عقد “التيار النقابي المستقل” مؤتمرا صحافيا في ساحة المضربين عن الطعام – خيمة الدكتور علي برو ومجموعة الناشطين أمام وزارة البيئة في اللعازارية، عرض فيه موقفه من الحراك الشعبي يوم غد الاربعاء، ومطالب حراك “29 آب” وخطط توسيعه وتطويره.
غريب
وألقى رئيس التيار حنا غريب بيانا حيا في مستهله “الحالمين ببناء دولة مدنية ديمقراطية، دولة للرعاية الاجتماعية”، وقال: “من هنا، من هذه الساحة، ساحة المضربين عن الطعام، نتوجه اليكم اليوم كشعب مهدد بأمنه الصحي والاجتماعي، بحاضره ومستقبله، يراد له ان يبقى أسير الانقسامات الطائفية والمذهبية الوهمية، أسير الخوف والقلق، ورهينة للمحاصصة بين اطراف السلطة من هنا وهناك، هؤلاء الذين لا يقيمون وزنا ولا اعتبارا لحقوق المواطنين جميعا، في تأمين الحد الأدنى من حقوق الانسان في البيئة النظيفة، والرواتب والاجور والكهرباء والمياه والتعليم والتغطية الصحية الشاملة والتقاعد وفرص العمل، في وقف الفساد والهدر وسرقة المال العام، وفي محاسبة المسؤولين عنها وعن قمع المتظاهرين والمعتصمين كائنا من كانوا”.
أضاف: “على هذا الأساس، تحددت هوية الحراك المستقلة عن هذه الطبقة السياسية الفاسدة وعن دولتها الفاشلة والتي سبق وعبر عنها إعلان المبادىء بالقول والفعل، وبناء عليها، نحن جزء من هذا الحراك كتيار نقابي مستقل، كيف لا؟ وقد ولد من رحم التحرك النقابي الذي خاضته هيئة التنسيق النقابية لسنوات ثلاث من اجل اقرار الحقوق في سلسلة الرتب والرواتب، كيف لا؟ وهو حراك مقاوم لنظام القمع والاستبداد، لنظام الإفقار والفساد، وجماهير هذا الحراك هي ايضا، جماهير مقاومة للارهاب والاستبداد ولكل اشكال القهر والاضطهاد ومن اي نوع كان. ولأنه كذلك نحن معه، مع ما يطرحه من مطالب، هي في صلب عملنا النقابي، فواجبنا النقابي والوطني ان نكون الى جانب الشباب نشد أزرهم وندعمهم في مواجهة السلطة الفاسدة التي تحاول استفرادهم وضرب حراكهم، كما فعلوا مع ما سبقه من حراكات”.
وتابع: “من حيث لا يدرون، جاءهم هذا الحراك، لكي يقول لهم “انتم فاشلون عاجزون عن حل اي مشكلة من مشاكل اللبنانيين. فارحلوا”. ارحلوا، فالشعب يريد انتخابات نيابية عاجلة، يريد مطالبه قبل اي حوار ودون تسويف ومماطلة، يريد اعادة الشرعية الى مؤسسات الدولة التي تنتظم بالانتخابات وبالديمقراطية لا بتأبيد التمديد. كفى مسرحيات عن حوار في ما بينكم لا يهدف الا لكسب الوقت وضرب الحراك ومطالبه بكل الوسائل والاشكال”.
ودعا “جميع تلاوين الحراك ومجموعاته الى المزيد من التنسيق والوحدة”، وقال: “نحن من دعاة اطلاق المزيد من المبادرات الخاصة من هذه المجموعة او تلك، وعلى قاعدة التضامن والمشاركة والتنوع ضمن الوحدة. ان المراهنة على هذه الطبقة السياسية لنيل الحقوق هو وهم، فالوقائع اثبتت -مرارا وتكرارا- انهم متى اتفقوا يتفقون علينا، ومتى اختلفوا ندفع نحن اللبنانيين الثمن كما يحصل الآن”.
واردف: “كيف لنا ان نقبل باستمرار الاوضاع على ما هي عليه من سياسة الاستهتار والمس بالكرامات في ترك النفايات في الشوارع، دون معالجة هذا الملف بإعطاء كل السلطة للبلديات واعادة حقوقها من الاموال المنهوبة من الصندوق البلدي المستقل كي تتمكن من القيام بواجباتها، على قاعدة حماية البيئة من جهة ووقف السطو على المال العام من جهة أخرى”.
ورأى أن “المدخل لمعالجة ملف السلسلة هو بإعطاء من لم يعط من القطاعات حقه في نسبة التصحيح الواحدة 121%، لا بإقرار هذه السلسلة المسخ الموجودة في المجلس النيابي”.
وقال: “إن هذا الحراك هو تعبير سلمي ومدني بامتياز، وعلى السلطة تأمين الحماية الأمنية له، وما حصل ويحصل من اعمال قمع ممنهجة بحق المتظاهرين العزل مدان ومستنكر، يستوجب استقالة ومحاسبة المسؤولين عنه كائنا من كانوا، فالسلطة المرعوبة من انتفاضة الناس التي كسرت حاجز الخوف واللامبالاة تريد أن تعيد زرع الخوف، وكم الأفواه، واعادة الناس الى مربع الخضوع بحجة الإرهاب، بينما هي ترفض نظام القمع والاستبداد والإرهاب في آن معا”.
ودعا الى “المشاركة في الاعتصام غدا بالتزامن مع انعقاد جلسة الحوار، والتجمع السلمي عند السادسة مساء والاعتصام بالقرب من مبنى النهار، ويختتم التجمع عند السابعة والنصف بتحية الى المضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة”.
برو
بدوره، أعلن برو تبرؤه من “البيان الذي صدر امس عن هيئة التنسيق النقابية وكل ما يبنى عليه”، آخذا على هيئة التنسيق “دعمها لطاولة الحوار بينما حددنا تحركنا في 9 ايلول ضد طاولة الحوار”.
وحدد مطالبه بالاتي: “إقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة، اقرار قانون انتخابي عادل، تحديد موعد قريب لانتخابات نيابية والافراج عن اموال الصندوق البلدي المستقل”.
وأشار الى أنه صمد “20 يوما في العام الماضي والحد الادنى لهذا الحراك سيكون 21 يوما”.
استمرار الاضراب
الى ذلك، واصل الناشطون اضرابهم عن الطعام لليوم السادس على التوالي، وقد بدا عليهم الاعياء الشديد جراء الطقس الاصفر.
وانضم اليهم الصحافي الناشط رئيس قسم التصوير في “الخبر برس” سعادة سعادة الذي دعا “الزملاء الى دعم المضربين عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم”.