محمد صالح
كشفت امس «لجنة المتابعة لأزمات الماء والكهرباء» في صيدا (التي تضم ممثلين عن التنظيم الشعبي الناصري واللقاء الوطني وهيئات المجتمع المدني) أن مدينة صيدا كادت أن تقع ضحية أزمة انقطاع كامل للمياه، لولا مبادرة اللجنة إلى تأمين كمية من المازوت لتشغيل مولدات محطتي الفوار ومستديرة السراي لضخ مياه الآبار إلى المدينة.
وأصدرت اللجنة بياناً أكدت فيه أنه تبين لها عدم وجود ليتر واحد من المازوت في محطات مؤسسات المياه، منذ عشرين يوماً حتى اليوم. وفي ظل سفر المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي إلى خارج لبنان، لم يبادر أحد من مسؤولي المؤسسة إلى توفير مادة المازوت على الرغم من اشتداد التقنين في التيار الكهربائي، وظهور بوادر أزمة انقطاع كامل للمياه في المدينة.
واشارت اللجنة في بيانها الى أن هبة المازوت المقدمة من البلدية إلى المؤسسة لم يتم تحريكها او تحويلها في ظل سفر رئيس المؤسسة. وانه تداركاً لحصول الأسوأ، ومنعاً للانقطاع الكامل للمياه عن المدينة، بادرت «لجنة المتابعة للقيام بمروحة واسعة من الاتصالات بالمعنيين من دون نتيجة. فقامت عندها بتوفير كمية من المازوت وإرسالها إلى محطتي الفوار ومستديرة السرايا، كما تعهدت لصاحب محطة المحروقات بتأمين ثمن كمية المازوت. وبعد وصول مادة المازوت بوشر بتشغيل المولدات، وعادت المياه تضخ في الشبكة، وأمكن تجنب استفحال أزمة انقطاع المياه.
وشددت اللجنة على أن ما قامت به من اتصالات وجهود خلال الساعات الماضية لا يشكل إلا حلاً مؤقتاً، وستعود الأزمة للانفجار مجدداً خلال بضعة أيام. لأن الحل الفعلي لأزمة المياه لا يمكن أن يتم إلا من خلال المعالجة الجذرية لحالة التسيب المسيطرة على عمل مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، وذلك عبر تدخل هيئات الرقابة والتفتيش، ووضع يدها على ملف المؤسسة، والمسارعة إلى إصلاح أوضاعها إصلاحاً جذرياً.
مؤتمر صحافي
وكانت «لجنة المتابعة لأزمات الماء والكهرباء» قد عقدت مؤتمراً صحافياً في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا بحضور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، وأمين سر اللجنة المركزية توفيق عسيران، وممثلين عن المخاتير، والهيئة الشعبية، والمنظمات الأهلية والشبابية.
وتلا الدكتور سامر جرادي بياناً باسم اللجنة أكد خلاله أن الموارد المائية والأموال متوافرة لدى مؤسسة مياه الجنوب، ولا تفسير لأي انقطاع للمياه عن صيدا والجوار. وحذر من تكرار انقطاع المياه، داعياً المواطنين إلى الاستعداد لتصعيد تحركاتهم من أجل المطالبة بإصلاح الوضع في المؤسسة. وطلبت من المواطنين الاتصال بها في حال تم حصول أي قطع للمياه عن أي حي من الأحياء، وذلك على الرقمين التاليين: محمد السعودي «أبو عماد السعودي» 03630017 والمهندس بسام صفدية 03761446 .
وأكد جرادي أنه في حال تكرر الانقطاع المتمادي للمياه عن المدينة مستقبلاً، فالتحركات الاحتجاجية ستأخذ منحى تصاعدياً لا سابق له داعياً جميع القوى والفعاليات والهيئات في منطقة صيدا وجوارها إلى التحرك والضغط من أجل إصلاح أوضاع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي.
كما طالب الهيئات والمنظمات والمجموعات المنخرطة في الحراك الشعبي إلى القيام بكل أشكال التحرك الضاغط من أجل وضع حد للفساد المستشري في هذه المؤسسة، وفي غيرها من المؤسسات المشابهة. ومواصلة العمل من أجل معالجة أزمات الماء والكهرباء التي تنغّص حياة المواطنين، وتلحق أفدح الأضرار بمصالحهم وبأوضاهم الاجتماعية والصحية.
