IMLebanon

14 عاما بعد هجمات سبتمبر: كارثة ما بعد الكارثة

september-11-2001
ميدراغ زوريتش/ عبد الرحمن عثمان

اعتقد الناجون من الهجمات الإرهابية على مركز التجارة العالمي في 11 أيلول سبتمبر أن ما شهدوه كان هو الأسوأ. لكن الآن قد يتم إلغاء الدعم المالي الذي يحصلون عليه للرعاية الطبية.

حفر هذا اليوم حفراً في ذاكرة غاري سمايلي Gary Smiley. أحداث الحادي عشر من سبتمبر لا تسمح له بالراحة وكأن شيطاناً قد مسّه. كان المسعف غاري يعمل ساعات عمل إضافية حين اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي مما أدى إلى انهياره بعد ساعات من ذلك. مع زملائه ورجال الإطفاء ورجال الشرطة، أنقذوا حياة الكثيرين. “وحين أصيب البرج الثاني احتميت بامرأة، ونجونا”، يقول غاري.
بعد ذلك نجا من الموت مرة ثانية: “حين انهار البرج الشمالي، كنت على بعد حوالي 75 مترا، ونجوت فقط لأنني اختبأت تحت شاحنة”. وبعد ساعات أنقذه زملاؤه. في ذلك اليوم فقد غاري عددا من زملائه وأصدقائه وشاهد كيف كانت طواقم الإنقاذ تسير فوق أشلاء الضحايا والجرحى لإنقاذ ضحايا آخرين.

المعاناة بعد الكارثة

هذه الصور لا تغادر خياله وهو الذي ولد ونشأ في نيويورك. بعد بضعة شهور من الكارثة عاد ليمارس مهنته. “كنت مضطرا إلى العودة للعمل كي أعيش”، يقول غاري، الذي بدأ العمل كمسعف وهو في سن التاسعة عشرة وأحيل على التقاعد المبكر وعمره 48 عاما. يقضي معظم وقته عند الأطباء، إذ يعاني من خلل في التوازن وصداع دائم ومشاكل في الكلى إضافة إلى مرض السكري، ويقول: “إنه كابوس جسدي ونفسي”.
غاري واحد من آلاف المسعفين الذين يتم فحصهم من إخصائيين بشكل دوري. حتى الآن تتحمل الدولة تكاليف الفحوصات الطبية والعلاج بناء على قرار من الكونغرس بتخصيص 2,78 مليار دولار لهذا الغرض.

المساعدون يشعرون بالخذلان

برنامج المساعدات هذا سيتم وقفه مع نهاية عام 2015، وهذا القرار بمثابة كارثة لغاري سمايلي. “لن يوافق تأميني الصحي على دفع هذه الفواتير”، يقول غاري، وهذا ينطبق على المساعدين الآخرين أيضا وخاصة المصابين بالسرطان وفواتيرهم خيالية. “بدون مساعدات من الدولة سيموت ثلاثة أرباع من ساعدوا يوم 11 سبتمبر قبل الأوان”، يؤكد غاري.، مضيفا أن هؤلاء أناس كانوا مستعدين لفعل كل شيء لإنقاذ حياة الآخرين. “أنا لا أفهم النقاش أصلا حول استمرار تقديم الدعم للناجين”.
وما يهوّن من مصاب غاري، الأب لطفلين، أنه ليس الوحيد في هذا المصاب، فزملاؤه يعتمدون مثله على مساعدات الرعاية الطبية. وقد وحدوا كلمتهم ويعقدون مؤتمرات صحفية ويكتبون الرسائل لأعضاء الكونغرس والبرلمان. ويبدو أنهم وجدوا آذانا صاغية لدى نواب من نيويورك ونيو جيرسي يطالبون الآن بالاستمرار في هذا البرنامج. وبهذا الخصوص قالت عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي كارولين مالوني “لا يكفي أن نشيد ببطولة طواقم فرق الإسعاف”.