جوزيف فرح
اعتبر رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية اللبنانية وعضو مجلس الهيئات الاقتصادية محمد شقير ان نداء 25 حزيران الذي اطلقته الهيئات الاقتصادية اضافة الى الاتحاد العمالي والمهن الحرة كان الشرارة للحراك الشعبي.
لكن شقير رفض في المقابل الشعارات التي اطلقت ومنها اسقاط الحكومة ووزير البيئة محمد المشنوق.
ونفى شقير ان يكون الوسط التجاري لآل الحريري او الطائفة السنية، بل هو ملك لكل الطوائف متسائلاً هل المطلوب موت السوليدير والوسط التجاري ومعلنا دعمه لاي فكرة او رواية اقتصادية – اجتماعية – انقاذية. جاء ذلك في حديث شقير لـ«الديار» على النحو الاتي:
* وجهتم نداء 25 حزيران لمنع الانتحار ثم غبتم لمدة شهر الا تعتبر ان منع الانتحار لا يلزمه هذا الوقت الطويل، بل هو بحاجة الى تدابير سريعة للمعالجة؟
-كان النداء في 25 حزيران، وانا غادرت في 23 تموز بعد شهر من اطلاق هذا النداء، واذا راجعت كل تصاريحي خلال هذا الشهر التي كانت تحذر وتتساءل ما هو المفروض للمتابعة والتوعية، بالاضافة الى رحلاتنا لابقاء لبنان ضمن الخارطة الاقتصادية واعتقد انه بين الفوضى والشارع هناك خيط، واذا نزل الناس الى الشارع أو اي قوى سياسية فلا توجد قوة في العالم تستطيع ان تضبطه. عد الى تصاريحي حيث حذرت منذ سنة من تحميل القوى السياسية الناس ملف النفايات، فلم ترد علينا. اضافة الى هموم الناس بالنسبة للكهرباء واقساط المدرسة والسيارة والمحروقات ولكن حذار من الجوع، لان من اجل لقمة عيشه يمكن للانسان ان يقوم بأي شيء ورأينا ما حدث بالبلد. لقد تعرضت القوى السياسية «لضربة كف» ورأينا ان حاجز الخوف قد تخطاه الناس ورأينا ان بعض القوى السياسية سمعت للمرة الاولى كلاما يقال لها: لوقف السرقات والنهب والاذلال.
* ولكن هل دور الهيئات الاقتصادية هو دور التحذير فقط.
-ماذا نفعل، دورنا تحذيري، دورنا دعوة المستثمرين للاستثمار في البلد، دورنا فتح اسواق جديدة للاقتصاد، دورنا ابقاء لبنان على الخارطة الاقتصادية، ولكن لا حياة لمن تنادي اخذنا دور الحكومة لانها كانت غائبة عن الملف الاقتصادي.
لم يعط اي نتيجة
* ولكن تحرككم لم يعط اي نتيجة، والوضع الاقتصادي في البلاد من تعس الى أتعس؟
-صحيح، ولكننا ما زلنا نؤمن بان هذا الوضع التعس سنتجاوزه ما زلنا نحذر من ان الوضع لا يتحمل ولكن لبنان لا يموت، ما زلنا نشك العلم اللبناني نزرع الشجرة، هل تريد ان نبكي معهم وان لا نسافر ابدا.
* انتم تحذرون الا يوجد اطر اخرى لمعالجة هذا الوضع التعس، لقد رأينا ان الشعب تحرك ونزل على الارض؟
-ما حصل في الشارع كانت شرارته 25 حزيران، فقد نزل اليه المجتمع المدني وكل المهن الحرة والنقابات والاتحاد العمالي العام ولاول مرة في تاريخ لبنان كان كل هؤلاء مجتمعين حول مطالب معينة.
بعد النداء كان رئيس غرفة التجارة والصناعة في باريس موجودا في لبنان وقد اكد لي انه لا يمكنه ان يجمع الهيئات الاقتصادية والعمال والمهن الحرة في تحرك واحد وانتم في لبنان تمكنتم من ذلك، الشرارة بدأت من 25 حزيران.
