Site icon IMLebanon

عروس السماء.. تفاصيل الحادث الذي أودى بحياتها!

 

 

ألين التي فقدت والدها منذ أكثر من عام ونصف، خسرت حياتها على أوتوستراد زحلة الفرزل، وستبقى شابةً إلى الأبد فلم ينتظر أحد رحيلها باكراً. أمها الثكلى لم تجفَّ دموعها أبداً، شقيقتها باسكال وشقيقها شربل ستبقى الحسرة في قلبهما على وداع جاء في غير أوانه.

 

سيارة أخرى سبَّبت الوفاة

ألين مواليد العام 1993 من منطقة الفرزل طالبة إدارة أعمال في جامعة الروح القدس في زحلة، وهي من المتفوقين في الجامعة. يُخبر السيد جورج نصرالله زوج شقيقة ألين “النهار” عن تفاصيل الحادث “ألين كانت ستبدأ عامها الدراسي الجامعي الجديد يوم 9 أيلول، إلاَّ أنَّ الجامعة كانت قد أقفلت أبوابها جراء العاصفة الرملية التي تضرب لبنان. فخرجت برفقة صديقتها ريتا مطانيوس والشاب جوني ريشان. خلال عوتهم في الساعة الثالثة فجراً بسيارة كان يقودها الشاب جوني ريشان، وإلى جانبه ريتا طانوس، أما المرحومة ألين فكانت جالسةً في الجهة الخلفية. بعد وصولهم إلى أوتوستراد زحلة – الفرزل وبالقرب من كنيسة مار شربل، اقتربت منهم سيارة “زركتهم”، ما جعلهم يرتطمون بالرصيف فانقلبت بهم السيارة مرتين، وسقطت ريتا وألين من السيارة على الطريق”. “تمكَّن الشاب من سحب ريتا إلى جانب الطريق “إلها عُمْر”، بحسب السيد نصرالله، “أما ألين فلم يتمكن من مساعدتها إذ إنَّ سيارة بيكانتو- لون أحمر مرَّت على الطريق في تلك الأثناء صادمةً المرحومة، وأكملت طريقها من دون أن تتوقف. الحادث الأول لم يكن سبب وفاة ألين، ما أخبره هو النسخة الصحيحة من الحادثة، أما كل ما يُقال عن أنَّ ألين كانت تقود السيارة أو صديقتها فغير صحيح. والناس تتاجر بالخبر. فوراً، بعد الحادث اتصل أصدقاؤها بنا وأخبرونا بالحادث فهم كانوا خلفهم، إلاَّ أنَّ هول الصدمة جعلهم لا يعرفون ماذا يفعلون. ألين خسارة كبرى، ومحبوبة من الأقارب والجيران والأصحاب الذين كانوا ينتظرونها في كل حفلٍ ومناسبة، لا أعرف كي أصفها هي “عروس السماء”.

 

 

اذا عن ريتا وجوني؟

 

يشير نصرالله إلى أنَّ “والدة ريتا هي ابنة عم ألين، أُدخلت إلى مستشفى خوري العام في زحلة حيث تمَّ تقطيب رأسها 20 قطبة. اتصلت “النهار” بغرفة ريتا ابنة الثالثة والعشرين عاماً في المستشفى حيث تخضع للعلاج فأجابت سيدة على الخط أنَّ “ريتا بصحة جيدة، وهي تتماثل للشفاء”، رافضةً أن تجيب على الأسئلة مشيرةً إلى أنَّ “الوقت غير مناسب لذلك”.

أما الشاب جوني ريشان فخضع لعملية جراحية في يده، بحسب السيد نصرالله، وللاطمئنان على صحة جوني اتصلت “النهار” بمستشفى خوري إلاَّ أنَّها لم تتمكن من معرفة رقم غرفته للتأكد من وجوده والتواصل معه.

 

طرقات لبنان الأخطر في العالم

بدوره، انتقد النقيب ميشال مطران في تعليقٍ له على صفحته على موقع “فايسبوك” الحادث قائلاً: ” ألين توفّت مبارح بحادث سير على طريق زحلة- الفرزل، كانت قاعدة بالمقاعد الخلفية بلا حزام أمان، سائقة السيارة كانت ملتهية مع الراكب جنبها بصورة على التلفون، ساعة الحادث 3 فجراً يعني السائقة مصابة بالتعب والرؤية غير كافية. ألين والركاب الباقيين طاروا من السيارة، وألين رجعت اندهست من سيارة ثانية قاطعة بسرعة… ألين ضحية شبكة طرقات ونظام نقل من الأخطر بالعالم. الله يرحمها”.

 

 

 

أسئلة محقّة من يجيب عنها؟

من جهته، طرح أحد الخبراء في الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية (LIRSA)  لـ”النهار” مجموعة محقَّة من الأسئلة عن السلامة المرورية في لبنان “هل التحقيقات في الحوادث التي تجريها الجهات المعنية، والقوى الأمنية والقضاء جدية، ليتوصَّل بنتيجتها إلى تحديد أسباب وظروف وعوامل الحادث وبناء عِبَر عن هذه الحوادث؟ هل تساهم هذه التحقيقات في استخلاص استنتاجات تُبنى عليها حملات التوعية وإحصاءات دقيقة لمعرفة الأسباب الشائعة للحوادث في لبنان للاستفادة منها في حملات التوعية؟ هل سيصدر عن الحادث الذي أودى بحياة ألين تقرير يشير إلى وجود خلل في الطريق الذي سلكوه؟ هل سيصدر تقرير يشير إلى أنَّ السبب الأساسي للحادث استخدام الهاتف؟ هل تُطلب عادةً فاتورة هاتف السائق بعد وقوع الحادث؟ هل سنعرف إذا ما كانت الإضاءة على تلك الطريق كافية؟ هل ستُجرى دراسة عن السلامة المرورية على هذا الطريق؟ ماذا عن شركات التأمين في لبنان هل تكوِّن ملفات للسائقين الذين يرتكبون حوادث ويتمُّ استناداً إليها زيادة تعريفات التأمين مثل ما يحصل في الدول الأوروربية؟ متى سيتمُّ استخدام تقنية USB توضع داخل مقود السيارة، وتحفظ تفاصيل السيارة من السرعة ووضع حزام الأمان، وهذه التقنية على الرغم من أنَّ كلفتها 5 آلاف دولار فقط إلاَّ أنها غير موجودة في لبنان، ولا تملكها لا أجهزة التحقيق الرسمية ولا شركات التأمين”.

ألين ستوارى في الثرى يوم الجمعة 11 أيلول في الفرزل في صالون كنيسة سيدة النياح، هي التي لم تسمح لها الحياة باستكمال تحقيق أحلامها فخسرت حياتها جراء الإهمال والسرعة وعدم التروي في القيادة خصوصاً في ساعات الليل، في ظل الغياب الفعلي لتطبيق قانون السير الجديد، فمن سيمسَح دموع والدتها السيدة سيدي قسطنطين وأهل شبان كثر قضوا على طرق لبنان لأسباب تعددت وبقي الموت النتيجة المحتمة.