على الرغم من التحسن المتوقع على صعيد الاسواق العالمية، لا يزال الوضع السياسي المتردي في لبنان يؤثر على اداء البورصة سلباً، حيث انخفض مؤشر «بنك لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية» (BSI) هذ الأسبوع 1.44 في المئة الى 1134.83 نقطة في نهاية هذا الاسبوع موسعاً خسائره من أول السنة الى 3.03 في المئة، علماً أن هذا المستوى هو الادنى منذ سنتين.
ولاحظ التقرير الأسبوعي الصادر عن «بنك لبنان والمهجر للأعمال» (بلوم إنفست) أن عدد الاسهم المتداولة انخفض هذا الاسبوع حيث سجل متوسطها 60078 سهماً بقيمة 837015 دولارا مقارنةً بـ105222 سهماً بقيمة 1.18 مليون دولار، وذلك قد يكون نتيجة السيولة الضعيفة وليس نتيجة عمليات البيع. بالإضافة الى ذلك، انخفضت الرسملة السوقية من 9.70 مليارات دولار الاسبوع الماضي الى 9.56 مليارات دولار نهاية هذا الاسبوع.
مقارنة بالمؤشرات الاقليمية، لم يتمكن مؤشر بنك لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية من التقدم على كل من مؤشر «ستاندرد أند بورز» للأسواق العربية ومؤشر «ستاندرد أند بورز« (AFE 40) و مؤشر مورغان ستانلي للدول الناشئة (MSCI)، حيث ارتفعا هذا الاسبوع 2.65 في المئة، 2.75 في المئة و0.39 في المئة على التوالي، فيما تشهد اسواق البورصة العالمية تحسناً متأثرة ايجابياً بالمساعي الصينية لإنقاذ سوق بورصتها خصوصاً بعدما سجلت الديون ارتفاعاً من 718 مليار يوان في تموز الى 1.08 يوان في آب، ليرتفع مؤشر البورصة 1.27 في المئة هذا الاسبوع.
على الصعيد الاقليمي، شهدت معظم الاسواق أداء ايجابي هذا الاسبوع نتيجة الاشارات المطمئنة لوضع الصين، محسنة نظرة المستثمر إلى الأسواق العربية. جاء سوق قطر في الصدارة حيث ارتفع مؤشره 4.46 في المئة هذا الاسبوع. ولحق به سوقا المملكة العرية السعودية وأبوظبي، حيث ارتفعا 4.21 في المئة و3.64 في المئة على التوالي.
بالإضافة الى لبنان، شهدت 3 أسواق عربية أداء سلبيا هذا الاسبوع، فكانت مصر اكبر الخاسرين نتيجة التقارير الاخيرة التي اظهرت توسعاً في عجز المعاملات الجارية من 2.7 ملياري دولار في السنة المالية 2013/2014 الى 12.2 مليار دولار في السنة المالية 2014/2015، بحسب المصرف المركزي. ولحق سوق مصر كل من سوق تونس والبحرين، حيث انخفض مؤشراهما 0.72 في المئة و0.66 في المئة على التوالي.
بالعودة الى بورصة بيروت، استحوذ القطاع المصرفي على 79 في المئة من إجمالي القيمة المتداولة هذا الاسبوع، بينما استحوذ كل من القطاع الصناعي والعقاري على 7 في المئة 4 في المئة على التوالي.
انخفض سهم بنك عوده المدرج وسهم بنك بيبلوس المدرج 7.18 في المئة و0.16 في المئة ليسجلا 5.56 دولارات و1.63 دولار على التوالي.
وأظهرت الاسهم التفضيلية اداء افضل من اداء الاسهم المدرجة، حيث ارتفع مؤشر بنك لبنان والمهجر للأسهم التفضيلية هذا الاسبوع 0.05 في المئة الى 104.96 نقاط. ويعود ذلك الى ارتفاع أسهم بنك عوده التفضيلية من الفئتين «F« فئة «G« اللذين ارتفعا كل منهما بنسبة 0.10 في المئة الى 100.60 دولار، في الفترة نفسها. بالإضافة الى ذلك، ارتفع سهما بنك بيبلوس التفضيلية 2008 و2009 بنسبة 0.20 في المئة و0.10 في المئة ليغلقا الاسبوع على 100.70 دولار.
في القطاع العقاري، انخفضت سهما سوليدير «أ» و»ب» 0.29 في المئة و1.54 في المئة الى 10.17 دولارات و10.23 دولارات على التوالي. وفي القطاع الصناعي، تحسنت أسهم هولسيم 0.07 في المئة الى 15 دولارا. وستظل الاوضاع السياسية المحلية تؤثر في اداء البورصة في الاسابيع القادمة.
سوق القطع
في سوق القطع، تقدم الطلب على الليرة هذا الأسبوع في سوق القطع اللبناني، حيث انخفض سعر صرف الدولار بين المصارف من 1508-1512 بسعر وسطي 1510 ليرات الى1507-1511 بسعر وسطي 1509 ليرات. بالإضافة الى ذلك، انخفضت الأصول الأجنبية (باستثناء الذهب) لدى مصرف لبنان بنسبة شهرية تساوي 0.57 في المئة لتسجل 38.59 مليار دولار في نهاية آب. اما على صعيد دولرة ودائع القطاع الخاص في المصارف، فانخفضت لتسجل نسبة 65.08 في المئة في نهاية أيار مقارنة بـ65.71 في المئة في نهاية كانون الاول 2014.
