IMLebanon

المستقبل: الحوار يُسقط الطرح العوني

tawlit-l-hewar

أوضحت مصادر المتحاورين تحت قبة البرلمان لصحيفة ”المستقبل” أنّ “الجلسة الحوارية الثانية كانت أفضل من الأولى”، مشيرةً إلى أنها “شهدت بصيص تقارب بين الأفرقاء لولا أنّ الموفد العوني سارع إلى قطع الطرق أمام فرص تعزيز هذا التقارب من خلال إثارته لازمة المطالبة بما أسماه الشراكة الحقيقية”.

وفي تفاصيل مجريات الجلسة، أنه حين توجه باسيل إلى المتحاورين بالقول: “نحن نريد حقنا ونطالب بالديموقراطية الشعبية فأعيدوا الشرعية إلى الشعب ليختار هو رئيس الجمهورية”، توالى المجتمعون على الرد فأجابه بدايةً مكاري قائلاً: “تتحدث عن الديموقراطية وأنت نفسك لم تمارسها في تيارك السياسي”، عندها توتّر باسيل وأجابه: “ما بخصّك”، فرد مكاري: “بصراحة قاعدي على قلبي وبدي قولها”.. باسيل: “عاملتك ضيق نَفَس”.. مكاري: “ما تخاف عامل قلب مفتوح”.

ثم تولى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحديث فتوجه إلى باسيل قائلاً: “قبل أن تتحدث عن إجراء استفتاء شعبي وتطالب بتعديل الدستور إذهب أولاً إلى مجلس النواب”، وسأل: “أما إذا كنت تعتبر المجلس غير شرعي فكيف ستقوم بذلك؟”.

وحين رأى باسيل، متوجهاً إلى الأفرقاء المتحاورين، أنهم يقبلون على الدوام برئيس حكومة قوي بينما يرفضون أن يكون رئيس الجمهورية قوياً، صوّب له رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مسار الأمور على صعيد الرئاسات الثلاث فقال: “إذا كنت تتحدث عن التمثيل القوي فاسمح لي أن ألفت انتباهك إلى أنه بحسب كلامك هذا كان من المفترض أن يكون النائب محمد رعد رئيساً لمجلس النواب والرئيس سعد الحريري رئيساً لمجلس الوزراء لكنّ هذا الأمر لم يحصل، علماً أنكم أنتم من كان قد بادر إلى إسقاط حكومة الرئيس الحريري وفقاً للعبة السياسية، بينما رئيس الجمهورية يبقى 6 سنوات في موقعه من دون أن يستطيع أحد التعرض لولايته”، مشدداً في الوقت عينه على أنّ “رئيس الحكومة من المُفترض أن يمثل فريقاً سياسياً أما رئيس الجمهورية فيجب أن يكون فوق كل الأفرقاء”.

بدوره، رد مكاري على باسيل فذكّره بأنّ “التيار الوطني الحر” يمثل لدى المسيحيين كما يمثل الفريق المسيحي في 14 آذار، فضلاً عن كون نتائج انتخابات العام 2005 أصبحت من الماضي ولم تعد هي نفسها لا في انتخابات 2009 ولا في إحصاءات 2015.

من جهته، سأل رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية السنيورة: “هل تعديل الدستور لانتخاب رئيس وارد لديكم”، فأجابه السنيورة بالنفي، عندها أردف فرنجية: “وإذا كان التعديل الدستوري لموظف ممددة خدمته؟”، اكتفى السنيورة بالقول: “الموظف موظف”.

أما عندما طالب رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية “لا من 8 ولا 14 آذار”، استدرك فرنجية قائلاً: “لا تقطعوا الطريق أمام الاحتمالات فمن الممكن أن يأتي الرئيس من 8 آذار بموافقة 14 آذار أو يأتي من 14 بموافقة 8، أما إذا كنتم لا تريدون رئيساً لا يمثل سياستكم فنحن بطبيعة الحال نتفهم موقفكم”.

كذلك ذكّر الجميل المتحاورين بأنّ “الرئيس الراحل سليمان فرنجية لم يكن من نادي المرشحين الأقوياء للرئاسة لكن حينما رشحه الثلاثة الأقوياء بيار الجميل وكميل شمعون وريمون إده أصبح قوياً”، فعلّق فرنجية بالقول: “هذا كلام صحيح”.

عندها تدخّل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مخاطباً السنيورة: “يا دولة الرئيس من يملك الكثير يعطي الكثير، أنتم لديكم أكبر كتلة برلمانية، تفاوضوا مع الجنرال عون لحل الأزمة”، فأجابه السنيورة: تفاوضنا يا حاج محمد ولكن أصرّوا على انتخاب عون حصراً وبالتالي “ما في نصيب”.

كذلك، تولى النائب أسعد حردان تجديد التشديد للمرة الثانية على التوالي خلال جلستي الحوار على “ضرورة” انتخاب رئيس للجمهورية، متحدثاً عن “مواصفات” الرئيس العتيد.

وكان بري قد استهلّ الجلسة بالتشديد على “أهمية الحوار الوطني خصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان”، مؤكداً أن “لا سبيل للخلاص إلا بالحوار”. بينما طلب في ختام الجلسة من المتحاورين أن يحضروا معهم إلى جلسة الحوار المقبلة تصوراتهم لـ”مقترحات الحلول”.

وتمنى رئيس الحكومة تمام سلام في مداخلته الاستهلالية على “كل الأطراف في الحوار أن يبادروا إلى تأكيد دعمهم وتأييدهم لخطة الوزير أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات، معرباً في هذا الإطار عن أسفه للمعارضة العونية لتنفيذ هذه الخطة. فسارع باسيل بالنفي قائلاً: “أبداً نحن لا نقف في وجهها”.

عندها أبدى النائب طلال ارسلان تأييده خطة شهيب ثم كرّت سبحة المواقف التي عبّر من خلالها كل الأطراف تأييد الخطة، في حين شدد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط على وجوب ترجمة هذا التأييد لإنجاح الخطة وتوجّه إلى ارسلان بالقول: “نحن أيضاً لدينا في الشوف وعاليه نفايات متراكمة فأتأمل منك يا مير طلال أن نتساعد لخلق مطامر لها”، فأجابه ارسلان: “بكل تأكيد”.