدءاً من استمرار السعي إلى محاربة “داعش” ومحاولة السعي إلى الحل السوري بناء على وثيقة جنيف، ودعم الخليج في المسألة اليمنية، وضرورة إجراء الحوار الداخلي هناك.

كذلك تعمل الولايات المتحدة من أجل استقرار العراق. وإذا أقرّ الكونغرس الاتفاق عندها لا يعود أمام إيران أي عذر لعدم تطبيقه.

وبالنسبة إلى لبنان يهمّ واشنطن استقراره وبناء مؤسساته، الأمر الذي يشكّل أولوية في هذا الملف. وتدعم الولايات المتحدة سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه، كما تدعم القوى الأمنية لا سيما الجيش اللبناني. ويجب على لبنان أن ينتخب رئيساً للجمهورية، وأن تقوم القيادات اللبنانية بذلك أو تتفق حوله، فاللبنانيون يستحقون رئيساً، والانتخاب هو الاهتمام الوطني الذي يجب أن يؤدّي المسؤولون.

وأوضح المصدر أن لا تغيير في نظرة الولايات المتحدة إلى “حزب الله”، الذي يجب ألاّ يكون في سوريا، وأن يلتزم عدم التدخّل في النزاع السوري. ولا تزال تعتبر الحزب منظمة إرهابية، ولو كان يساهم بشكل أو بآخر في محاربة “داعش”، التي تلتزم محاربتها، والحزب يساعد النظام السوري، ولا يستطيع أن يساهم في الجهود الدولية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي. لذا هناك مسعى أميركي في اطار ضرورة وجود حل انتقالي في سوريا.

وبالعودة إلى لبنان، الذي لديه تحديات امنية واقتصادية وسياسية، فيجب أن يكون لديه رئيس للجمهورية، ثم مجلس نيابي جديد. والولايات المتحدة تشجع البرلمان على انتخاب رئيس، والمجتمع الدولي يدعم الجيش وكل الدول تريد دعم لبنان ودعم استقلاله وسيادته ازاء التحديات التي يواجهها.

ولفت المصدر إلى أنّه من غير المناسب ربط ما يحصل في بيروت وبغداد من حراك شعبي من أجل الإصلاح، ففي لبنان ما يحصل هو أمور متصلة بقضايا لبنانية، والسفير الأميركي دايفيد هيل عبّر عن موقف الولايات المتحدة. ولدى لبنان تحديات يواجهها، والناس بدأوا يلتفتون إلى مشكلاتهم، عندما وضعت الولايات المتحدة مشكلة البرنامج النووي الإيراني جانباً من خلال الاتفاق النووي الذي أزيح عن الطاولة. وهذا الاتفاق هو عملية تقنية ويجب التأكد من التزام إيران به. سياسياً، لا أوهام حول دور إيران في المنطقة، والخليج، ولكن لدى الولايات المتحدة وسائل لمناهضة ذلك إذا بقيت إيران على ممارساتها، وتركز واشنطن على الأموال التي ستعود إلى إيران في اطار رفع العقوبات التدريجي عنها، وما إذا سيحصل دعم في التمويل لما يحصل على الأرض. وإذا أرادت إيران، تستطيع لعب دور بنّاء في المنطقة، وبالتالي، يجب أن تتغيّر نشاطاتها. وأشار المصدر إلى أنّ العلاقة مع كوبا مختلفة عن العلاقة مع إيران، فليس الآن ستُعاود العلاقات الديبلوماسية. الولايات المتحدة لديها نقاط خلاف حول العديد من القضايا مع إيران، التي يجب عليها أن تغيّر سلوكها. أمّا مع كوبا فالأمر يختلف.

وقدّر المصدر الأموال الإيرانية التي ستعود إلى إيران بما بين 50 إلى 56 بليون دولار، موضحاً أنّه يعود إلى إيران صرفها، فإما تصرفها في الاقتصاد وتنمية البنى التحتية، أو في الإرهاب. الإيرانيون يجب أن يبنوا اقتصادهم بموجب حصولهم على أموالهم المجمّدة نتيجة تطبيق الاتفاق. أما إذا دعموا الإرهاب فلدى الولايات المتحدة طرق ووسائل لمنع ذلك.

ونفى المصدر أن يكون هناك صفقات سرية على هامش الاتفاق النووي.