تواجه بعض احياء مدينة صيدا العتمة الكهربائية مضاعفة بسبب اعطال تطال بعض شبكات ومحولات التغذية، ولا تعوض المولدات الخاصة فترات الانقطاع كون كهرباء الدولة تغذي في الوقت نفسه بقية الأحياء التي تشملها تغطية المولدات في فترات التقنين. وهي بالتالي تدفع فاتورة العتمة مرتين!
وما جعل هذه المشكلة تتفاقم هو طول الفترات التي يستغرقها تجاوب المعنيين لإصلاح تلك الأعطال او استبدال محولات بأخرى، حتى بات المواطنون في بعض الأحياء يتمنون ان تبقى كهرباء الدولة مقطوعة لأن حضورها وبكل بساطة اصبح مثل غيابها بالنسبة اليهم.. بل ربما كان غيابها أفضل على حد قول بعضهم!
أما سر ذلك فيعود الى أن شبكة الكهرباء ومعظم محولاتها في العديد من احياء صيدا والضواحي اصبحت قديمة ومستهلكة بفعل مرور الزمن ومع التطور والاتساع العمراني والامتداد السكاني لم تعد الشبكة ولا المحولات كافية لاستيعاب وتحمل ضغط الاستهلاك فأصبحت هذه الأحياء تخضع بسبب ذلك لتقنين فوق التقنين.
في كل مرة يسجل تحسن ملحوظ في التغذية الكهربائية لا يستطيع سكان بعض الأحياء الداخلية في عبرا الافادة منه بسبب عدم قدرة المحول الرئيسي الذي يغذيها على تحمل ضغط الاستهلاك لقدمه واهترائه، فينطفئ المنفذ الرئيسي بشكل متكرر وتنفصل معه تلك الأحياء عن الشبكة في وقت يفترض ان تكون ضمن فترة التغذية، ما يحرمها من التيار الكهربائي «الرسمي» وكذلك يحرمها كهرباء المولدات الخاصة التي بطبيعة الحال لا يمكنها تغذية حي من دون آخر، كما لا يمكنها تأمين التيار لحي أثناء تغذيته من كهرباء الدولة في الوقت نفسه مع حي انقطع عنه التيار بسبب عطل على المحول. لذلك فالأهالي يتمنون استمرار انقطاع كهرباء الدولة عموماً على الأقل ليستفيدوا من كهرباء المولدات التي لا مفر من دفع فاتورتها آخر الشهر..! هذا الواقع دفع ببعض الأهالي لتشكيل وفد لزيارة مؤسسة الكهرباء في صيدا من أجل مطالبتها بتبديل المحول حيث تلقوا وعداً بذلك.
وكما عبرا كذلك في منطقة شرحبيل شمال صيدا حيث يعاني الأهالي في بعض الأحياء منذ مدة من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بسبب عطل في المحول الرئيسي الذي يغذي المنطقة. ويؤكد الأهالي ان الكهرباء التي أُنشئت منذ خمسة عشر عاماً لتغذية هذه الأحياء بالتيار الكهربائي لم تعد تستطيع تحمل الضغط بعدما زاد عدد السكان والمباني السكنية في الحي ما يؤدي الى توقف المحول عن العمل عشرات المرات خلال عدة ساعات. وقد راجع السكان مؤسسة كهرباء لبنان ولما لم يجدوا حلاً لمشكلتهم، بادر بعضهم الى رفع لافتات على المحول المعطل كتب عليها: «ليسقط النظام كي يتغير محول الكهرباء»!