IMLebanon

تساؤلات وتحفظات لا تزال تعترض تطبيق خطة النفايات

waste-file

 

كتب حبيب معلوف في صحيفة “السفير”

بدد اجتماع اللجنة الفنية المكلفة متابعة ازمة النفايات، والتي يرأسها وزير الزراعة اكرم شهيب، امس، بعض التفاؤل الذي ظهر امس الاول في شأن تقدم الحلول لمعالجة ازمة النفايات، اذ تبين ان الحلول لا تزال بعيدة على كل المستويات، لا سيما لتنفيذ المرحلة الانتقالية الطارئة. صحيح ان الحوارات مع الجمعيات البيئية كانت ايجابية لناحية اختيار آلية المعالجة، الا انه لم يظهر تقدم ملموس على صعيد اختيار مواقع المعالجة، لا في شأن مطمر الناعمة حيث تبين ان الموضوع لا يزال يحتاج الى بحث ومناقشات وتدخلات من اطراف فاعلة، ولا بالنسبة لمكب برج حمود، اذ ان الدراسات التي أنجزت امس لمعرفة كيفية معالجة المكب لم تناقش بعد مع الجهات المعنية لا سيما في منطقة برج حمود.

وقد كشفت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان الخطة التي ستعرض على المعنيين بملف برج حمود تتضمن إنشاء حاجز بحري وردم مساحة تقارب 500 ألف متر مربع بكلفة تقارب 85 مليون دولار اميركي، على ان تعالج هذه المنطقة بعد ذلك ما بين 750 و800 طن يوميا من النفايات، وتقام في المساحة المردومة حديقة عامة وارض للاستثمار. اما الموقع الذي تم اختياره في منطقة المصنع، فقد تم التراجع عنه بعدما تبين انه يمكن ان يؤثر سلبا على المياه الجوفية، وهناك امكانية لاستبداله بمكان قريب من الحدود لم يتم ترسيمه بعد مع سوريا.

ويبدو ان موقع سرار في عكار هو الوحيد الذي تقدم البحث في شأنه بإدارة مباشرة للملف من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي سيواصل اجتماعاته مع فعاليات في المنطقة لشرح الخطة المقترحة، بعد ان اجتمع امس مع وزير الزراعة اكرم شهيب واللجنة الفنية وتم التنسيق في شأن استكمال الخطوات التنفيذية لقرار مجلس الوزراء مع بعض التعديلات.

وقد تبين ان دراسة القوانين التي تسمح للحكومة بفرض رسوم وضرائب على المواد التي تتحول الى نفايات لم تنجز بعد، كما ان لا خطة واضحة لكيفية ادارة المرحلة الانتقالية، باستثناء تكليف «سوكلين» استكمال إقفال خلية في مطمر الناعمة خلال فترة أسبوع بعد نقل بعض النفايات المتراكمة اليه وإقفاله وتأهيله بحسب شروط العقد.

اما كيفية نقل النفايات الى المواقع المختارة والآلية والتوقيت، فلا تزال مدار بحث وجدل. ولم يعرف حتى الآن من سيقوم بهذه العملية وهل سيتم فرز النفايات في المعامل قبل نقلها ام تفرز في موقع المعالجة؟ وهل سيتم نقل النفايات بعد كبسها وتغليفها ام من دون ذلك كما يطرح البعض؟ وما هو نوع الشاحنات التي ستنقل هذه النفايات وعددها؟ إذ اقترح البعض ان يشتري مجلس الإنماء والاعمار شاحنات كبيرة مجهزة بآلة ضغط لكبس النفايات وسحب العصارة منها قبل نقلها. وتبين ان سعر الشاحنة الواحدة يمكن ان يزيد على 200 ألف دولار أميركي وان الحاجة هي الى ما لا يقل عن 50 شاحنة. الامر الذي يطرح تساؤلا عمن سيدفع هذه الكلفة للتشغيل لمدة 18 شهرا، مع العلم ان الفترة المتوقعة لشراء هذه الشاحنات وشحنها قد تمتد الى أكثر من سبعة أشهر! كما ثمة تساؤلات حول كيفية تلزيم إنشاء المطامر، من ضمن الخطة الطارئة، مع العلم ان إجراء المناقصات يتطلب بعض الوقت، أي ما لا يقل عن ثلاثة أشهر.

وبعد ان تعثرت عملية جمع نفايات العاصمة بيروت أمس لامتلاء المكان الموقت في الكرنتينا، تدخل وزير الداخلية ومحافظ مدينة بيروت امس وتم التوسع في المكان لاستيعاب المزيد من نفايات العاصمة لمدة اربعة او خمسة ايام اضافية، لحين ايجاد الحلول.