يشكو معظم اللبنانيّين من أنّ السياسيّين يصرّون على إعادتهم لسنواتٍ طويلة الى الوراء، على أكثر من صعيد. السيّدة ماري جوزي رزق الله اختارت الانتقام من السياسيّين عبر إعادتهم لسنواتٍ طويلة الى الوراء، على طريقتها المبتكرة.
إنتشرت في الآونة الأخيرة صور للزعماء السياسيّين اللبنانيين في رسومات تاريخيّة اشتهرت على مرّ العصور. واللافت أنّ كلّ سياسيّ نال حصّته من تلك الرسومات، إذ تمّ اختيار الشخصيّات بأسلوب مزج بين الناحية الفنيّة والسخرية.
تلك الفكرة المبتكرة والطريفة، تقف وراءها السيّدة ماري جوزي رزق الله التي قررت التعبير عن سخطها من الواقع السياسي المتردّي الذي نعيشه عبر القيام بـ “رسم” سياسيّينا في صور عرفت على مرّ التاريخ، واضعةً كلّ سياسيّ في الصورة المناسبة له أو في الشخصيّة التاريخيّة الأكثر تعبيراً عنه.
وفي حديث مع موقع الـ”mtv” الالكتروني، أكّدت منفّذة الصور السيّدة ماري جوزي رزق الله أنّ “الفكرة جاءت نتيجة الأوضاع السياسيّة والمعيشيّة الصعبة التي نعيشها، خصوصاً بعد التطوّرات الأخيرة، لذلك قرّرت التعبير عن رأيي بطريقة جديدة ومبتكرة”.
ولفتت الى أنّ “أساس الفكرة هو أن هؤلاء السياسيين الذين قمت بوضعهم في قالبٍ تاريخيّ عبر الصور يجب أن يكونوا من الماضي، لأن المواطن ملّ من السياسيين أنفسهم على مرّ السنوات، فانتهى دورهم ويجب وضعهم في المتحف”، مشيرة الى أن “الأمر بدأ عفويا وعبر اللهو والتسلية”، وهي عادة ما تعبّر هكذا عن الامور، فتلجأ دائماً الى طرق مبتكرة، موضحة أنّها تذهب باتجاه الأساليب الثقافيّة والحضاريّة للتعبير عن الرأي ولتوصل الرسالة الحقيقيّة”.
وتابعت رزق الله: “أردت أن ألفت النظر أيضا الى وضع الدار الموجود في بيروتMusée des Arts et de l’Histoire Libanaise، بسبب الاهمال الذي يتآكله وبتلك الطريقة يمكننا اعادة احيائه للذاكرة اللبنانية”.
وكشفت عن أنّها ستتناول المزيد من الشخصيّات، “فالأمر لن يتوقف هنا، وقد أخرج بأفكار جديدة من اجل دعم الموضوع والتعبير عن رأيي بطريقة مختلفة”.
وفي ما يخص تناول رجال الدين وغيرهم، اكدت رزق الله انها إبنة هذه البيئة واحتراماً للوضع الذي نعيشه وللبيئة التي نعيش فيها، فهي لن تتطرّق لأيّ رجل دين مسلم كان أو مسيحيّاً”.
وعن كيفية تنفيذ الصور، أكّدت أنها استخدمت تقنيّة “الفوتوشوب” ونشرتها في موقع Libannews الفرنكفوني الذي يهتمّ بحماية التراث.
وختمت: “سأواصل هذه الطريقة بالتعبير عن الرأي، ليس بهدف الاستهزاء وإنما لايصال الرسالة على أصعدة عدّة وبطريقة ثقافيّة لتسليط الضوء على الامور المتّصلة بالتراث”.