IMLebanon

انتفاضة بترونية واسعة ضد إقفال المستشفى

BatrounHospital
لمياء شديد
عكست، أمس، الأصوات العالية، التي ارتفعت في سماء مدينة البترون، والتي أطلقت من باحة مستشفى البترون، مدى الغضب والحزن والثورة والاستنكار لجرأة إدارة «الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي» بالتخلي عن مستشفى البترون وفسخ عقد العمل بين الصندوق والعاملين فيه.
لا حدود ولا أفق محددين للتحركات التي ستنفذها «نقابة عمال وموظفي مستشفى البترون، في الأيام المقبلة للضغط على إدارة الصندوق للتراجع عن قراراها وسحب قرارات فسخ العقد والانذارات الـ 125 التي أرسلتها للموظفين والعاملين في المستشفى، وما الخطوة الأولى في سلسلة التحركات إلا اشارة واضحة عن تحلق البترونيين حول المستشفى الذي قدم ولا يزال يقدم لهم أفضل الخدمات الطبية والاستشفائية، ويستقبل المرضى في أقسامه وأجنحته كافة، ويتلقى الدعم والمساعدات وآخرها 50 سريراً كهربائياً حديثاً كهبة من الجيش الاميركي بواسطة الجيش اللبناني.
ولأن المستشفى لا يزال مفتوحاً أمام كل طالب خدمة، كانت الانتفاضة أمس من أمام المستشفى حيث أطلقت صرخة واحدة «لا»، لا لإقفال المستشفى ولا لفسخ العقد ولا لإنهاء خدمات العاملين والموظفين.
شارك في التحرك الذي دعت اليه نقابة عمال وموظفي مستشفى البترون، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب شقيقه الشيخ كمال، ممثل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المهندس طوني نصر، النائب سامر سعاده، ممثل النائب أنطوان زهرا بيار باز، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك، رؤساء بلديات، رئيس «رابطة مخاتير منطقة البترون»، حنا بركات، رئيس «الاتحاد الصحي» توفيق المدهون، وممثلون عن «الاتحاد العمالي العام» رؤساء جمعيات وهيئات وأندية إضافة الى لجنة دعم المستشفى ووفود شعبية من قرى قضاء البترون كافة.
لجنة دعم المستشفى
بعد النشيد الوطني اللبناني، قدَّم للقاء رفيق نصر فقصيدة من وحي المناسبة ألقاها الشاعر مهنا ضاهر، ثم كانت كلمة لجنة دعم مستشفى البترون ألقتها الدكتورة هلا سليمان وقالت: «إن الضمان الاجتماعي وُجد لخدمة الإنسانية، ألم يعد هناك ذكر للإنسانية حتى اتخذتم قراراً مجحفاً ظالماً كهذا بحق آلام الناس؟ دعاؤنا ان يكون الضمان هو صاحب القرار خدمة وتضحية ولمن هم بحاجة الى بقاء المستشفى، وتضحية تقدم الى المرضى الذين يتكاثرون يوما بعد يوم».
ثم كانت كلمة اللجنة الطبية ألقاها الدكتور الياس غصن، الذي أكد أن «مطلبنا واحدٌ اوحد هو بقاء مستشفى البترون في عهدة الضمان الاجتماعي والحفاظ على حقوق العاملين فيه والحفاظ على حقكم ايها الناس في طبابة كريمة. ونقول بصوت عالٍ: لا للإقفال، لا للمصير المجهول، لا للخصخصة ولا للانتقال الى وزارة الصحة الا عندما تكتمل كل الإجراءات القانونية بأدق تفاصيلها لأن الشيطان يكمن في التفاصيل، نحن مع انتقال يضمن كل الحقوق».
