Site icon IMLebanon

حوار “طرشان”.. فوق “الزبالة”!

 

ذكرت صحيفة “النهار” أنه على رغم الدعم السياسي الواسع للتجربة الجديدة التي دعا اليها رئيس المجلس نبيه بري والتي حظيت أيضاً بتشجيع ديبلوماسي عربي وغربي، تواجه المحاولة الناشئة محاذير معروفة أبرزها تناقض “الاجندات” السياسية للمدعوين الى الحوار وخصوصاً حيال ازمة الفراغ الرئاسي والعناوين الاخرى ومنها قانون الانتخاب الامر الذي يثير غبارا كثيفا حول السيناريوات المطروحة لمسار الحوار وامكانات استكماله وبلوغه خواتيم توافقية ايجابية.

وفي انعكاس لمناخ اهتزاز الثقة بين الاطراف المتحاورين، تساءلت مصادر وزارية في قوى 14 آذار عبر “النهار” عما إذا كان الهدف من وضع بند رئاسة الجمهورية في طليعة بنود الحوار النيابي الذي سيطلقه الرئيس بري غداً هو جلب كل الاطراف المعنيين الى الطاولة ومن ثم الانتقال الى بند آخر حالما تظهر تعقيدات في البند الاول.

وأوضحت أن هذا التساؤل مرده الى التصريحات الاخيرة التي أطلقها راعي الحوار الرئيس بري وخصوصاً اقتراحه الانتقال الى بند قانون الانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه بما يلاقي مطلب العماد ميشال عون بدعم من حليفه “حزب الله”. ولفتت الى أن التخوّف الأكبر ليس من مقاطعة الحوار بل من اقتصاره على جلسة واحدة مما أوحى أن الرئيس بري يفتش عن مخرج لتأجيل الحوار، مشيرة الى أن بري قال إن مقاطعة طرف واحد الدعوة الى الحوار تكفي لتأجيله.

وفي سياق متصل، قام السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل بزيارة للرئيس بري في عين التينة. ورشحت معلومات مفادها بأن زيارة هيل لرئيس المجلس هدفها الاعلان عن دعم الحوار النيابي الذي سينطلق غداً وعن دعم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال المجلس الحالي. وأوضحت ان السفير هيل أكد أن بلاده مهتمة باستقرار المؤسسات في لبنان، فكما سبق لها ان دعمت الجهود للحفاظ على الحكومة الحالية، فهي تدعم أيضا استقرار مؤسسة مجلس النواب.

صحيفة “السفير” كتبت: “يقول الرئيس نبيه بري إنه لا يشعر أنه محاصر في مجلس النواب في 9 أيلول. عمليا، الوقائع يوم غد وما بعده، تقول غير ذلك.

هو، ومن معه، والغالبية العظمى من السياسيين ممّن لم تشملهم الدعوات للجلوس الى طاولة الحوار، هم عبارة عن مجموعة محاصرة بين لغمين: الاول، داخل قاعة الاجتماعات حيث يحمل جدول الاعمال بحدّ ذاته كبسة تفجيره مع كل الاحزمة الناسفة التي زنّر المتحاورون بها أنفسهم قبل الدخول الى قاعة التنظير. الثاني، «الحزام الشعبي» الاعتراضي الذي يطوّق الحكومة ورموز السلطة منذ 22 آب.

في الداخل سيُقال الكلام نفسه وسترفع الفيتوات ذاتها، وتنصب المتاريس عند الحاجة لتعطيل الغاية من الحوار حين تتعارض مع مصالح الداعين اليه أو المشاركين فيه…

قمّة المفارقات حين تُرصد على ألسنة بعض الزعماء، المعنيين الاساسيين بالحلول الصعبة، عبارة نعي لهذا الحوار حتى قبل أن يبدأ. وفي أقصى درجات التفاؤل الرهان على أنه لن يصمد طويلا لأن موانع “التسهيل” لا تزال أكثر بكثير من مؤشّرات “التليين” والتمهيد لفكفكة عقد الازمات. سؤال واقعي وبسيط يطرح نفسه: ما الذي ستخترعه طاولة الحوار لأزمة رئاسة مستعصية منذ سنة وثلاثة أشهر ونصف الشهر، ولقانون انتخابي يحتاج الى معجزة؟.

وأضافت: “لا حرج في فشل المتحاورين مرّة جديدة ما دام الفشل ماركة مسجّلة باسم الطاولة منذ العام 2006، و”الانكى” أنها جذبت نفس زعامات ووجوه الازمة، و”رُكّبت” على عجل فوق أكوام من الزبالة تستقيل بسببها حكومات ومجالس نيابية، لكن في لبنان تدفع «رائحتها» أهل النزاع الى المزيد من جولات «الدردشة العقيمة”.

لكنّ إحراج الخارج ليس أخفّ وطأة من إحراج الداخل.. لا تقف المسألة عند اضطرار مواكب ضيوف الرئيس بري الى شقّ جبال النفايات للوصول الى قاعة “حوار الطرشان”، بل في الضغط الذي يمكن أن يقوم به أهل الحراك المدني من أجل دفعهم الى “التشمير” عن زنودهم، ليدخلوا عصر الحلول السريعة لأزمات ملحّة وخطيرة لم تعد تحتمل ترف التنظير وتضييع الوقت.