Site icon IMLebanon

الراعي: بانتخاب رئيس للجمهورية تنتظم كل الامور

bechara-raii-new

 

أكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ الحل الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية لتنتظم كل الامور.

كلام الراعي جاء من عاليه إثر وصوله إلى المنطقة في زيارة راعوية تستمر 3 أيام، استهلها بزيارة مركز جمعية الرسالة الاجتماعية يرافقه راعي أبرشية بيروت وتوابعها للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، المونسنيور جوزف بويري وأمين سر البطريرك الأب إيلي خوري.

 

 

وكان في استقبال البطريرك والوفد المرافق وزير الزراعة أكرم شهيب، النواب فادي الهبر هنري الحلو وفؤاد السعد، الوزير السابق مروان خير الدين ورؤساء بلديات واتحاد بلديات منطقة عاليه وممثلون عن التيارات والأحزاب وعدد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز وإمام البلدة، وخادم رعية مار انطونيوس آلان شرتوني.

ورحب شهيب بالبطريرك، قائلاً: “لكم في كل دار دار، ولبكركي بما اعطيت واستحقت من مجد في كل فكر وطني حضورا مشرقا وفي كل قلب وطني نبض محبة. هي بكركي الرمز بكم، تكرسون اعادة الثقة وتعمقون اليوم ببركة حضوركم جذور البيت الواحد”. وأضاف: “بهذه الزيارة تضيفون مدماكا جديدًا على بناء المصالحة والثقة والمحبة المتبادلة التي أرستها في العام 2001 الزيارة التاريخية الى المختارة والجبل والتي وضعت أسس المصالحة زيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الطيب الذكر، والتي اعادت الجبل الى الجبل”.

وقال: “إننا مؤمنون معكم ان مفتاح حل أزمتنا هو انتخاب رئيس للبلاد، وبتعزيز المؤسسات وتأمين مصالح الناس، ونطمئنكم اننا في هذا الجبل سنبقى الصورة السليمة للوحدة الوطنية، ونسعى لكي تكون كما الجبل صورة الوطن”.

بدوره، شكر الراعي هذا الإستقبال وقال: “نرجو من المسؤولين أن يتحملوا مسؤولياتهم. لبنان يمرّ بحال مرض ولكنه لن يموت، وهو سيشفى بالارادة الوطنية الطيبة بالذين يخلصون للبنان ويضعونه اولا وآخرا، الذين يحملون الجمهورية، اولا السقف الاساس هو الدولة الجمهورية الشعب والمؤسسات”.

وتطرق الى مشكلة النفايات اولية لانها تتعلق بصحة شعب، وهناك باب واحد للحل، لحل كل مشاكل لبنان هي انتخاب رئيس فمن هنا ينتظم كل شيء ويعود المجلس الى عمله وتجري الانتخابات النيابية، هذا الكلام هو اجدى ما يمكن ان يقال. هنا في عاليه وبصوت عال، نقول اليد باليد لنواصل معا طريق بناء لبنان وطنا يليق بالرسالة والتاريخ والدور المنوط به”.

 

 

وأكّد الراعي في كنيسة مار انطونيوس – عاليه أننا “نعيش معا، ونشكل مجموعة، وهذا المثال في عاليه حيث العيش معا واضح ويشكل حجر اساس في هذا البناء”.

وقال: “نشكر للوزير شهيب خارطة الطريق التي وضعت كحل لمشروع النفايات، ونأمل ان تكون مدخلا الى اللامركزية، وبالنسبة للبلديات، ونتطلع الى ان يتحمل المجتمع الاهلي المسؤولية”.

وأضاف: “نحيي الشباب الذين يتظاهرون كبارا وصغارا ونحيي المضربين عن الطعام، ونشكرهم لانهم يطالبون بوضع حد للفساد وان تستعيد الدولة مسؤولياتها ويعيشون بصحة تامة، فهم يقولون اننا لا نقبل ان يعود لبنان الى الوراء”، أمّا أنا فأقول لهم أن يصوّبوا المطالب نحو مطلب اساسي وهو الباب الاساسي لكل الامور ولتلبية المطالب كافة، وهذا المدخل هو انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن”.

وتوجّه الراعي الى كيفون حيث زار حسينية البلدة، وقال:”اللقاء مع الاخوة الشيعة في هذا المكان جعلنا نجدد ايماننا المشترك بأنّ الهوية اللبنانية تكوّنت من المسلمين والمسيحيين من حيث لا ندري، وعلى الرغم من كل الازمات في لبنان وكل الاطفافات، لم نسمع كلمة واحدة تعاكس الهوية اللبنانية، لم نسمع الا هذا “اللبنان يجب أن نعيش فيه معا مسلمين ومسيحيين”.

وأضاف: “اننا حقا ابناء هوية مشتركة، لا بد ان نعمل معا من اجل بناء هذه الهوية، فلا يجوز ان تنال الاختيارات السياسية منها، لبنان يبقى قبلة الانظار وهذا العيش معا وهذا التعاون والمساواة هم اكبر دليل على ان العالم بحاجة الى هذه الشهادة اللبنانية. لذلك لا يجوز ان تطغى على هويتنا اية مشكلة. ما اجمل ان نرى فضيلة الشيخ يؤدي التحية المسيحية وهي السلام لجميعكم الى جانب التحية الاسلامية، هذا هو لبنان المتنوع الجميل”.