* الشرارة انطلقت وانتم كنتم السبب ولكن نلاحظ ان الحراك الشعبي يعمل بمفرده.
-الشباب الذين نزلوا اؤيدهم، ولكن ضمن برنامج وان تكون اقدامهم على الارض، وبالتالي فانا ارفض اسقاط الحكومة لان اسقاطها هو الذهاب نحو المجهول، وانا ارفض ما حدث مع وزير البيئة محمد المشنوق وهو من الوزراء «الاوادم» الذين اتوا بتاريخ لبنان، من يعيق حل مشكلة النفايات هم السياسيون الذين يعطلون موضوع النفايات «شو خص الوزير المشنوق، شو خص هذا الوزير المعتر» الذي قام بكل واجباته وحذر اكثر من مرة وعقد المؤتمرات الصحافية. واتساءل هل موضوع النفايات هو في لبنان فقط، من المؤسف ان نتحدث عن موضوع تافه لم نتمكن من معالجته، ولكن المشكلة هي في الاموال وتوزيع الحصص. هناك جيل جديد لمعالجة النفايات هو جيل الحرق على درجة 5 الاف حرارة، اي درجة الشمس نفسها، بدأ العمل بها في اوروبا….
* يعني موضوع النفايات هو موضوع المحاصصة السياسية؟
-طبيعي، كل القوى السياسية هي اقوى من الحكومة، وبالتالي لماذا تحملون وزير البيئة، المشهد الذي رأيناه في 29 اب بالنسبة للحراك الشعبي جيد، ذكرني بـ 14 اذار والناس الذين نزلوا الى الشارع اكيد هناك مندسون ونعرفهم ومن ارسلهم وما هو هدفه، ولكن يجب تحديد الاولويات…
* لماذا لا تنزلون على الارض طالما انكم كنتم الشرارة وتؤيدون تحرك 29 اب؟
-اؤيد الحراك سلميا وحضاريا دون اسقاط الحكومة وضمن خارطة طريق، تغيير نظام، تغيير الكرة الارضية، تغيير الكون بالنسبة لموضوع النفايات هو مطلب محق ولا نتحدث عن اي شيء اخر، الا انتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث يمكن ان تحل كل مطالب الحراك الشعبي. لنكن واقعيين، آخر احصاءات الشركات المواطنون لم تتغير نظرتهم الى السياسيين غدا اذا حصلت الانتخابات النيابية وباي قانون سيعيدون انتخاب هذه الطبقة السياسية لاننا لم ننضج بعد وبالتالي نحن شعب يستحق الحياة، او شعب يعلق عليه شريعة الغباء.
* الا توجد اتصالات مع المجتمع المدني؟
-هناك اتصالات ليست مع الجميع، بل مع اولئك الذين ما تزال أرجلهم على الارض.
* طالما انك تتهجم على القوى السياسية التي لا تعالج موضوع النفايات، ما هو الحل في رأيك؟
-من الجهة السياسية التي تعطل مجلس الوزراء؟ هناك اليوم مليار و200 مليون دولار، قروض موجودة في المجلس النيابي، لو تم اقرار هذا المبلغ وأين الغلط اذا كنا بحالة افلاس وبحاجة الى كل قرش اليوم. هناك قرى بحاجة لدولار واحد لماذا عدم اقرارها هذه المشاريع ؟
* ولكنك تقول ان البند الاول الذي تجب معالجته هو انتخاب رئيس للجمهورية؟
-انا اول من طالب بانتخاب رئيس للجمهورية ولكن اتحدث الى المتظاهرين الذين يحب ان يكون البند الاول لتحركهم هو انتخاب رئيس للجمهورية، اما بالنسبة لتطيير النظام فهذا لن يحل المشكلة، والتغيير يكون بالانتخابات النيابية.
