IMLebanon

هل نسّق عون وجعجع قبل الحوار؟

 

aoun-geagea

 

 

كتبت مراين وهبة في صحيفة “الجمهورية”: 

للوهلة الاولى يتراءى للمراقبين جمود يغلّف بنود ورقة النوايا التي أعلنت بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية». ولولا التحرّك العلني أمس الأول لرئيس جهاز الاعلام والتواصل في «القوات» ملحم رياشي وصعوده الى الرابية محمّلاً رسائل جديدة ربما، لظَنّ البعض انّ الورقة مجمّدة حتى إشعار آخر، إن لم يكن ظاهرياً فأقلّه عملياً.يعتبر المراقبون أنّ العمل الجدي لإبراز نِتاج هذه الورقة قد يكون متريّثاً بانتظار تبلور المشهد العام للساحة الداخلية والحراك الميداني، في وقت تُطرح تساؤلات عدة: أين اصبحت ورقة النوايا؟ هل توقفت الاتصالات او تجمّدت؟ ماذا أثمرت منذ قرابة الاربعة اشهر حتى اليوم؟ وهل ستتأثر النوايا بـ«هَوا» الشارع؟

في السياق، ووفق معلومات لـ«الجمهورية»، انّ التنسيق لم يتوقف على رغم الاحداث المتسارعة، وهو في افضل احواله. وأنّ جعجع نَسّق قبل جلسة الحوار مع الجنرال وأطلعه على موقفه الرافض للمشاركة، ليطرح السؤال هل الاجتماع الذي انعقد في الرابية السبت هو إشارة الى حرص جعجع على متابعة التنسيق والاصرار على إنجاح هذه الورقة حتى من قطر؟

ويذكّر المراقبون بحرص جعجع في حزيران الماضي من السعودية، وبعد أسبوع من إعلان ورقة النوايا، على التصريح من هناك أنّها مستمرة، مؤكداً العمل لإنجاحها. لكنهم يتساءلون في الوقت نفسه الى أي حد وصلَ نِتاج هذه الورقة وأين توقفت وما هي الملفات التي يُعمل عليها راهناً؟

علماً انّ المرحلة الحالية تختلف عن مرحلة توقيع الاعلان، لأنّ لبنان دخلَ بعدها بإشكالية التعيينات العسكرية، كما دخل عون في مواجهة حادة مع «تيار المستقبل»، ودخلت البلاد في أزمة حكومية ليلحقها أزمة حوار، الى ما هنالك من أزمات فساد إدارية وبيئية مُستجدة ليس أقلّها مشكلة النفايات.

وتشير مصادر مقرّبة من الطرفين الى انه، وعلى رغم انّ التنسيق بين جعجع وعون قبل الحوار لم يُفضِ الى موقف مشترك مؤيّد للحوار، الّا انّ جعجع وَجّه تحية غير مسبوقة لورقة التفاهم وذلك خلال احتفال رسمي حاشِد وعبر خطاب شامل أعلن فيه ثورة على الفساد، فغَمز من قناة حلفائه أكثر ممّا انتقد أداء عون.

الورقة أمر واقع

مصدر مسؤول في «القوات» أوضح انّ الورقة أصبحت امراً واقعاً، وهي في إطار التطبيق على الارض وليست مجمّدة اطلاقاً. ولفت إلى أن ليس هناك نقطة محدّدة يُعمل عليها حالياً، فالورقة حقّقت سلاماً بين معظم مكوّنات المجتمع المسيحي بشكل أساسي، سواء كان عونياً او قوّاتياً او يدور في فلك العونيين والقواتيين، مضيفاً: «يبقى بين الحين والآخر بعض البؤساء غير الراغبين في الخروج من أحقاد الماضي، لكن الطرفين غير معنيين بهؤلاء لا عون ولا جعجع». أمّا بالنسبة للحراك الشعبي فاتفق الطرفان على استثمار حركة الشعب بما يخدم مصلحة لبنان والقضية اللبنانية.

أسرار اللعبة ليست للكشف

وعن صحة التنسيق الذي تمّ بين عون وجعجع قبل جلسة الحوار، فإنّ المصدر لم يَنف هذا التنسيق الّا انه لم يكشف عن التفاصيل، مُعلّقاً: «الكشف عن الأمر مرهون بما يجري خلف الكواليس، وأسرار اللعبة ليست للكشف».

وعن الرسالة التي حملتها «القوات» الى الرابية أمس الأول، كشفَ المصدر نفسه انه من الطبيعي ان يحمل المنسّق رسائل خاصة لأنّ هناك اتفاقاً بيننا وبين «التيار» على حماية البناء المشترك الذي توصّلنا اليه. وبعد ثلاثين سنة من الصراع، من الجيّد والمهم التمسّك بورقة وُلِدت حديثاً وعمرها لا يزيد عن الثلاثة اشهر ومن واجب أيّ مسيحي وأيّ لبناني صادق حمايتها.

وأشار المصدر الى انّ من أبرز النقاط التي اتفق عليها الطرفان من خلال اعلان ورقة النوايا:

1 – إغلاق مجلس النواب أمام تشريع الضرورة.

2 – تمكّن المسيحيون للمرة الأولى من إغلاق مجلس النواب بعدما قرروا انّه سيُفتح فقط لإقرار قانون انتخاب وإستعادة الجنسية. لافتاً الى انّ احداً لم يستطع الدخول بين الطرفين للتراجع عن هذا الأمر، «ولم يتمكن أحد من خَرقنا».

عون صديق والحريري حليف

وذكّر المصدر بأهمية التحيّة التي وجّهها جعجع باسم شهداء المقاومة اللبنانية لورقة النوايا. وقال تعليقاً على الثورة التي أعلنها ضد الفساد أنّ جعجع لم يهاجم عملياً حلفاءه بل هاجم كل ما هو فاسد، لافتاً الى انّه لَو كان حلفاؤه فاسدين بالمطلق لَما تحالف معهم. وأشار الى انّ جعجع أعلن الثورة على الفساد عموماً حتى لَو طاولت حلفاءه.

ولاحظ أنّ التحالف مع عون أنتجَ علاقة صداقة بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» وليس تحالفاً، فـ«القوات» والجنرال أصدقاء وليسوا حلفاء، بينما «القوات» و«المستقبل» أصدقاء وحلفاء ايضاً.

ونفى المصدر ان تؤثر زيارة جعجع الى قطر سلباً بعلاقته مع السعودية، إنما بالعكس ستؤثر إيجاباً، موضحاً أنّ جعجع يسعى من خلال زياراته إلى البلدان العربية لوَضعها في خدمة لبنان وليس لوَضع شخصه في خدمتها.

اللقاء الاخير

أما عن أجواء اللقاء الأخير في الرابية، فقد كشف المصدر القوّاتي أنّها كانت ايجابية، ويُحضّر قريباً لورشة عمل مشتركة بين «القوات» و»التيار» تشمل ملفات عدة ستكشف قريباً للرأي العام وفي الوقت المحدد لها، مؤكداً أنّ «الجنرال كان أكثر من مرتاح ومتجاوب خلال اللقاء».

فهل أزالت رسائل الحكيم من قطر تشنّجات الجنرال وأراحَته من ضغوط الحوار والمتحاورين؟ وهل تكون الاجواء التي نُقلت اليه إيجابية أسوَة بالأجواء التي نقلها اليه الحكيم بنفسه من السعودية فيما مضى؟