Site icon IMLebanon

ستة أخطاء لمنظمة أوبك

OPECMeeting
تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إلى الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، مشيرة إلى الأخطاء التي اقترفتها منذ ولادتها وحتى اليوم.
جاء في مقال الصحيفة:
تحتفل منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها. ولكن الخبراء يتوقعون ان هذه هي آخر ذكرى يوبيلية تحتفل بها المنظمة.
تأسست “أوبك” عام 1960 وكان الهدف من تأسيسها العمل على استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية. ولكن الخبراء يعتقدون أن المنظمة لم تعد قادرة على ذلك.
أوبك تؤثر في أسعار الذهب الأسود من خلال تخصيص حصص إنتاجية لكل عضو من أعضائها. ولكن في الفترة الأخيرة تبين ان هذه الآلية غير فعالة حاليا. ما هي أسباب ذلك وما هي الأخطاء التي اقترفتها المنظمة؟
أولا- النفط- سلعة للمضاربين.
لقد تغيرت بنية أسواق النفط العالمية، دون أن تتخذ المنظمة الإجراءات اللازمة للتفاعل مع هذه التغيرات.
كان بإمكان الولايات المتحدة تحويل النفط الى سلعة عالمية، تباع في البورصات بموجب العقود الآجلة. لقد أغفلت المنظمة الوقت الذي أصبح فيه سماسرة البورصات يحددون أسعار النفط وليس الدول المنتجة. كان بإمكان المنظمة تأسيس سوق خاص بها، وإصدار عملتها الخاصة لتسديد ثمن النفط المشترى.
ثانيا – عدم مراعاة الحصص التي حددتها للدول
تنتج الدول الأعضاء في المنظمة كميات من النفط عادة أكبر من الكمية التي خصصتها المنظمة لها.
الأسعار الحالية في اسواق النفط العالمية تؤثر كثيرا في اقتصاد الدول المنتجة. فمثلا في شهر أغسطس/آب الماضي بعد الاعلان عن عودة إيران الى سوق النفط، انخفضت أسعار النفط فورا، مقابل هذا رفعت دول “اوبك” إنتاجها بنسبة 9 بالمائة تقريبا.
ثالثا – الأنانية
ان عدم تطابق السياسة الاقتصادية للدول الأعضاء في “أوبك” يقوض وحدتها.
هناك مشاكل داخلية بين الدول الأعضاء. فمثلا توجد حاليا داخل المنظمة كتلتان. الأولى تضم كلا من فنزويلا والاكوادور والجزائر، التي تدعو الى الالتزام بالحصص المقررة ورفع أسعار النفط في أسواق النفط.
الكتلة الثانية تضم المملكة السعودية والكويت والإمارات العربية، التي تصر على ضرورة إغراق الأسواق بالنفط، بهدف تخفيض سعره. الهدف من هذا هو ازاحة النفط الصخري الأمريكي من الأسواق. طبعا هذا يسبب مشاكل اقتصادية للدول الاخرى التي وضعت خططها وميزانيتها على أساس سعر برميل النفط – 100 دولار.
رابعا – الوقوف ضد منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية “OECD ”
بعد مضي نصف عام على تأسيس منظمة “أوبك”، تأسست منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بزعامة الولايات المتحدة، التي تبذل كل ما بوسعها لزعزعة “أوبك”، التي لم تتمكن من التوصل الى حلول وسط مع المنظمة الجديدة.
إضافة لهذا لم تحدد المملكة السعودية سياستها الخاصة بشأن الولايات المتحدة: تصادقها أم تقف ضدها. هذا الغموض يؤثر على مصالح أعضاء “أوبك” وخاصة الدول التي ليس لديها علاقات مع الولايات المتحدة. مثل فنزويلا.
خامسا – النزاعات داخل الدول الأعضاء
ان عدم الاستقرار داخل عدد من بلدان المنظمة مثل العراق وليبيا، التي تعاني من الحرب الأهلية، مما يعقد عمليات استخراج النفط وتسويقه. كما ان أوضاع نيجيريا هي الأخرى غير مستقرة بسبب النزاعات القبلية والدينية. كما يلاحظ عدم استقرار الأوضاع في فنزويلا ايضا. كل هذه تسبب بانخفاض حجم النفط المصدر.
سادسا – عدم قبول الاتحاد السوفيتي في عضوية المنظمة
يشير بعض الخبراء الى أن أحد الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها “أوبك” كان عدم التوصل الى حلول وسط مع الاتحاد السوفيتي بشأن العضوية في المنظمة.
حسب رأي الخبراء، لو كان الاتحاد السوفيتي عضوا في المنظمة، لكانت بنيتها مختلفة تماما وتمكنت من تنظيم اسعار النفط في الأسواق بفعالية ملحوظة.
يقول الخبير الاقتصادي سيرغي خيستانوف ، بأنه لا يرى ما يشير الى أن “أوبك” ستعود الى سابق عهدها في تنظيم أسعار النفط في الأسواق. “المنظمة تتحلل تدريجيا، لأن الخلافات داخل المنظمة جدية، والولايات المتحدة تحاول تدميرها منذ زمن بعيد. أي من الصعوبة أن تبقى “أوبك””.
يذكر ان منظمة “أوبك” تضم 12 دولة، هي: إيران، العراق، الكويت، السعودية، فنزويلا، قطر، ليبيا، الإمارات العربية، الجزائر، نيجيريا، الإكوادور، أنغولا.
تبلغ الاحتياطيات النفطية المؤكدة في هذه البلدان 1.1 تريليون برميل، وهذا يعادل حوالي ثلثي احتياط النفط في العالم.