رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون، ان الدولة اللبنانية بلغت مرحلة متقدمة من الانهيار، ما دفع بالمجتمع المدني الى الانتفاض في الشارع احتجاجا على عجز الطبقة السياسية وتورط عدد من اقطابها في الفساد، وهي طبقة تتألف من محورين رئيسيين وهما: الأول فريق ميليشيوي يتحكم بالبلاد ويشكل نواته كل من حزب الله وحركة امل والتيار العوني، والثاني فريق سيادي يتألف من مجموعة 14 آذار يحاول منع الفريق الأول من تهديد الدولة واسقاطها معتبرا بالتالي ان الانتفاضة الشعبية وبالرغم من كونها تسير ضد حكم الميليشيات الا ان جزءا منها هو صرخة كبيرة بوجه الفريق السيادي لعجزه عن مواجهة الفريق الميليشيوي.
ولفت بيضون في تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية الى ان المشهد في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، هو كناية عن مواجهات بين هيئات المجتمع المدني من جهة وحكم الميليشيات من جهة ثانية، بدليل مسارعة حزب الله الى انتزاع صورة امينه العام بالقوة من ساحة الاعتصام، ورد الرئيس بري على سلة الاتهامات التي وجهت مباشرة وللمرة الأولى إليه، وخروج العماد عون عن صوابه وكيله الشتائم والتهم للمتظاهرين وذهابه الى حد اتهامهم بسرقة «شعاراته الاصلاحية»، من هنا ينصح بيضون قوى 14 آذار باحتضان الحراك المدني، من خلال تأييده ودعمه وتسديد خطواته ولو عن بعد، خصوصا ان ما يطالب به المجتمع المدني يتلاقى بمضمونه وأبعاده وأهدافه مع مطالبها وأهدافها.
واستطرادا لفت بيضون الى ان العماد عون لم يتأخر بالرد على الحراك المدني، فسير تظاهرة مضادة في محاولة للتأكيد على انه سيد الساحات والوحيد القادر على تحريك الشارع، وذلك تحت عناوين موبوءة بالأوهام والتضليل والتزييف اهمها واخطرها «حقوق المسيحيين» علما ـ يتابع بيضون من باب اليقين والوقائع والصور ـ ان حزب الله متنكر باللون البرتقالي، شكل النسبة الأكبر من الحشد العوني في ساحة الشهداء.
وعن قراءته لمبادرة الرئيس بري الحوارية لفت بيضون الى ان ايران تمسك بالانتخابات الرئاسية في لبنان ورقة رابحة في مفاوضاتها حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد، والتي قد تستمر لعام او اكثر، والجدير ذكره ـ تابع بيضون ـ ان هذه المفاوضات ستبدأ العام المقبل لأن الأولوية الإيرانية في الوقت الحالي هي لملاحقة آلية تطبيق الاتفاق النووي، معتبرا بالتالي ان دعوة الرئيس بري للحوار هي مجرد عملية شراء وقت جديد لحزب الله منفذ السياسة الإيرانية في لبنان.
وختم بيضون مشيرا الى ان الاخطر من لعبة شراء الوقت، هو ان الرئيس بري دعا مجموعة اللواء علي المملوك لمحاورة قوى 14 آذار والمستقلين، وذلك للتأكيد بصورة مبطنة على ان النظام السوري مازال فاعلا في لبنان وقادرا على التحكم بقراره، وعليه ينوه بيضون بموقف القوات اللبنانية الرافض لهذه المسرحية الهزلية، وينصح تيار المستقبل بعدم المشاركة بالسياسة الانتظارية المعتمدة لصالح المسار الايراني وعلى حساب انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدا تبعا لما تقدم الا رئاسة في لبنان قبل سنة ونصف من اليوم.