علاء بشير
تدور في طرابلس مواجهة منها ما هو معلن، ومنها ما هو تحت الطاولة على خلفية من يقدم افضل حل لرفع كابوس الظلمة عن المدينة، وفي كيفية استجرار الطاقة على مدى 24 ساعة. وان تأخرت هذه المقترحات كثيرا في وقت ترزح فيه طرابلس تحت رحمة تقنين قاس جدا لا يتعدى ستة ساعات في الاربعة والعشرين منذ سنوات، رغم ذلك أن تأتي المقترحات متأخرة خير من ان لا تأتي كحال طاقة الكهرباء النادرة وجودها في المدينة.
السجال الدائر ليس جديدا، بل هو قديم جديد يحاول من خلاله «المعارضون» أقله الرئيس نجيب ميقاتي كسب ود الشارع واظهار مدى حرصه على تأمين حياة كريمة للمواطنين من خلال اجتراحه لمقترحات لم تجد طريقها، ابان توليه سدة المسؤولية فكيف به اليوم؟ اذ لا تعدو المقترحات سوى كونها مزايدات تطال حصرا وزراء ونواب طرابلس المقصرين فعلا في متابعة هذا الملف، رغم المحاولات التي يقوم بها النائب محمد كبارة، ومحاولة الوزير اشرف ريفي الاخيرة الاستعانة بخبرات كهرباء زحلة التي زوت منطقتها بالتيار الكهربائي على مدى 24 ساعة، وهو تلقى وعدا من أسعد نكد «مسؤول الكهرباء في زحلة» بانه سيرسل فريقا من المهندسين الاخصائيين الى طرابلس سريعا لدراسة كيفية تزويد المدينة بالتيار الكهربائي على مدى 24 ساعة على غرار مدينة زحلة.
لقد وضع الوزير رشيد درباس أصبعه على جرح الازمة النازف، بتأكيده ان لدينا أمثلة حية في جبيل والذوق وزحلة وبعض بلديات الجنوب والتي بمواردها الخاصة تولد كهرباءها، وهؤلاء لا يملكون امكانيات أكثر من بلدية طرابلس، التي يجب عليها أن تغذي مواردها وتستثمرها وتقنع المواطنين لا سيما المقتدرين منهم، بأن يكونوا شركاءها في الانماء. وان كثيرا من الطرابلسيين يستثمرون وينفقون ثرواتهم خارج مدينتهم ولا يتركون لها الا الصدقات ونزرا من أعمال الخير. وهل أكون مبالغا وفق درباس اذا قلت أن تكاليف المآدب التي انفقت في مناسبات متعددة بما فيها المآدب الرمضانية لو جمعت لبنت مصنعا أو مرفقا حيا.
اذا المشكلة لم تعد حصرا بالافكار والمقترحات، ومن يقدم بحثا أو دراسة أفضل أو شرحا في كيفية توليد الطاقة الكهربائية لترفع عن طرابلس الظلمة اللاحقة بها منذ سنوات، بل المشكلة في غياب الوزارة عينها عن تفعيل واقع المعامل الموجودة في المدينة وعلى التخوم لتقوية انتاجها واستحداث اخرى. والمشكلة الاكبر في انكفاء المتمولين من ابناء المدينة عن ممارسة دورهم المفترض في هذا المجال وعدم الاكتفاء بالكلام وباغداق الوعود، والاستثمار في المزايدات والمناقصات والمناكفات، وطيب الله ثرى الشيخ بطرس الخوري الذي أسس بامكاناته الخاصة شركة قاديشا في محلة البحصاص عند مدخل طرابلس، والتي وزعت نورها على كل بيوتات طرابلس والجوار طوال سنوات وسنوات، وعندما استردت الدولة شركة قاديشا أخذت في التراجع الى أن وصلت الى ما وصلت اليه مؤخرا في الدرك الاسفل من قلة الحيلة وعجز يفوق كل التصورات. كفى مزايدات وتنظير وآن أوان الجد والعمل.