Site icon IMLebanon

الراعي: الرب افتقدنا بوطن يتميز عن كل أوطان المنطقة

bechara-raii

 

اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى ان الرب افتقد شعب لبنان بوطن يتميز عن كل اوطان هذه المنطقة من العالم العربي، وبسبب ميثاقه الوطني الذي شاء فيه اللبنانيون، مسيحيين ومسلمين، ان يفصلوا بين الدين والدولة خلافا لكل ما يجري في العالم العربي وان يعيشوا بميثاق وطني عيشا معا، بروح التعددية والوحدة. بلد ديموقراطي منفتح شرقا وغربا، بلد يحترم الحريات كلها ويحترم حقوق الانسان. بلد ديمقراطي برلماني سطر منذ 95 سنة من حياته، صفحات مجيدة.

الراعي، وفي اختتام اليوم الثاني في عين تراز من زيارته الرعائية لمنطقة عاليه في ساحة كنيسة القديس شربل، قال: ” نحن افتقدنا الله لاننا لبنانيون، نحن نفاخر اننا لبنانيون، لان لبنان يعطينا معنى، لا نعيش فيه لنعيش. يمكن ان نعيش في كل مكان. نجد طعاما وخبزا في أي مكان. نجد وظيفة في أي مكان، ولكن ليس في كل وأي مكان نجد معنى لرسالة نحن نحملها تجاه الغرب والشرق من خلال الخصوصية اللبنانية التي نحن نفتخر بانها خصوصيتنا وميزتنا ورسالتنا”.

وتابع: “افتقدنا الله في هذا الوعي اللبناني والابتكار اللبناني في دولة ابتكرت الميثاق الوطني، الميثاق لم يكن مكتوبا بل كان على الكلمة والثقة. اتفقوا ان يعيشوا معا مسيحيين ومسلمين بالمساواة الى جانب الخصوصيات التي ذكرت، افتقدنا الله برجالات دولة سطروا وابتكروا، افتقدنا بشعب مخلص لوطنه، افتقدنا بأناس ضحوا عبر التاريخ. فبنوا خلال 95 سنة. يؤلمني ويؤلمكم عندما نسمع من يقول اي لبنان نريد، لبنان كان قبلنا كلنا ونسأل أي لبنان نريد، الذي يسأل اي لبنان نريد لا يعرف لبنان ولا تاريخ لبنان، يؤسفنا ان يقال اي لبنان نريد من أناس يتعاطون الشأن العام. نعم افتقدنا الله بأناس لبنانيين، برجالات فكروا وابتكروا وقاوموا وصمدوا. ثم افتقدنا بالحرب اللبنانية منذ عام 1975 بشهداء وأناس ناضلوا، عاشوا المقاومة الحقيقية، أعطوا دماءهم ونحن في منطقة أعطت الكثير من الشهداء، نحن في منطقة هدمت فيها المنازل ودمرت كنائسها وكأن الذي فعل كان يريد ان يقتلع كل ذلك. افتقدنا الله فكان ان هذه الدماء كانت انطلاقة جديدة لحياة وطنية. وافتقدنا لانكم طويتم الصفحة ولانكم أردتم جميعا، انتم وشركاؤنا في الوطن وفي المنطقة بنوع خاص. افتقدنا لانكم أردتم واعتمدتم المصالحة وتعاليتم على كل الجراح ونسيتم هذا الماضي، لكن ظلت في الذاكرة دعوة مستمرة لعدم العودة الى مثل هذا الماضي. لذلك نحن نعيش دائما، في الشكر لله لانه يفتقدنا كل يوم ويفتقدنا في حياتنا اليومية بكلامه في الانجيل. يفتقدنا في تعاليم الكنيسة، يفتقدنا بالأناس الطيبين المخلصين، يفتقدنا بصانعي الخير وبالمرضى وبالذين يحملون أوجاعهم وأوزار الحرب وإعاقة ما وهم شهداء أحياء، كما افتقدنا بالذين بذلوا دماءهم على مذبح الوطن. يفتقدنا الله بصوت الضمير، صوت الله في أعماقي. ينبغي ان ننصت الى صوت الله الذي يفتقدنا. الحمد لله هناك الكثيرون يصغون لصوت الله في عمق أعماق ضمائرهم ولهذا هذا الوطن يصمد أمام كل شيء”.

أضاف: “ونصلي اليوم، من أجل ان يكون كل اللبنانيين مواطنين ومسؤولين ان نحمل معا افتقاد الله لهذه الارض اللبنانية. أليس لان الله يفتقدنا وقد مررنا في مراحل من تاريخنا أصعب من اليوم؟ اليس لانه افتقدنا عندما تفكك المجتمع اللبناني وكان على شفير الهاوية؟ ألسنا نشعر ان كل مرة نصل الى شفير هاوية ونحن اليوم على شفير هاوية، وكأن يدا خفية تمسك بهذا الوطن؟ أليس ان مناداة كل الدول الغربية والشرقية، تقول ان لبنان حاجة ولبنان يعنينا ان نحافظ عليه ويدعون النواب اللبنانيين لانتخاب رئيس أليس ايضا، بافتقاد الله لنا؟”