أكدت مصادر بارزة في حركة “فتح” لصحيفة “الراي” الكويتية أن الأخيرة قررت إعادة تشكيل “قوات الامن الوطني الفلسطيني” في لبنان، بما يتناسب مع مهماتها في المرحلة المقبلة، وذلك على خلفية التحدي الذي تواجهه لجهة التصدي لتغلغل الاسلاميين المتشددين في المخيمات، ولا سيما في “عين الحلوة”ومنع إحكام قبضتهم عليه، بعد سلسلة من الاشتباكات المتنقلة والاغتيالات الدموية، وكان آخرها لقائد “كتيبة شهداء شاتيلا” العميد طلال البلاونة.
وأشارت المصادر الى ان أمر إعادة التشكيل أوكل الى مجموعة من الضباط العسكريين في “الامن الوطني” وفدوا خصيصاً من “رام الله” منذ اسبوع ونيف، بتكليف من القائد العام اللواء نضال ابو دخان، الذي كان قد زار لبنان للمرة الاولى واطلع على التفاصيل بالتعاون والتنسيق مع قائد الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، وقد أعدوا تقريراً مفصلاً حول واقع المخيمات ونفوذ حركة “فتح” مقابل “المجموعات الاسلامية المتشددة” وحركة “حماس” و”القوى الاسلامية” المعتدلة وباقي الفصائل الفلسطينية.
وأوضحت ان العمل يجري على خطيْن موازييْن: “الاول تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان ومقرّها مخيم عين الحلوة وسيتولى الاشراف عليها مباشرة الضباط الموفدون من رام الله على مدار الساعة وفق مبدأ المناوبة. والخط الثاني يقوم على إعادة تدريب عناصر الأمن الوطني الى جانب عناصر حركة”فتح”وإعادة تأهيلهم، وسيكون المركز في الرشيدية حيث انطلقت الدورة العسكرية الثالثة بنحو 60 عنصراً على ان يزيد العدد تدريجاً”.
ووفق ما هو متوقع، فان الخطة المرسومة تقضي بإعادة تشكيل “الامن الوطني الفلسطيني” من جديد على اساس “الوحدات” العسكرية على ان تضم كل منها في حدها الاقصى خمسين عنصراً، وليس على اساس “الكتائب” المعمول به حالياً والتي تضم المئات، وذلك بهدف توزيع مهماتها وتنسيق العمل في ما بينها والأهمّ التواصل السريع عند اي حدَث أمني، على ان يتم اختيار الأعضاء من جيل الشباب بعد “غربلة” الكثير من الموجودين حالياً لكبر سنّهم أو عدم قدرتهم على القيام بالمهمات على أكمل وجه.
ورغم وصْف التغييرات بأنها “داخلية” و”طبيعية” بعد الاشتباكات الاخيرة التي وقعت بين “فتح” وبين “المجموعات الاسلامية المتشددة”، فقد توقعت اوساط فلسطينية ان تُحدِث هذه التغييرات مخاوف لدى القوى الفلسطينية ولا سيما الاسلامية منها كونها “رسالة” حاسمة بأن مرحلة ما بعد اغتيال قائد “كتيبة شهداء شاتيلا” العميد طلال البلاونة ليس كما قبلها، وان “فتح” التي عضّت على الجراح لن تسكت مجددا.
ومقابل اعادة تشكيل الامن الوطني، أنجزت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة خطة توزيع عناصرها في مختلف مواقعها ومقراتها العسكرية وفي أحياء مخيم عين الحلوة من اجل تحصين الوضع الأمني ومنْع وقوع اي احتكاك او اشتباك مجدداً، وذلك وفق اتفاق جرى بين “قيادة العمل اليومي” المنبثقة عن “اللجنة الامنية الفلسطينية العليا” وقائد “القوة الامنية الفلسطينية المشتركة” في لبنان اللواء منير المقدح.
وباتت القوة الامنية البالغ عددها 280 ضابطاً وعنصراً موزعة على الشكل الآتي: القوة التنفيذية 80 عنصراً، قوة السير 40 عنصراً، موقع الحاجز التحتاني (الاتحادات) مقابل منطقة الطوارئ 40 عنصراً، موقع القوة الامنية في مكتب “الصاعقة” قبالة سوق الخضار 20 عنصراً، في حي طيطبا 20 عنصراً، حاجز الطوارئ – التعمير 14 عنصراً. وجرى فرز 13 عنصراً للامن الاجتماعي، وللجنة التحقيق 7 عناصر ولمقر قيادة القوة الامينة في منطقة “بستان القدس” 46 عنصراً، وقد بوشر توزيعهم على الفور ليأخذوا أماكنهم.