يستقبل لبنان رئيس فرنسا فرنسوا هولاند. المفارقة في هذه الزيارة أنها الأولى من نوعها منذ الاستقلال في ظل الشغور الرئاسي، لا بل إن هولاند عندما زار لبنان في تشرين الثاني 2012، غداة استشهاد اللواء وسام الحسن، حرص أن يلتقي في تلك الزيارة الخاطفة فقط رئيس الجمهورية ميشال سليمان، برغم تبلّغ الدوائر البروتوكولية الفرنسية رغبة رئاستي المجلس (نبيه بري) والحكومة (نجيب ميقاتي) حرصهما على الاجتماع به في القصر الجمهوري، غير أن دوائر الإليزيه أصرّت على «الحصرية الرئاسية» وقتذاك.
هذه المرة، يأتي هولاند أيضا لأسباب فرنسية وأوروبية نتيجة الضغط المتزايد في الشارعين الفرنسي والأوروبي على خلفية قضية اللاجئين السوريين، لكنه قرّر التعويض عن غياب الرئيس بلقاء حصري مع بطريرك الموارنة، بعد اجتماعين يعقدهما مع كل من رئيس المجلس نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام!
وعلى جاري عادة اللبنانيين، ثمة من همس في أذن السفير الفرنسي الجديد في بيروت ايمانويل بون الذي كان قد رافق هولاند قبل ثلاث سنوات وأعدَّ برنامج تلك الزيارة (3 ساعات)، وسأله عن كيفية إعطاء بعد رئاسي لبناني للزيارة، وعن إمكان توجيه دعوة إلى عدد من القيادات المارونية وخصوصا العماد ميشال عون لزيارة فرنسا. لم يتردد بون بالمحاولة، ولذلك، سأل العماد عون عما إذا كان يرغب بلقاء هولاند قبل زيارة الأخير للبنان، فسارع «الجنرال» للقول إنه لا يرغب بالقيام بتلك الزيارة، وانتهى الأمر عند حدود التقرير الديبلوماسي المقتضب الذي رفعته السفارة الفرنسية حول فشل المحاولة ـ الكمين!
وعندما سأل المحيطون بالعماد عون عن سبب إجهاض المبادرة الفرنسية، أجاب أن ذاكرته ما زالت حية ولن تنطلي عليه خديعة الرئيس التوافقي مجددا، «فالرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تحدث معي على مدى أكثر من ساعة أثناء مؤتمر الدوحة، وأقنعني بأنه بمجرد قبولي بانتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً للجمهورية سأتحول ليس إلى «صانع رؤساء» وحسب بل إلى رئيس ظل لمدة ست سنوات.. فماذا كانت النتيجة» يسأل «الجنرال»؟