وفي الختام، قدّمت درع تذكارية للراعي.

وزار البطريرك الماروني والوفد المرافق بلدة مجدليا، حيث قال: “نشكر تعبكم لاعادة بناء الكنيسة واعادة ابناء الجبل اليه. لقد كونتم الصورة الحقيقية وانتم تتكلمون عن هذه البلدة اقول حرام هذه القيم، التي تشكل كل بلداتنا، حرام ان تكون مغيبة بسبب الازمات التي نعيشها وحرام ان تطمرها النفايات. من غير المقبول ان يكون لبنان العنفوان هكذا، نحيي الوزير شهيب الذي قدم خريطة طريق للتخلص من وصمة العار على جبين اللبنانيين، هذه الوصمة التي تخفي جمال بلدنا وقيمنا، وشكرا لابناء البلدة على حفاوة الاستقبال”. ثم شرب الجميع نخب المناسبة وقدمت للراعي الدروع التذكارية.

بعدها توجه الراعي الى كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس في سوق الغرب ودخل على ترتيلة “الرب ظهر لنا”، وسط حضور المؤمنين، وفي كلمة قال: “من هذه الكنيسة الارثوذكسية العزيزة، ارادنا الله ان نعيش كبطاركة على تنوعنا مع بعضنا البعض أجمل اوقات وحدتنا وتضامننا ومحبتنا، ودائما نتكلم بصوت واحد وقلب واحد ويد واحدة”.

ولفت إلى أن “العالم يعيش التنوع بدءا من العالم العربي، الذي يعيش حربا ضروسا، كذلك الامر مع الغرب الذي اجتاحته التيارات المادية واصبح كل واحد يعيش بمفرده، لا يود مشاركة الاخر. ولكن لبنان، مع كل مشاكله، لا يزال يحمل رسالته، الرسالة التي قالها البابا يوحنا في الشرق والغرب، لبنان هو نموذج للتعددية. لبنان اليوم يدفع ثمن الحرب التي يعيشها اينما كان، نسمع صراع الاديان والحضارات والثقافات ولكن لبنان يظهر العكس. وعلى الرغم من كل مشاكلنا يبقى اللبناني حريصا على الحفاظ على التنوع ولا احد يريد ان يرفض هذا التنوع، ونلعب دورا ورسالة، وكلنا يجب ان يعمل ليحافظ على اطار هذه الرسالة الا وهي الدولة اللبنانية”.

وتوجّه الراعي الى بلدة الدفون، حيث تمنّى نتمنى أن يتمكّن الشباب من بناء مساكن في هذا الجبل الجميل

وقال من بيصور إننا “نتكامل معا في هويتنا وتنوعنا”، مضيفًا: “لقد سمعنا صرخة من الحاضرين تقول كفى فراغا في الرئاسة، كفى للنزاعات، هذه صرخة الشعب ونحن نطلقها من هنا، ونقول كفى فراغا لانه ينال من كرامتنا الوطنية ومن موقع لبنان بين الدول”.

هذا، وجدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الدعوة للجماعة السياسية لإنتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً “تمثلوا بأبناء الجبل فأبناء الجبل تصالحوا وطوا الصفحة لذلك إطووا الصفحة وتصالحوا وتقاربوا فاحموا هذا الوطن”.

الراعي، بعد لقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسين، أكد أنه “لا يمكن ان نقبل ولو للحظة ألا يكون هناك رئيسا للجمهورية، فغياب الرأس يعطل كل الجسد”، مشيرًا الى أننا “لسنا بمستوى النفايات فنحن شعب فيه سمو وقيم وتاريخ وحضارة وثقافة، لذلك نرجو ونأمل ان يتحمل المسؤولين المسؤولية التاريخية”.

وأضاف: “الجبل مرّ برحلة مرّة جدا ولكن عشنا المصلاحة التي بدأها الكاردينال مار نصراالله بطرس صفير والنائب وليد جنبلاط، كنتم سباقين في بدء صفحة جديدة ونحن مع بدء صفحة جديدة لنسيان الماضي ونبني المستقبل ولكن على الماضي ان يبقى عبرة لنا”.

وختم الراعي: “هذا الجبل هنو قلبنا النابض وعمود فقري للحياة اللبنانية والكيان اللبناني وعليه كتبنا معا كل تاريخ حراكنا المشترك، وفعل الامان اليوم هو الالتزام في مسؤولياتنا المشتركة”.

بدوره، اعتبر الشيخ نعيم حسين أن “تحصين بلدنا يبدأ باعادة الآليات الدستورية ومؤسسات الحكم الى عملها الطبيعي وانتخاب رئيس للجمهورية”، سائلاً “الوطن مهدد والا يعي المسؤولون خطورة المرحلة؟”.