وقعت الواقعة مجددا داخل البيت الكاثوليكي من بوابة مؤتمر الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، والذي اختار الوزير ميشال فرعون لتمثيل طائفة الروم الكاثوليك من دون استشارة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام او وجهاء الطائفة. واذا كان الخيار وقع على فرعون، وفق ما نقل عن قريبين لبري، تجنّباً لاحراج اضافي يسببه الصراع الذي تعيشه مدينة زحلة، إذ ان الزعيم الكاثوليكي الياس سكاف ليس نائباً حالياً، وسيعترض على حضوره حكما رئيس كتلة نواب زحلة الكاثوليكي الآخر النائب طوني ابوخاطر، اضافة الى النائب نقولا فتوش. لكن الاعتراض انفجر على “المستشار” الذي اصطحبه فرعون الى الحوار، وهو المهندس الياس ابو حلا الذي عمل على ادارة مشاريع البطريركية زمناً طويلاً قبل ان يبعده البطريرك لحام وعدد من الاداريين كهنة وعلمانيين، بعد شائعات عن تورطهم في صفقات وسمسرات في بيع اراض وعقارات ومصاريف وهمية في بناء عقارات او ترميمها. وابدى مطارنة اعتراضهم على التمثيل، واتصل مطران زحلة عصام درويش بالرئيس نبيه بري شارحا التفاصيل.
وامس، اصدر الوزير السابق سليم جريصاتي بيانا استهجن فيه “حجم التمثيل الكاثوليكي على طاولة الحوار باقتصاره على الوزير فرعون الذي ادعوه الى الإصرار على تمثيل متواز لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك في هذه المرحلة الطوائفية بامتياز والمفصلية في حياة امتنا اللبنانية”.
واضاف: “لا اتقن هذه اللغة، الا انه في الوقت عينه اربأ بالداعي الى الحوار وواضع معايير اختيار المتحاورين، عن تحجيم الطائفة الكاثوليكية وتغييب عاصمة الكثلكة زحلة عن المشاركة في الحوار واقصاء شخصيات عامة وازنة من المدينة، في غياب رئيس الكتلة الشعبية القسري بسبب المرض – شفاه الله -، وارحب بمبادرة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام تكليف المطران عصام يوحنا درويش، الذي وضعه في صورة التحجيم والإقصاء، بالتواصل مع الرئيس نبيه بري لتصحيح الخلل في التمثيل الكاثوليكي، وهذا ما فعل بصدق وتصميم، عسى ان يسمع الرئيس بري هذا النداء ولا يقصر الإستثناء على طائفتنا فقط فنحرم مرتين من شرف الوجود في مساحة حوارية، مهما كان مآلها او الآمال المعقودة عليها”.
من جهة ثانية، تمّنت “هيئة الدفاع عن حقوق الروم الكاثوليك” على رئيس المجلس “اعادة النظر بضيوف طاولة الحوار، ورفع الظلامة اللاحقة بزحلة والطائفة التي هي من الطوائف الستّ الاساسية في لبنان.
ولفتت إلى أنّ التمثيل الكاثوليكي في طاولة الحوار منقوص وهزيل، قياساً بتمثيل الطوائف الاخرى ومكوّناتها السياسية، مؤكدة أنّ المراجع الروحية لا علم لها مطلقاً باصطحاب وزير السياحة ميشال فرعون معه الى طاولة الحوار المهندس الياس ابو حلا، ورفضها القاطع تسويق اسمه واستغلال هذه المناسبة الوطنية، متمنية على فرعون “اعادة النظر بالشخص الذي يصطحبه معه الى طاولة الحوار، لناحية الاختصاص ودوره في الدعاوى المقامة ضد البطريركية من بيع أراضٍ”.