أكد المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي خلال رعايته ورشة عمل حول مشروع الإدارة البيئية للمرافئ من أجل تنمية مستدامة، ان «تحقيق هذه المشاريع وسواها تتطلب العمل يدا بيد من أجل وضع خارطة طريق لتحديد الخطوات المستقبلية لضمان نجاح هذا المشروع«، مشيرا الى ان لبنان ملتزم بتطبيق كافة بنود خطة العمل الإقليمية في ما يتعلق بالنقل البحري والبري وتطبيق التشريعات اللبنانية«.
وحضر الورشة التي نظمتها مصلحة إستثمار مرفأ طرابلس وجامعة المنار في طرابلس وبالتعاون مع نقابة المهندسين رئيس بلدية طرابلس رئيس إتحاد بلديات الفيحاء المهندس عامر الطيب الرافعي، رئيس جامعة المنار الدكتور سامي منقارة، عضو مجلس إدارة مرفأ طرابلس محمود سلهب ومدير المرفأ أحمد تامر، نقيب المهندسين ماريوس بعينين، سفير إيطاليا في لبنان ممثلا بفيدريكا ماتزوتا، والبروفيسور في جامعة جنوى بإيطاليا ومنسق المشروع كورادو ساكينوني وحشد من المهندسين والمهتمين.
بعيني
بعد كلمة ترحيب من أحمد درويش، ألقى بعيني كلمة قال فيها: «ان إنشاء شبكة تعاون، لتبادل الخبرات والمعلومات بين مراكز الأبحاث والمرافئ لتحديد أفضل الممارسات وإختيار التقنيات الفعالة، التي يمكن تطبيقها في مرافئ دول البحر المتوسط، هو أمر قد يساعد السلطات، وإدارة المرافئ والمستفيدين منها في تحقيق أعلى مستوى من الإستدامة«. وامل أن «نرتقي بمرفأ طرابلس، بعد تجهيزه بالتقنيات اللازمة الى مستوى المرافئ العالمية، لنتمكن من رصد التلوث في الهواء والمياه والحد منها، وتطبيق بعض الممارسات الإدارية، والإجراءات الفعالة، وتحضير خطة طوارئ لمكافحة الحرائق وإدارة النفايات الصلبة، وإنشاء قنوات إتصال، وشبكة تعاون، بين مختلف مرافئ البحر المتوسط، والجامعات ومراكز«.
سكينوني
ثم تحدث سكينوني، فقال: «ان مؤتمرنا هذا ضروري لإطلاق عملية تنفيذ هذا المشروع الكبير ولنطبق نتائج ما توصلنا إليه مع كافة شركائنا والأطراف الأخرى سواء في جامعة المنار ومرفأ العقبة والشركاء اليونانيين«، مشيرا الى انه «واجهتنا في مرفأ طرابلس مشاكل تتعلق بالمياه والتلوث والضجيج وتمكنا من الوصول إلى حلول إيجابية ونأمل من الإتحاد الأوروبي تسليط الضوء على أهمية المتوسط في إطار التأكيد على التنمية المستدامة التي بتنا بحاجة لها لإيجاد الحلول لمشاكلنا المشتركة«.
منقارة
وتحدث منقارة، فقال: «أن القيام بالبحث العلمي في إطار تعاون مع الجامعات والمراكز العلمية والمؤسسات المعنية بالبحث يهدف الى ترسيخ أهمية الإنفتاح على الآخر لدى الطلاب والفوائد المجنية من خبرات الشركاء في البحث الجاري إعداده. كذلك فإن إختيار مواضيع البحث يرتدي أهمية من حيث أنه يجب أن يصب في خدمة المجتمع الذي نعيش فيه فيعالج المشكلات التي يعاني منها فلا تكون الغاية منه مجرد بحث نظر«. وأضاف: من هنا جاءت موافقتنا على البحث عن التلوث الناجم عن وجود مرفأ في المدينة والتي تعاني من مصادر عديدة للتلوث ينبغي التطرق إليها وإيجاد حلول لها لتنقية أجواء مدينة سكنية لقبت بالفيحاء، لأنها كانت تعبق تاريخياً بالهواء النظيف المعطر بزهر الليمون بينما نجدها اليوم ترزح تحت رزاز حبيبات الفحم المكدس في المرفأ خدمة لجهات سياسية تدعي أنها تخدم المجتمع«.
