أصدر رئيس الحكومة تمام سلام مذكرة تقضي بإقفال كل الإدارات العامة والبلديات غداً الاربعاء باستثناء المستشفيات والمستوصفات الصحية والدفاع المدني بسبب العاصفة الرملية التي تضرب لبنان.
وجاء في نصّ المذكرة التي حملت الرقم 19/2015: “نظراً للعاصفة الرملية القوية التي تضرب مختلف المناطق اللبنانية، والتي تحجب الرؤية بشكل شبه كامل وتعيق حركة السير وتسبّب أضراراً صحية بالغة الخطورة، وتفادياً للمزيد من المخاطر على صحة وحياة المواطنين، وبما أنّ توقعات الأرصاد الجوية تفيد باستمرار العاصفة الرملية، لا سيما في محافظتي بعلبك ـ الهرمل وعكار، وفي ظل ازدحام المستشفيات، وتجنباً لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من المرضى نتيجة لهذه العاصفة، وبناءً على اقتراح وزير الصحة العامة، وبما أنّه يقتضي المبادرة الى اتخاذ أقصى الاجراءات الفورية التي تستوجبها المحافظة على سلامة المواطنين وصحتهم، بناء على ضرورات المصلحة العامة:
أولاً: تقفل جميع الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات يوم يوم الاربعاء 9/9/2015.
ثانياً: تستثنى من الاقفال المستشفيات الحكومية والمراكز والمستوصفات الصحية العامة ووحدات الدفاع المدني والاطفاء والاسعاف كافة.
ثالثاً: يطلب الى الادارات العامة المعنية ومسؤوليها والعاملين لديها والى القوى الأمنية البقاء على جهوزيتها القصوى والتنسيق فيما بينها من أجل اتخاذ جميع التدابير والاجراءات التي تقتضيها مواجهة هذه العاصفة والعمل بأقصى طاقاتها لدرء نتائجها وأضرارها”.
كما قرّر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب اقفال المدارس الخاصة التي كانت بدأت عامها الدراسي الجديد، غداً الاربعاء، وذلك “نظراً لاستمرار العاصفة الرملية التي تضرب مناطق عديدة من لبنان وقد تسببت بانعدام الرؤية والإختناق في كثير من المناطق”، وفق بيان صادر عن وزارة التربية. ودعا الوزير القائمين على هذه المدارس إلى الإلتزام بهذا القرار تحت طائلة المسؤولية، وحفاظاً على التلامذة من ايّ خطر.
وكان عُقد في وزارة الصحة العامة إجتماع موسع عصر اليوم الثلاثاء، في مكتب وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور لمتابعة تداعيات العاصفة الرملية التي تضرب لبنان.
وإثر الإجتماع، أعلن الدكتور بهيج عربيد ممثلاً الوزير أبو فاعور، أنّه “تم تسجيل ثلاث وفيات و1724 حالة إختناق حتى الآن نتيجة العاصفة الرملية”. ونبه إلى أنّ “الغبار لا يؤدي إلى الاختناق أو إلى أمراض الرئة فحسب إنّما يؤدي إلى انتشار الفيروسات والبكتيريا ويشكل وسيلة نقل للأمراض على أنواعها، لا سيما لدى الفئات الاكثر عرضة من كبار السن والاطفال والحوامل ومرضى الحساسية والربو والامراض الرئوية المزمنة ومرضى القلب”.
وأعلن عن الإجراءات الوقائية التي تطلب وزارة الصحة العامة من المواطنين اتخاذها للحماية:
أولاً: تجنب الهلع والخوف، والتصرف بهدوء.
ثانياً: تفادي الخروج وملازمة المنازل وإحكام إغلاق النوافذ وتشغيل المكيفات في حال توافرها.
ثانياً: عدم ممارسة الرياضة، كونها تتطلب تنشقاً كبيراً للهواء.
ثالثاً: عدم تناول الاطعمة المكشوفة الجوالة.
رابعاً: وضع الكمامات الواقية او منشفة مبللة ووضع النظارات لحماية العيون.
خامساً: تناول الكثير من السوائل خاصة الماء.
سادساً: استنشاق بخار الماء لتنظيف الأنف من الغبار.
أمّا في حال ضيق التنفس وانخفاض ضغط الدم فيجب التوجه الى أقرب مركز صحي او الاتصال بالطبيب، كذلك في حالات السعال والصداع والالتهاب بالعين.
واشار عربيد الى أنّه “تم توزيع 25 ألف كمامة بالتعاون مع الجمعيات المختصة ومنظمة الصحة العالمية، مذكراً بقرار وزير الصحة معالجة المواطنين المتضررين صحياً من العاصفة الرملية على نفقة الوزارة، فضلاً عن وضع كافة المراكز الصحية على الأراضي اللبنانية بحال استنفار”، معلناً عن “إغلاق دور الحضانة على كافة الأراضي اللبنانية يوم غد الاربعاء”.
إلى ذلك، ونظرا للأحوال الجوية التي يشهدها لبنان، أعلنت وزارة الصحة العامة حالة الاستنفار من خلال شبكة الرعاية الصحية الاولية والترصد الوبائي والمستشفيات الحكومية والخاصة المتعاقدة مع الوزارة، وكذلك من خلال الصليب الاحمر اللبناني لمتابعة الرضع”، داعية “المواطنين إلى عدم الهلع والخوف والتقيد بالإرشادات والتوجيهات الصادرة عن الوزارة”.
وكان أعلن رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مارك وهيبي أنّ “مصدر العاصفة هو الحدود العراقية – السورية، وقد غطت لبنان منذ مساء أمس وتستمر اليوم وغداً وتنحسر الخميس”، مشيراً الى انّنا “لم نشهد لها مثيلاً منذ ربيع العام 1998، والتي كانت أشدّ من التي نشهدها الآن ومن مصدر مختلف”.
وأكد أنّ “الكتل الهوائية طبيعية وكذلك موجة الغبار والرمال”، محذّراً “المواطنين في المناطق الشمالية والبقاعية من الرؤية السيئة ودعاهم الى البقاء في أماكن محمية نسبيا من الغبار”.
أخبار ذات صلة
بالصور.. العاصفة الرملية تضرب لبنان من أقصاه الى أقصاه