ودعا غصن الى الاستعداد «ليوم الغضب الشعبيّ الكبير في الاسابيع القليلة المقبلة التي ستقفل فيه مدينتكم بأسواقها ومحالها ومرافقها العامة والخاصة وطُرقها في حال لم تستجب ادارة الضمان الاجتماعي سريعاً لمطالبنا ومطالبكم المحقة وفي حال لم يضغط المسؤولون في مواقع القرار في هذا الاتجاه. فإلى يوم الغضب الشعبيّ الكبير استعدوا».
ثم ألقى رئيس نقابة عمال وموظفي مستشفى البترون سعد باسيل كلمة مما جاء فيها: «إن هذا التحرك اليوم ما هو إلا نموذج بسيط عما قد يكون عليه التحرك المقبل، إن من ناحية أعداد المشاركين فيه او من ناحية الموقع، فكل المواقع مفتوحة أمامنا للاعتصام أكانت قريبة أم بعيدة عن البترون، فحقنا مقدّس ولن نتخلى عنه أبداً، لن نسمح بتشريدنا، لن نسمح بإذلال عائلاتنا، لم ولن نسمح بحرمان أبناء منطقة البترون من هذا المستشفى تحت أي مبرّر كان».
وتوجه «بالشكر إلى وزير العمل الأستاذ سجعان قزي والاتحاد العمالي العام والاتحاد الصحي»، مثنياً «على دور الفعاليات السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني والمشاركين في هذا الاعتصام، فوجودكم معنا يعبّر عن مدى اهتمامكم بهذا المستشفى وضرورة وجوده، ويعطينا كل الدعم للاستمرار معاً للحفاظ على حقنا بوجود هذا الصرح الاستشفائي واستمراريته».
وفي الختام أكد المدهون «وقوفنا بجانب عمال وموظفي مستشفى البترون ونعتبر ان قضيتكم هي قضيتنا ولن نسمح بإقفال هذا الصرح الذي هو صرح ككل الصروح الطبية والمؤسسات الاستشفائية ولن نتخلى عن موظفيه والعاملين فيه ولن نسمح بهدر حقوقهم وسنبقى بجانبهم حتى النهاية».
صرخة بترونية
وكما لأسرة مستشفى البترون موقفها كذلك فللمواطنين البترونيين صرختهم وصوتهم الذي رفعوه أيضا أمس خلال الاعتصام في باحة مستشفى البترون.
وأشار المواطن ابراهيم كامل من مدينة البترون الى ان «مستشفى البترون هو بالنسبة لنا افضل مستشفى، ليس في لبنان فحسب، بل في الشرق الاوسط، ولدينا أنجح الأطباء والممرضين والموظفين الذين يعملون في خدمة المرضى الذين يلجأون اليه من مختلف مناطق الشمال. إن المستشفى مثال الرحمة والخدمة للإنسان. وسنصعِّد لمنع إقفاله».
أما المواطنة نقيضة بشارة فقالت: «يكفينا ان لا مكان للجراثيم في مستشفانا الذي لا يزال نظيفاً، ولن نقبل بإقفاله لأنه قريب منا، من كل القرى والبلدات. الى اين نذهب إذا أقفلوه؟ ولن نتساهل امام اي قرار بإقفاله».
مختار حامات لطفي صوايا ابدى اهتمامه في ان «يبقى المستشفى موجوداً ومفتوحاً لأنه بيتنا وطبابتنا ومن دونه تُفتح القبور. مستشفى البترون هو الشافي والدواء ونريده أن يبقى لأبناء البترون لأنه يستقبل المرضى من الجنوب الى الشمال».
وأعرب رئيس مجلس ادارة المستشفى الدكتور جرجي رستم عن أسفه للسياسة المعتمدة مع مستشفى البترون، مشيراً الى «أن المستشفى لا يزال ينشط ويتجدد ويعمل لتقديم الخدمات الطبية والاستشفائية على أنواعها للمواطنين من أي مكان أتوا». وثمَّن «مبادرة الجيش الاميركي بتقديم 50 سريراً كهربائياً في حين كانت القرارات تؤخذ للقضاء على المستشفى ورمي العاملين في الشارع».