يستمر لبنان لليوم الثاني على التوالي تحت وطأة العاصفة الرملية التي تضربه منذ يوم أمس الإثنين. وفي هذا الاطار، أعلن رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مارك وهيبي أنّ “مصدر العاصفة هو الحدود العراقية – السورية، وقد غطت لبنان منذ مساء أمس وتستمر اليوم وغداً وتنحسر الخميس”، مشيراً الى انّنا “لم نشهد لها مثيلاً منذ ربيع العام 1998، والتي كانت أشدّ من التي نشهدها الآن ومن مصدر مختلف”.
وأكد أنّ “الكتل الهوائية طبيعية وكذلك موجة الغبار والرمال”، محذّراً “المواطنين في المناطق الشمالية والبقاعية من الرؤية السيئة ودعاهم الى البقاء في أماكن محمية نسبيا من الغبار”.
ونتيجة سوء العاصفة، قرّر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب اقفال المدارس الخاصة التي كانت بدأت عامها الدراسي الجديد، غداً الاربعاء، وذلك “نظراً لاستمرار العاصفة الرملية التي تضرب مناطق عديدة من لبنان وقد تسببت بانعدام الرؤية والإختناق في كثير من المناطق”، وفق بيان صادر عن وزارة التربية. ودعا الوزير القائمين على هذه المدارس إلى الإلتزام بهذا القرار تحت طائلة المسؤولية، وحفاظاً على التلامذة من ايّ خطر .
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني ـ قسم العلاقات العامة والإعلام في بيان اليوم انه تم نقل 250 حالة صحية إلى المستشفيات”. وقال: “على إثر الموجة الرملية التي تضرب لبنان والتي غطت معظم المحافظات وتركزت في المناطق الشمالية والبقاعية، وأدت إلى ارتفاع حرارة الطقس كما أدت هذه الموجة إلى حصول حالات اختناق وصعوبة في التنفس، نقل الصليب الأحمر اللبناني منذ أمس وحتى ظهر اليوم الثلاثاء أكثر من 250 حالة صحية إلى المستشفيات، إضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية لعدد كبير من الأشخاص لم تستدع حالتهم نقلهم إلى المستشفيات، والجدير ذكره أن حالات كثيرة تم نقلها إلى المستشفيات بوسائل خاصة”.
واشار الى ان “هذه الموجة من الرمل والغبار تؤثر سلبيا على من يعانون من الحساسية في العيون وفي المجاري الهوائية وخصوصا مرضى الربو، لذا ينصح كل من يعاني من هذه المشكلات أخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة وعدم الخروج لحين انتهاء الموجة”.
وذكر المواطنين بأنّه يتلقى نداءات الطوارىء على الخط المجاني 140.
وتوفيت إمرأة سورية تدعى عائشة حسين واوا (58 عاما) كانت تعاني من الربو، في بلدة المونسة في جبل عكروم، بسبب العاصفة الرملية، وذُكر أنّ محمد ابراهيم من بلدة الخريبة شرقي بعلبك توفي أيضًا اختناقاً من جراء العاصفة، كذلك توفيت إمرأة مسنة من آل النمر في بلدة أنصار البقاعية بسبب تعرضها لضيق في التنفس، إضافة الى جمانة.ع.ل في مستشفى بعلبك الحكومي وهدلا.أ.ع في مستشفى تمنين.
وتعرضت منطقة النبطية للعاصفة الجوية الصفراء، حيث حجب الغبار الاصفر الرؤية، وخفت حركة السير في الشوارع والتزم المواطنون منازلهم تخوفا من الاصابة بالحساسية والربو نتيجة الغبار الذي غطى الاجواء وحجب الرؤية من مسافة مئة متر على الاقل، هذا ما اضطر السائقين لقيادة السيارات بتأن على الطرق تخوفا من الانزلاقات لعدم الانقشاع الواضح، كما غطت طبقة رقيقة من الغبار السيارات المتوقفة، ووضع المواطنون كمامات على انوفهم تخوفا من تنشق الغبار بعد نصائح تلقوها من المستشفيات والاطباء.
ووزعت عناصرالشرطة البلدية في مدينة بعلبك مئات الكمامات على السيارات والمارة للتخفيف من اضرار العاصفة الرملية التي تجتاح المنطقة منذ امس.
وازدحمت المستشفيات في البقاع الشمالي جراء العاصفة بحالات الاختناق وضيق النفس (عبوق وامراض تنفسية والربو ونوبات التنفس) وتوزعت على الشكل الآتي: مستشفى دار الامل الجامعي 90 حالة، “مستشفى الريان” 30 حالة، “مستشفى الططري” 25 مدنيا و7 من الجيش، “مستشفى دار الحكمة” 80 حالة و”مستشفى المرتضى” 23 حالة.
ونقل الى مستشفى مرجعيون منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم أكثر من خمسين حالة ضيق تنفس لمواطنين من منطقة مرجعيون معظمهم من كبار السن وبعض الاطفال.
وقد عالج الاطباء معظم هذه الحالات في قسم الطوارىء فيما يتوقعون ارتفاع العدد بسبب استمرار العاصفة.
وتحول المستشفى الى خلية طوارىء ووضع معظم الأطباء بحال تأهب لمعالجة المرضى والحالات الطارئة بسبب استمرار العاصفة وارتفاع درجات الحرارة.
