أثارت قضية وفاة الشقيقين يحيى وزكريا حسن حمد من بلدة العوادة في وادي خالد الذعر والقلق في المنطقة جراء إصابتهما بـ”داء الكلب”، وفتح ملف هذا الداء الذي تتسبب بانتشاره الكلاب الشاردة في منطقة وادي خالد دون اي مكافحة لها.
واكد طبيب القضاء الدكتور حسن شديد “ان النتائج المخبرية اثبتت اصابة الشابين المتوفين بالداء جراء تعرض الشاب يحيى حمد ( 25 سنة) الى عضة كلب شارد، وقد توفي منذ عشرة ايام”، مؤكدا انه “لو أعطي اللقاحات اللازمة في حينها لما تدهورت حالته الصحية”. وقال: “يبدو ان الشاب يحيي بدوره عض شقيقه زكريا حمد (24 سنة) فاصيب بالداء، وقد تدهورت صحته لانه لم يأخذ اللقاحات ايضا وتوفي صباح الاثنين”.
وأعلن شديد “انه تمت محاصرة الاصابات ضمن العائلة والمحتكين بها بعد ان تناولوا اللقاحات اللازمة”، موضحا “ان العينات ارسلت الى تونس لاجراء الفحوصات المخبرية المعمقة”.
ودعا جميع المواطنين “في حال تعرضهم لاي عضة من حيوان شارد او خدش من حيوانات سواء من كلب او جرذون او غير ذلك الى المسارعة الى المستشفى الحكومي لاخذ اللقاحات اللازمة، وهي كافية، للحد من المضاعفات”.
من جهته، اوضح مختار العوادة فايز العبد الله “ان يحيى حمد الذي توفي منذ عشرة ايام تم نقله في ساعة متأخرة من الليل الى مستشفى السلام في القبيات، وهو مصاب بنوبة عصبية شديدة. وقد رفضت المستشفى استقباله بحجة انه يحتاج الى دار الصليب وان حالته العصبية هي حالة نفسية. وتمت اعادة يحيى الى المنزل حيث تفاقمت حالته في اليوم الثاني، فجرى الاتصال بالصليب الاحمر اللبناني الذي عمل مشكورا على نقل يحيى الى بيروت. وبدأت تتدهور حالته الصحية في الطريق، فارتأى عناصر الصليب الاحمر اسعافه في احدى مستشفيات جونية، حيث كشف عليه الطبيب الشرعي واجريت له فحوضات مخبرية، وتبين ان يحيى مصاب بداء الكلب وتوفي في وقت لاحق في المستشفى، وقد تم استدعاء افراد عائلته لاجراء اللقاحات اللازمة لهم.
وأشار المختار الى ان العوارض بدأت تظهر على زكريا حمد شقيق يحيى والذي كان قد تعرض للعض من قبل شقيقه في مرحلة سابقة. وعلى الفور تم نقله الى مستشفى حلبا الحكومي التي اخذت عينات اثبتت اصابته بداء الكلب.
ودعا العبد الله المسؤولين الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمكافحة الكلاب الشاردة.
اما الدكتور بري الاسعد الذي عاين الشقيقين حمد فقال: “منذ البداية، شخصت الاصابة بانها داء الكلب، فقد ظهرت مؤشرات وعوارض الداء على زكريا تشابه العوارض التي ظهرت على شقيقه يحيى، منها الخلل الدماغي والنفسي والقلق ورهاب الماء والقلق وسيلان الريق. بداية انكر الاهل اصابة احد منهم بعضة كلب، ثم تذكروا لاحقا ان يحيى تعرض منذ اسابيع عدة لعضة كلب شارد، والمعروف ان الاصابة لا تظهر عوارضها الا بعد مرور ما يقارب خمسة عشر يوما. كما اقدم يحيى بعد بلوغه مرحلة متقدمة من الاصابة على عض شقيقه زكريا وهي احدى عوارض الداء الفيروسي”.
ودعا الدكتور الاسعد الى “مكافحة الكلاب الشاردة واجراء اللقاحات للموجودين في محيط المصابين وتأمينها في مستشفيات المنطقة”، موضحا ان داء الكلب هو مرض فيروسي ينتقل من لعاب المصاب به الى انسان آخر عبر الجروح”.
وزارة الصحة
يذكر ان وفدا من وزارة الصحة برئاسة الدكتور عمر دبليز قد زار العائلة واخذ عينات منها. كما طلب محافظ عكار عماد لبكي من البلديات القيام بحملة لمكافحة الكلاب الشاردة في كل القرى والبلدات.