Site icon IMLebanon

تفعيل “إعلان النيّات” بين “التيار” و”القوات” والأسبوع المقبل ورشة عمل حول الملفات

 

 

 

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

على رغم اعادة ترتيب الاولويات السياسية بين طاولة الحوار والتحرك المدني وقبلهما شلل العمل الحكومي وتوقف عمل مجلس النواب، ما زال “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يلتقيان على “اعلان النيات”، ولم تحجب الاولويات السياسية والمطلبية الشعبية الحاجة الدائمة الى اللقاء والتنسيق بين الطرفين لمزيد من الثقة والتعاون، خصوصاً ان “اعلان النيات” يبلغ الثلاثة أشهر من العمر، وهو في نظر الطرفين ما زال في بدايته اذ انه “مولود جديد” وفي حاجة الى رعاية واهتمام كبيرين.

السبت الفائت زار رئيس جهاز التواصل والاعلام في “القوات” ملحم الرياشي، موفداً من رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون في الرابية في حضور النائب ابرهيم كنعان، واطلعه على اجواء زيارة “الحكيم” لقطر، التي تصبّ في اطار “تعزيز حضور لبنان في العالم العربي”، وفق مصدر قواتي، وتناول البحث مواضيع ما زالت عالقة بين الطرفين يتضمنها “الاعلان”، لأن التواصل لم يتم منذ نحو شهر تقريباً، وكذلك تفعيل وثيقة النيات التي أصبحت الأكثرية تحتضنها، في حين ان بعض من يفترض بهم انهم اصحاب العلاقة “يرشقونها” بالحجار بدل تفعيلها والعمل عليها لتقريب وجهات النظر، وفق مصدر معني بالعلاقة بين الطرفين.

يضيف المصدر ان “مفاعيل “اعلان النيات” لم تنته كما يظن بعضهم، ولا يريد موقعوه ان ينتهي، بل أن يتطور. فالصداقة التي نشأت بين الطرفين بعد خلاف دام ثلاثين عاماً، يعوّل عليها في التقارب المسيحي وحماية المسيحيين وتوحيدهم بهدف حماية وحدة لبنان وقوّته”. وفي معلومات “النهار” ان “ورشة عمل ستبدأ الأسبوع المقبل بين الطرفين حول ملفات متعددة لها علاقة بمواضيع طالبية ونقابية وسياسية، تقضي خطتها بتقليص المساحات المتباعدة بين الفريقين اكثر مما هي تقارب في السياسة بالمعنى الحرفي للكلمة، علماً ان التنسيق في قضايا متعددة كما ورد في الإعلان ما زال قائماً، وخصوصاً التنسيق التشريعي والنقابي والطالبي، وهذا ما يظهر جلياً عبر الاتفاق بين “التيار” و”القوات” على عدم المشاركة في “تشريع الضرورة” اذا لم يتضمن جدول الاعمال أولويتين، هما مشروعا قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، اضافة الى التنسيق الطالبي والشبابي المستمر. مع التأكيد ان هذه الورشة لن تكون على حساب حلفاء اي من الفريقين، فالتحالفات ما زالت كما هي، ولم تصل العلاقة بعد بينهما الى مرحلة التحالف.

ولا ينكر الفريقان ان ثمة مجموعة صغيرة من الطرفين لا علاقة لها لا بـ”التيار” ولا بـ”القوات” ولا حتى بعون ولا بجعجع، ولا هي شاركت في الحرب أو تنتمي الى فترة الصراع الحاد بين الطرفين، ما زالت تصوّب على “الاعلان” وغير مقتنعة به، وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكنهما يؤكدان ان الوقت كفيل بجعل هذا البعض يتأقلم مع الواقع الجديد ويعرف ان لبنان عموماً والمسيحيين خصوصاً في حاجة الى هذا التلاقي، مع الإشارة الى ان من شارك في الحرب يريد لهذه المصالحة التي تمّت أن تستمر وتستقرّ.

واذا كان التفعيل قائماً والنقاش والتلاقي، تبقى بعض الملفات الخلافية قيد الدرس، وأبرزها أولوية الانتخابات الرئاسية أم النيابية لكن القرار محسوم، فكل ما هو مختلف عليه لن يتحوّل خلافاً بعد الآن ضمن دينامية “وثيقة النيات”.

وعلى خط الحوار في مجلس النواب، لم تبحث “القوات” مع “التيار” في مشاركته فيه “لأن كل طرف حرّ في خياراته”. ووفق مصدر في القوات “ان هذا الحوار بائس ولا علاقة لنا به وهو بالنسبة الينا لإضاعة الوقت، كما اننا غير مقتنعين ان “حزب الله” جاهز للحوار، علماً ان هذه الملفات خارج اطار البحث اصلاً، والتجارب السابقة في الحوار أظهرت فشلاً ذريعاً”. و”القوات” ليست بعيدة من التحرك المدني، واذا كانت تؤكد ان مطالب هؤلاء الشباب محقة، وبعض ما يطالبون به يشكّل جزءاً من قناعاتنا، وثمة شباب قواتيون يشاركون في بعض هذه النشاطات، الا أنهم في حاجة الى توحيد جهودهم لتحقيق مطالبهم”، على ما يختم المصدر القواتي.