كذلك تم نقل 11 شخصا من بلدة عيات في منطقة الجومة في عكار الى مستشفيات حلبا، نتيجة اصابتهم بضيق تنفس جراء العاصفة الرملية، حسب ما افاد رئيس البلدية السابق خالد الاحمد الذي اوضح ان “8 حالات غادرت المستشفيات وبقي 3 حالات تخضع للمعالجة”.
واوضح طبيب القضاء حسن شديد ان “هناك ما لا يقل عن ستين حالة ضيق تنفس سجلت حتى الان في عكار، وقد غصت مستشفيات المنطقة والمراكز الصحية العامة والخاصة بالمصابين الذين تمت معالجة القسم الاكبر منهم، في حين تم تحويل الحالات الاكثر شدة الى المستشفيات”، ناصحا المواطنين بـ”استخدام الكمامات اثناء تنقلاتهم خارج منازلهم خاصة الذين عندهم اعراض سابقة من ربو وحساسية، وتشغيل المراوح الهوائية والمكيفات في الاماكن المغلقة”.
وأفاد صيادلة، عن “ارتفاع نسبة شراء أدوية الربو والحساسية بشكل كبير”. وبدت العاصفة، صباح اليوم، أقل شدة من البارحة، ما سمح بعودة تدريجية لحركة السيارات والتنقلات، وسير العمل بشكل عادي في المؤسسات الخاصة والرسمية واتحاد بلديات الجومة والبلديات.
وحطت العاصفة الرميلة صباح اليوم رحالها في مدينة زغرتا وقرى وبلدات القضاء، حيث استفاق الاهالي فجرا على موجة من الحر الشديد، مصحوبة بغبار كثيف غطى سماء المنطقة وصولا الى المرتفعات الجبلية، حاجبا الرؤية على مسافات قريبة جدا، في ظاهرة قل نظيرها في المدى المنظور، ووصل الغبار الى شرفات المنازل، وداخل البيوت، وغطى السيارات بشكل كثيف. فيما لازم معظم الناس منازلهم، خصوصا الاطفال، خوفا من اي اصابات في جهازهم التنفسي.
وضربت العاصفة الرملية المنطقة حاملة معها الرمول وسوء الرؤية مع ارتفاع بدرجات الحرارة وغبار أحمر لم تشهده المنطقة من قبل، ما اضطر المواطنين الى اضاءة مصابيح سياراتهم بسبب سوء الرؤية.
وأعلنت وزارة الصحة العامة في بيان “حال الاستنفار نظرا للأحوال الجوية التي يشهدها لبنان، من خلال شبكة الرعاية الصحية الاولية والترصد الوبائي والمستشفيات الحكومية والخاصة المتعاقدة مع الوزارة وكذلك من خلال الصليب الاحمر اللبناني لمتابعة الوضع”.
وطلبت الوزارة من المواطنين و”بخاصة من يعانون أمراض الربو والحساسية والامراض الرئوية المزمنة وامراض القلب، كذلك كبار السن والاطفال والحوامل، ملازمة منازلهم وتجنب التعرض للغبار واستعمال الادوية الموصى بها من قبل اطبائهم، واستعمال الكمامات الواقية من الغبار في حال الاضطرار الى التنقل خرج منازلهم، علما ان الكمامات والادوية الاساسية للحساسية متوفرة في المراكز الصحية. أما في حال ضيق التنفس، يطلب اليهم التوجه الى أقرب مركز صحي او الاتصال بطبيبهم”.
وطلبت من “المواطنين كافة وخصوصا من يقودون سياراتهم توخي الحذر في حال صعوبة الرؤية للحفاظ على سلامتهم”.
ولمزيد من الاستفسارات عممت الرقمين 1214 أو 03538878.
كذلك عكار نالت حصّتها من العاصفة الرملية، حيث ضربت المحافظة بأكملها، وغطى الرمل الاحمر الطرقات والبيوت والأشجار، وتسببت العاصفة بحالات اختناق كثيرة، خصوصا المواطنين الذين يعانون من الربو والحساسية، وقد تم علاجهم محليا في مناطقهم، من قبل عناصر الدفاع المدني، بالتعاون مع الصليب الأحمر.
وفي اتصال مع الرئيس الإقليمي للدفاع المدني في حلبا خضر طالب عن حالة الرؤية في طرقات عكار أفادنا بما يلي:
– القبيات: الرؤيا فيها 30 بالمئة تقريبا.
– عكار العتيقة: الرؤيا فيها بين 40 و45 بالمئة.
– طريق الجرد: الرؤيا تقريبا 30 بالمئة.
أما باقي الطرقات هناك ضباب ولكن الرؤية عادية.
أمّا اهالي قرى منطقة مرجعيون فاستفاقوا على الغبار يغطي سماء المنطقة وصولا الى داخل المنازل متسببا بسوء في الرؤية على الطرق صباحا، ولازم معظم المواطنين منازلهم خصوصا الاطفال.
واستقبل مستشفى حاصبيا الحكومي 12 حالة اختناق بسبب العاصفة الرملية وقد غادر ستة منهم ولا يزال الباقون يتلقون العلاج اللازم على نفقة وزارة الصحة بناء لتوجيهات وزير الصحة وائل ابو فاعور.
روابط ذات صلة: