IMLebanon

«الأشغال» تموّل خط الكهرباء لمجمّع بري

ghazi-zaaiter-new-1
آمال خليل

شارفت وزارة الأشغال العامة على إنجاز أشغال استحداث مخرج كهربائي في محطة التحويل الرئيسية في النبطية، لزوم مشروع إقامة بنى تحتية، إنارة عامة وإمداد تغذية، لمصلحة مجمع شوكين الطبي في شوكين. وبحسب شرح المشروع المقدم إلى بلديات المنطقة، التي تمر الحفريات في نطاقها، فإن الوزارة لزّمت المشروع لشركة يامن للتجارة العامة والمقاولات بكلفة تبلغ مليارين و247 مليون و504 آلاف ليرة لبنانية، مصدر اعتمادها من موازنة الوزارة للعام الحالي.

يهدف هذا المشروع الى مدّ المجمع الحديث بخط نقل كهرباء خاص به، يمتد من محطة الكهرباء عند دوار كفر رمان على مدخل النبطية الشمالي حتى شوكين مروراً بميفدون، وذلك لفصل حاجات هذا المجمع عن بقية المشتركين ومنحه امتياز الحصول على تغذية كهربائية دائمة بلا تقنين. وبحسب مصادر مواكبة للمشروع، فإن المخرج الكهربائي موصول بخط التغذية الدائمة 24\24، الذي تتصل به المؤسسات العامة والمستشفيات الحكومية في مدينة النبطية.
لماذا حظي مجمّع شوكين الطبي بهذا الامتياز؟ هذا المشروع يعود الى عبدالله بري، نجل رئيس مجلس النواب نبيه بري. عند هذا الحد من التعريف يبطل العجب. فكيف إذا كان وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر هو عضو في كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها الرئيس بري؟ عندها يصبح واضحاً السبب الذي دفع الوزارة إلى اقتطاع أكثر من ملياري ليرة من موازنتها العامة لأجل تحقيق منفعة سياسية خاصة، علماً بأن من شروط إنشاء مؤسسة خاصة توفير محطة كهرباء خاصة بها. لكن ما حاجة المجمع إلى أن يتكبّد تكاليف إضافية ما دامت الوزارة من أهل البيت!
يمر الخط الكهربائي الخاص من تحت أرجل المعتصمين الذين يتنادون يومياً في النبطية لإسقاط النظام الفاسد. الأشغال والحفر ترافق المعتصمين من دوار كفررمان مروراً بجادة نبيه بري إلى مدخل النبطية الجنوبي.
في عام 2013، ظهر أول ملامح مجمع شوكين فوق مشاعات تلال شوكين. هذه المشاعات التي تملّكها آل عسيران، انتقلت إلى بري الابن. إلى جانب الطريق، رفعت لافتة أشارت إلى أن الأشغال في المكان هي لتشييد مجمع مدرار التابع لجمعية مدرار الخيرية التي يديرها بري وعقيلته دنيا حراجلي (ابنة وزير الأشغال الراحل علي حراجلي). بالاطلاع على موقع الجمعية على شبكة الإنترنت، يتبين أن المجمع الذي شارف على الانتهاء، سيضم مستشفى وداراً للمسنين ومركزاً لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات ومسرحاً وقاعة معارض وأنشطة. ويبشّر القيّمون عليه بأنه «في ظل غياب خدمات الدولة أو عجزها عن تغطية الحالات التي خلفتها الحروب والاعتداءات الاسرائيلية أو تلك الناجمة عن هجرة الأدمغة والشباب إلى الخارج، عدا عن النزوح الكبير، وعلى الرغم من مشاريع العمران والتنمية التي حظي بها الجنوب على مدى العقدين الماضيين، إلا أنها تبقى بحاجة إلى جهود مضاعفة، من هنا كان المجمع مترامياً على مساحة 34 ألف متر مربع».
في وصف جمعية مدرار، ورد على الموقع أنها «لبنانية غير حكومية أنشئت عام 2009، تركز نشاطها على الأعمال الإنسانية وبرنامج محاربة الفقر والحرمان، وأنها عملت في السنوات القليلة الماضية على تنفيذ مشاريع إنمائية في الجنوب، منها حفر آبار مياه، وتقوم حالياً بمشاريع عدة على المستوى التربوي والصحي والأمن الغذائي وإعادة التأهيل والتطوير الزراعي».