سلهب
وألقى سلهب كلمة، قال فيها: «إستطعنا مع شركائنا أن ننشئ شبكة واسعة للتعاون العربي والأوروبي من أجل تبادل الخبرات والمعلومات بين مراكز الأبحاث والمرافئ«. وأضاف: « مشيرا الى «اننا إستطعنا في مرفأ طرابلس أن نضع خطط عمل وآليات واضحة لقياس ورصد أهم مؤشرات تلوث المياه والضجيج، كما جهزنا المرفأ بالتقنيات اللازمة لرصد التلوث بكافة أنواعه وأنشأنا قاعدة بيانات حول معدلات تلوث الهواء. وقمنا بتحضير خطوط وإرشادات توجيهية من شأنها أن تساعد السلطات الإدارية والعاملين في المرفأ أن يضمنوا إدارة بيئية مستدامة في المرافئ، كما إستطعنا أن نطبق كافة الإجراءات والتقنيات للتخفيف قدر المستطاع من التلوث«.
متزوتا
وتحدثت متزوتا، فقالت: «نحن هنا لنناقش أهمية المشروع الذي نلتقي من أجله وللبحث في آثاره البيئية على إدارة المرافىء وعلى التنمية المستدامة وكل هذه الأمور هي عناصر أساسية لتحسين الحياة المعيشية والبيئية إنطلاقا من هذه الخبرات الكثيرة والمبادرة من الإتحاد الأوروبي لتسليط الضوء على أهمية التعاون بين إيطاليا ولبنان وتحديدا مع بلدية طرابلس لضمان سلامة السكان في ما يتعلق بالتطور الحضاري، والمجتمع اللبناني«.
أضافت: «ان العمل مستمر مع ايطاليا للتوصل إلى بيئة مستدامة والتخطيط لتنفيذ العديد من المشاريع على صعيد الشؤون الإجتماعية«.
الرافعي
وتحدث الرافعي، فقال: «إن التطور اللاحق بمرفأ طرابلس هو نتيجة الجهد الجبار الذي تقوم به إدارة هذا المرفق العام، هذا التطور ومنافسة باقي مرافئ المنطقة والتقدم عليهم بفضل الخدمات والأسعار المميزة المتوافرة هنا، إضافة الى إنطلاق مشروع المنطقة الإقتصادية الخاصة، بعد تعيين الوزيرة الصديقة ريا الحسن رئيسة لمجلس إدارتها، وبدء العمل الجدي لهذا المشروع، سيزيد من أهمية مرفأ طرابلس ليصبح بإذنه تعالى بجهودنا وإخلاصنا جميعاً البوابة والأداة الحقيقية لإنماء المدينة وتطور إقتصادها، لا بل إقتصاد كل الوطن ليستفيد جميع اللبنانيين من هذا المرفق الحيوي«، مؤكدا «إن بلدية طرابلس ستبقى شريكاً أساسياً لكل مؤسسات المدينة الرسمية والخاصة الإقتصادية والإنمائية والتربوية والدينية، بالإضافة الى مؤسسات وهيئات المجتمع المدني كل ذلك في سبيل نهضة المدينة وإعلاء شأنها مهما بلغت التحديات وإشتدت الصعاب».
القيسي
وألقى القيسي كلمة تحدث في مستهلها عن «أهمية المشروع شاكرا الشركاء والجامعات ومراكز البحث والمفوضية الأوروبية في دعمها المستمر للبنان» وقال: «إن تحقيق هذه المشاريع وسواها تتطلب العمل يدا بيد من أجل وضع خارطة طريق لتحديد الخطوات المستقبلية لضمان نجاح هذا المشروع ومن أجل المحافظة على البيئة، ولبنان ملتزم بتطبيق كافة بنود خطة العمل الإقليمية في ما يتعلق بالنقل البحري والبري وتطبيق التشريعات اللبنانية«. وأكد «أهمية السعي لدراسة الأثر البيئي لكل مشروع عبر إتخاذ التشريعات التي من شأنها تعزيز الأهداف الإجتماعية وضمان سلامة البيئة ومن خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين الشركاء ،ونؤكد أننا نجحنا في وضع حجر الأساس لبيئة مستدامة«.
بعد ذلك تم عرض لمجمل المشاريع التي تم التوافق عليها ورد ممثلو المرافئ على اسئلة الحضور وجرى توضيح لكل اهداف المشروع.