رأت مصادر الرئيس تمام سلام لصحيفة “القبس” الكويتية ان ازمة النفايات لم تعد “ازمة حكومة” بل “ازمة دولة”، وعلى هذا الاساس لابد من ان يتفق الجميع ويضغطوا لتنفيذ الخطة التي اقرها مجلس الوزراء الاربعاء.
بعض الوزراء يعتبرون ان بعض ردات الفعل الشعبية مبرمجة، ووراءها سياسيون اكتشوفا انهم باتوا خارج “جنة النفايات”، فالازمة الفضيحة كشفت انعدام الرؤية لدى المافيا السابقة، وكان لابد من اعادة هيكلة وظهور مافيا جديدة تأخذ بالاعتبار ان الجمهور “انتقل من الزجاجة الى الشارع”.
لا بديل عن الخطة، وهؤلاء الوزراء يسألون ما “اذا كان علينا ان نبعث نفاياتنا الى المريخ”، لابد من طمرها ومعالجتها لبنانيا ووفق معايير بيئية وصحية وحتى “صناعية” متطورة ومعروفة عالميا. وبعبارة اخرى، انتهى زمن العشوائية في معالجة الملف، وان كانت بعض الجهات طرحت مسألة زيادة الضرائب على بعض المواد الاستهلاكية التي تنتج عنها نفايات صلبة، مع ان بالامكان معالجة هذه النفايات بطريقة علمية لتتحول الى مواد صناعية تستخدم محليا او تصدر الى الخارج.
في الكواليس هناك من يدق ناقوس الخطر، التآكل في مفاصل الدولة على اشده، الفساد يستشري في سائر الادارات والمؤسسات دون رقيب او حسيب، حتى ان احد الوزراء يذكّر بطائرة بنين (في افريقيا)، التي كانت تضم مسافرين لبنانيين، ومحملة بأكثر من طاقتها، فارتطمت بمبنى قريب وقضى كل ركابها.
الوزير اوضح لـ”القبس” ان الدولة باتت اشبه ما تكون بالطائرة التي انفجرت، وقال: “احذروا.. الطائرة على وشك الانفجار”، لكن اهل الحكم يعتبرون ان الديناميكية اللبنانية قابلة لاستيعاب مخاطر المرحلة، على امل ألا تستمر الازمة السورية لأكثر من عام او عامين.