يدرك معظم العراقيين أن التظاهرات الأخيرة التي عمت العراق مطالبة بمكافحة الفساد ومحاكمة كل متورط بنهب أموال الدولة، لم تأت على قدر ما تطمح إليه إيران في العراق.
وقد أفادت بعض المصادر العراقية سابقاً بحسب “العربية” بأن زيارة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى العراق أواخر الشهر الماضي آب، جاءت بهدف تهدئة الشارع العراقي المنتفض ضد فساد الحكومة الموالية لطهران، وضمان سلامة رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وعدم خضوعه للمحاسبة القانونية.
إلا أن هذا التدخل بدأ على ما يبدو يزعج المرجع الشيعي العراقي الأعلى الداعم لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، علي السيستاني.
فقد كشف مصدر سياسي مطلع في بغداد لصحيفة “الشرق الأوسط” أن علي السيستاني طلب من المرشد الإيراني علي خامنئي الحد من نفوذ قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق.
وحسب المصدر فإن السيستاني، استفسر من خامنئي عن نفوذ سليماني المتزايد في العراق، الذي بدأ يشكل إحراجاً للمرجعية الدينية، وما إذا كان ذلك يتم بتوجيه من خامنئي، لاسيما بعد بروز دور سليماني في معارك تحرير مدينة تكريت من تنظيم داعش. ويشير السياسي إلى أن “سليماني اختفى فعلا عن واجهة الأحداث في العراق حتى الكشف عن وجوده خلال اجتماع عقدته أخيراً الهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم، والمجادلة التي حصلت بينه وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويكشف المصدر أن مرجعية النجف بدأت تدرك أن هذا التدخل بات ينسحب على دورها وهو ما يمكن أن يؤشر إلى بداية خلاف واضح بينها وبين مرجعية قم.
يذكر أن آية الله علي السيستاني، من أكبر الداعمين لحملة العبادي ضد الفساد ولرزمة الإصلاحات التي قدمها. وهو كان دعا العبادي، في السابع من أغسطس للضرب “بيد من حديد” كل من يشارك في الفساد.