وتراجعت قيمة الليرة مقابل اليورو هذا الاسبوع، إذ ارتفع سعر الصرف من 1679.66 يورو/ الليرة الى1,702.27 يورو/ الليرة. بالإضافة الى ذلك، تراجع سعر الصرف الفعلي 0.02 في المئة الى 167.07 نقطة محققاً بذلك زيادة نسبتها 13.41 في المئة منذ بداية السنة.
وتقدم اليورو مقابل الدولار هذا الأسبوع 1.35 في المئة الى1.1292 يورو/ دولار، بعدما رفعت توقعات النمو الاقتصادي في منطقة اليورو من 1.2 في المئة سنوياً الى 1.5 في المئة سنوياً وبعدما أظهرت صادرات ألمانيا نتائج حسنة خلال تموز الفائت. أما الدولار فقد يرتفع في الأسبوع المقبل إذا أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع نسبة الفوائد.
ومع كثرة التكهنات إزاء الرفع المحتمل لمعدل الفوائد في الولايات المتحدة، انخفض سعر أونصة الذهب 1.59 في المئة الى 1106 دولارات هذا الأسبوع.
الكتلة النقدية
على صعيد آخر، ارتفعت الكتلة النقدية (م3) 307 مليارات ليرة (203.43 ملايين دولار) خلال الأسبوع المنتهي في27 آب الفائت، لتصل إلى 182552 مليار ليرة (121.1 مليار دولار)، متقدمة 4.74 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية و2.91 في المئة منذ بداية السنة.
وارتفعت الكتلة النقدية «م1» في الفترة نفسها 44 مليار ليرة (29.43 مليون دولار) نتيجة ارتفاع الودائع تحت الطلب 136 مليار ليرة (90.22 مليون دولار)، وتقلص النقد في التداول 92 مليار ليرة (61.03 مليون دولار).
بالإضافة الى ذلك، شهد مجموع الودائع (باستثناء الودائع تحت الطلب) ارتفاعا بمقدار 262 مليار ليرة (174 مليون دولار) نتيجة ازدياد الودائع بالليرة 7 مليارات ليرة وارتفاع الودائع بالعملات الأجنبية 169 مليون دولار. وفي الفترة نفسها، ارتفعت نسبة دولرة الكتلة النقدية من نسبة 58.13 في المئة في 20 آب إلى 58.18 في المئة في 27 آب، بينما استقرت فائدة الإنتربنك في نهاية حزيران الماضي عند 2.75 في المئة، بحسب بيانات مصرف لبنان.
سندات الخزينة
في جانب آخر، خلال مزاد سندات الخزينة الواقع في 27 آب، أصدرت وزارة المالية سندات من فئة الثلاثة أشهر والسنة والخمس سنوات، حيث بلغت قيمة الاكتتابات 165 مليار ليرة (110.04 ملايين دولار). واستحوذت فئة الخمس سنوات على النسبة الاكبر من مجموع الاكتتابات وهي 87.46 في المئة، بينما حازت فئتا السنة والثلاثة أشهر على 9.21 في المئة و3.33 في المئة على التوالي. وبلغ المردود على فئة الثلاثة اشهر والسنة 4.39 في المئة و5.08 في المئة على التوالي، بينما بلغ المردود على فئة الخمس سنوات 6.74 في المئة.
سوق اليوروبوند
في جانب متصل، سجل الطلب على سندات اليوروبوند هذا الاسبوع ارتفاعاً طفيفاً، الأمر الذي انعكس على مؤشر بنك لبنان والمهجر للسندات المالية (BBI) الذي ارتفع قليلا بنسبة 0.01 في المئة إلى 105.716 نقاط هذا الاسبوع. وفي المقابل، ارتفع مؤشر الأسواق الناشئة جي.بي مورغان 0.14 في المئة مقارنة بمستوى الاسبوع الماضي ليستقر عند 669.65 نقطة.
واستقر العائد على سندات الخزينة استحقاق 5 سنوات على 5.63 في المئة، بينما ارتفع العائد على سندات 10 سنوات 5 نقاط أساس الى نسبة 6.44 في المئة.
أما في الولايات المتحدة، فقد ارتفع العائد على سندات الخزينة استحقاق 5 سنوات و10 سنوات من 1.49 في المئة و2.18 في المئة الى 1.55 في المئة و2.23 في المئة على التوالي. وانخفض الطلب يوم الخميس على سندات الخزانة الأميركية، التي يُنظر إليها على أنها استثمار آمن، بعدما ارتفعت أسعار النفط وجرت عمليات بيع لسندات دين تابعة للشركات، خاصةً أن هذه الأخيرة تقدم عائداً أعلى من ذاك المقدم على سندات الخزانة الحكومية.
وانخفض الفارق بين العائد على سندات الخزينة اللبنانية والاميركية استحقاق 5 سنوات من 414 نقطة أساس الى 408 نقاط أساس، بينما استقر الفارق بين العائد على سندات الخزينة اللبنانية والاميركية استحقاق 10سنوات على 421 نقطة أساس.
وتوسع هامش تداول أوراق التأمين على المخاطر المحتملة للقصور الائتماني لحاملي السندات اللبنانية استحقاق 5 سنوات من 383-408 نقاط اساس الى 386-411 نقطة اساس هذا الاسبوع، في حين انخفض الهامش السعودي من 80-90 نقطة اساس الى 45-55 نقطة، وتقلص هامش دبي من 190-203 نقاط اساس الى 175-185 نقطة. أما الهامش التركي فقد اتسع من 272-275 نقطة اساس الى 290-292 نقطة، وتوسع الهامش البرازيلي من 372-377 نقطة اساس الى 388-393 نقطة.