* شكلتم لجنة مصغرة لمتابعة موضوع 25 حزيران عقدت اجتماعا يتيما مع المهن الحرة ثم غابت عن السمع، هل تعتقد ان الحراك الشعبي جرفها وجرف غيرها؟
-نحن دائما ام الصبي، نحن طالبنا بالتحرك الشعبي ولكننا لم نطلب ان يحتل الوسط التجاري، ولم نطلب ان نقدم صورة بشعة عن لبنان من سرقة ونهب وتكسير هذه ابشع صورة، نحن نعمل دائما و90% من عملنا وراء الستار.
* في رأيكم هل هناك خطة مبرمجة بالنسبة لتعرض المحلات التجارية في منطقة الوسطة التجاري تمهيدا لافراغه كليا من الحياة الاقتصادية وبالتالي الا تعتبر ذلك نقمة شعبية باتجاهكم كهيئات اقتصادية وتجارية؟
-نقمة على من ؟ الوسط التجاري ليس ملكا لبيت الحريري ولا تملكه الطائفة السنية، وكحركة اقتصادية ومحلات التجزئة التجار السنة لا يملكون اكثر من 5 في المئة والبقية تتوزع بين اخواننا الشيعة والمسيحيين. في القطاع العقاري، فان الاوقاف المسيحية تملك اكثر من الاوقاف السنية اما مشاريع البناء فاخواننا الشيعة يملكون اكثر من السنة. وهذا يعني ان سوليدير هي لكل الطوائف، قلب بيروت، الوجه الحلو، واستغرب ان يهاجم وزير سابق. واتساءل لماذا هذا الحقد والكراهية الموجودان في قلبك على الوسط التجاري وعلى هذه المؤسسة مع العلم انه يسكن في السوليدير ومستثمر ويملك محلات تجارية فيها «لماذا الحقد»؟
* الا تملك الجواب؟
-لان الناس يعتقدون ان السوليدير هي رفيق الحريري. راجعوا السجل التجاري، وبالتالي هل المطلوب موت سوليدير والوسط التجاري. اضافة الى ذلك فانهم يضربون الدولة والشرعية، أين مجلس الوزراء؟ أين مجلس النواب؟ وزارات المالية والاقتصاد والبيئة والاتصالات والبيئة وسفارات ومصارف…
* قلتم في احد تصاريحكم ان الاتي اعظم، ماذا تعني بذلك؟
-نحن في وضع صعب كبير اقتصاديا، وفي أسوأ سنة مرت في تاريخ لبنان لن ادخل في تفاصيل وارقام، ولكن ساذكر مؤشرين :
اولا: لمراجعة تقارير البنك الدولي عن النصف الاول من العام الحالي.
ثانيا: الشيكات المرتجعة من 2010 ولغاية الان حيث نلاحظ تزايدها.
* طرح رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس رؤية اقتصادية اجتماعية لمعالجة الازمة هل اطلعتم عليها؟
-نحن ندعم اي فكرة او رؤية تساعد البلد وتخدمه.
* لبنان الى اين؟
-نحن لن نيأس قبل اجراء المقابلة كنت ابرمج زيارة الهيئات الاقتصادية الى السعودية والكويت ومسقط ثم ميلانو وبرشلونة وكل ذلك لكي نؤكد على وجود لبنان وانه لا يعرف اليأس سنبقى نعمل من اجل فتح الاسواق الجديدة ونقيم المعارض ونصدر الى خارج لبنان.
* ولكن زياراتكم الى الدولة الخليجية لم تعط النتائج المطلوبة بدليل ان السياح والمصطافين الخليجيين لم يأتوا الى لبنان هذه السنة؟
-الله يعطيهم العافية يبدو ان اعداء الوطن هم اقوى منا، هل هناك انسان يفجر موضوع النفايات في موسم الصيف. هل هناك انسان يفجر القنبلة في موسم السياحة. الا يعرفون ان موسم الصيف هو نصف الناتج المحلي في البلد، الا يعرفون ان الناس ينتظرون هذه الاشهر لكي يعتاشوا خلال هذه الفترة القصيرة. «شو بدنا نقول لهؤلاد السياسيين».
* يبدو انكم ناقمون على اهل السياسة؟
-نعم، وليس الان فقط. حيث ارى اشخاصاً يقتلون البلد «وناس تقتل حالها من اجل البلد».