بدأت أول مدينة فلسطينية مخططة، تسمى روابي وتقع على مقربة من مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في استقبال الأُسر التي انتقلت للاقامة في وحداتها السكنية بها.
وروابي أيضا هي أول مدينة فلسطينية خضراء حيث صُممت فيها البنية التحتية لتكون صديقة للبيئة.
ومع اكتمال وحدات المرحلتين الأولى والثانية وتضمان 500 وحدة سكنية انتقلت خمس أُسر للاقامة في بيوتها الجديدة. وتستعد عشرات الأُسر الأخرى التي حصلت على مفاتيح وحداتها السكنية للانتقال للاقامة في المدينة قريبا.
ومن بين الأُسر التي أقامت بالفعل في المدينة الجديدة أُسرة كمال التي أعرب أفرادها عن سعادتهم بالمشروع على الرغم من تأخر مواعيد تسليمه.
وقال رب الأُسرة نهاد كمال “أنا جاي يعني بداية حياتي كانت في الإمارات زوجتي كانت بداية حياتها في الكويت. فعشنا في أجواء فيها أمثلة لمدن عم تنبنى بطريقة حضارية ومرتبة. فلما أجينا وشفنا هونا وسمعنا عن فكرة روابي على طول لاقينا ان هي اللي بتشابه شو كنا شايفين بره وشو انه الواحد كان بيتمنى انه يكون فيه هيك نموذج حياة. فعشان هيك تشجعنا كثير للفكرة وعلى طول أخذنا القرار انه نشتري في روابي”.
وعلى الرغم من تأخر تسليم المشروع لخمس سنوات عن المواعيد التي كانت مقررة سلفا فقد توفرت شوارع مخططة بشكل جيد وممرات مشاة مظللة كما ان العشب مشذب بشكل جيد.
ومؤسس المشروع هو مدير شركة بيتي للاستثمار العقاري بشار المصري. وهو رجل أعمال من مواليد نابلس في الضفة الغربية أيضا.
وقال المصري “احنا انتهينا من بناء الحي الأول والثاني بالكامل. ورجعنا هلا نخلص الحي الثالث والرابع أو المرحلة الثالثة والرابعة. كنا بانينهم الهيكل هلا عم بنعمل التخليص تعهم (الخاص بهم) أو ما يسمى التشطيبات. وان شاء الله بمطلع العام القادم نكون مخلصين وبنسلم ثاني 500 وحدة سكنية”.
أوضح المصري أن المدينة سيقيم بها 40 ألف نسمة وتوفر نحو خمسة آلاف وظيفة. وتبلغ تكلفة المشروع 1.2 مليار دولار.
وأضاف “للأسف الشديد التأخير للوضع السياسي. والتأخير اللي سببه الاحتلال الاسرائيلي للمشروع اضطرينا نؤخر كثير من المرافق المختلفة مثل المدارس. مثل مركز المدينة التجاري. ان شاء الله هلا دبينا فيهم..بعني بدينا نشتغل فيهم بوتيرة عالية جدا رجعنا. وان شاء الله بشهر أربعة خمسة (ابريل/نيسان أو مايو/أيار العام القادم بيكون المركز التجاري جاهز”.
ويتهم منتقدون المصري بأنه يبني مدينته من أجل الصفوة الأغنياء. فالشقة النموذجية في روابي تتكلف نحو 95 ألف دولار، وهي أرخص من مثيلتها في رام الله، لكنها أكبر بكثير من قدرات الكثير من الفلسطينيين. وهناك عجز مستمر في الإسكان المناسب في الضفة الغربية.
ويصر المصري على أن مشروعه لا يستهدف الأغنياء فقط، ويقول “إن تكلفة الشقق في متناول الكثيرين من الطبقة المتوسطة من الفلسطينيين”، لكنه يلقي اللوم على السلطة الفلسطينية لعدم مساعدته في تمويل إسكان لذوي الدخل المنخفض.
ويقع مشروع مدينة روابي في المنطقة المسماة (أ) التي تخضع للسلطة الفلسطينية الكاملة في الضفة الغربية المحتلة.
وعلى الرغم من ذلك فان الطرق التي تربط المدينة الجديدة بالطرق السريعة القريبة تقع في المنطقتين (ب) و (ج) اللتين تخضعان لسيطرة اسرائيلية جزئية وكلية.
ورغم ذلك فان السعادة تبدو على سكان المدينة الجديدة.
وقال أحد سكان روابي ويدعى خالد العملة “هلا فكرة روابي جاءت إنه أول ما انتقلت أنا..أصلي من مدينة الخليل.. انتقلت لمدينة رام الله بدأت أبحث عن مكان مناسب إلي ولعائلتي أكوِن فيه ويكون مكان آمن إلي ولعائلتي. لفت انتباهي المكان اللي أنا موجود فيه اليوم اللي هو مدينة روابي. كان بسنة 2008 كانت بداية الاطلاق للمشروع. اهتميت فيه من ناحية تخطيطها شكل المدينة.. البنية التحتية المتكاملة بحيث انه أنا في المستقبل حاكون أسكن في مكان ما راح يكون فيه حفر ما راح يكون فيه تلوث بصري ما راح يكون فيه بنية تحتية تغييرها أو تجريدها. مدينة جديدة مبنية على أسس متينة”.
ويقيم في الضفة الغربية، التي احتلتها اسرائيل في حرب عام1967 نحو 2.6 مليون فلسطيني إضافة الى نحو نصف مليون مستوطن يهودي.